تاريخ

قصة مكان مسجد أحمد بن طولون

قصة مكان مسجد أحمد بن طولون
يعتبر مسجد أحمد بن طولون من نماذج العمائر الإسلامية المتفردة بذاتها، شرع أحمد بن طولون في بناء المسجد عام 263ه الموافق 877م، تم البناء في حوالي عامين وتكلف نحو 120 ألف دينار، اهتم بالمسجد على نحو متفرد ومختلف عن عمائر المساجد في زمانه كانت هندسته وزخارفه متفردة عن نظائرها بمصر أما المئذنة وتُعد من أقدم مآذن مصر وتشبه على نحو كبير المئذنة المدرجة الملوية الشهير بجامع سامراء بالعراق وهي الوحيدة التي تم بناءها بهذا الشكل.

أما عن مؤسس المسجد الشهير فوالده كان من الممالك الأتراك أهداه والي بخاري للخليفة المأمون وخدم في بلاطه وعلا شأنه فنشأ ابنه مع الأمراء وتم تعين باكباك واليًا على مصر وأناب أحمد بن طولون للولاية وبعد موت باكباك تولى بعد الأمير مأجور وأناب بن طولون على الفسطاط وظل يوسع من دائرة سلطته ونفوذه حتى شملت مصر كلها وتوسع ليشمل أطراف الشام وبرقة وأعلن تأسيس الدولة الطولونية التي حكمت مصر 38 عام، كان ابن طولون صاحب النقلة النوعية لمصر من كونها ولاية عباسية لدولة ذات سيادة واستقلال.

مسجد أحمد بن طولون

مسجد أحمد بن طولون

لهذا المسجد تميز خاص فهو ثالث مسجد تم بناءه بمصر بعد مسجد عمرو بن العاص الذي لا يزال متواجد لليوم، ومسجد مدينة العسكر ولكنه زال بزوال المدينة، كان سبب البناء شكوى العامة من ضيق مسجد مدينة العسكر التي أقامها العباسيون بشمال مدينة الفسطاط التي بناها سيدنا عمرو بن العاص بعد فتح مصر، ولكن بعد سقوط الدولة الأموية نقل العباسيون مقر الإمارة والجند والشرطة لمدينة جديدة وتم فيها بناء المسجد.

وتم بناء المسجد على مساحة كبيرة حوالي 6 أفدنة فوق جبل يُشكر نسبة لقبيلة يشكر بن حزيل، وسط مدينة القطائع التي شيدها أحمد بن طولون لتكون مقرًا وعاصمة لدولته الطولونية والمسجد هو المعلم الوحيد المتبقي من هذه المدينة ولم تتغير ملامحه على مر العصور، ومن جمال المسجد زخارفه البديعة التي جعلته من النماذج المعمارية النادرة بالفن والعمارة الإسلامية.

شكل مسجد بن طولون

يبلغ طول المسجد 138 متر والعرض 118 متر، المسجد مربع الشكل مع زيادة في ناحية المئذنة التي يبلغ طولها 40 متر ترتبط بحائط المسجد من الناحية الشمالية الغربية بقنطرة محمولة على شكل حدوة الفرس، وتتميز واجهة المسجد بالبساطة والزخارف على الشبابيك المفرغة متنوعة الشكل، في ناحية القبلة محراب كبير يعلوه قبة خشبية يحيط بها الشبابيك المفرغة المشغولة بالزجاج الملون، وبجانب المحراب المنبر الخشبي مصنوع بشكل هندسي على هيئة أشكال وزخارف هندسية الشكل بحشوات زخارف بارزة وهو من أقدم المنابر بمصر.

تم فتح المسجد في عهد الدولة الأيوبية ليدرس المذاهب الفقهية الأربع، وكذلك علوم الحديث والفلك والطب والحساب.

تم ترميم المسجد عام 1882م بعهد الخديوي توفيق ورممت زخارفه في عهد الملك فؤاد الأول وآخر ترميم عام 2005م، والمسجد اليوم مفتوح أمام الزوار والسياح.

هاجر طلعت

طالبة دكتوراه تخصص إعلام - تكنولوجيا الصحافة أحب التدوين وكتابة المقالات شاركت في تأسيس عدد من المواقع العربية مهتمة بالزراعة المنزلية والتصميم والقراءة والتصوير .
زر الذهاب إلى الأعلى