بالصور متطوعي مستشفى 57357 يروون قيم لا تٌنسى الجزء الثاني
أعدت التقرير/ أسماء إبراهيم
قيم لا تُنسى .. مستشفى 57357
– و يتحدث محمد أحمد أحد المتطوعين في مستشفى 57357 و الطالب بالفرقة الرابعة بكلية التجارة ..
تقدمت للتطوع في 2018 ، و تلقيت تدريب لمدة 3 أشهر تعرفت فيها على إدارة المستشفى و أقسامها و الأطباء المقيمين فيها، و فرق التمريض، تعلمت العديد من المهارات الفنية خلال ورش العمل المقدمة للأطفال، تعلمت المسرح و الغناء، و المهارات المختلفة و الصناعات اليدوية، بالإضافة إلى قيم روحية أكثر أهمية مما سبق، حيث تعلمت العطاء و الصبر، تعلمت أن الدعم النفسى لا يقل أهمية وقيمة عن الدعم الطبى، شاركت في إعداد مسرحيات عن المتطوعين و الأطباء و أدوارهم كجنود مجهولين، بالإضافة إلى طرق مختلفة لتوصيل المعلومات للأطفال بشكل غير مباشر كالمسرحيات و الأغاني، تعلمت فنون التعامل مع الأطفال، واكتشاف مواهبهم و تنمية مهاراتهم، و إعادة إكتشاف ذاتي، وثقافة التعامل مع المرضى، وتكوين صداقات و التعرف على مختلف الثقافات و الشخصيات و أدركت قيمة العمل الخيرى و مدى أهميته في حياتي و حياة الآخرين .
– ويضيف عمرو عصام .. كنت شخص منطوي، لا أجيد التعامل مع الآخرين، تعلمت من التطوع قيمة التقرب من الناس و تقديم الدعم لهم من خلال ما تقدمه لهم من خدمات تشعر بها بمدى أهميته في حياة الآخرين، و ترى الامتنان في عيونهم لما تفعل و تقدم.
– بينما تقول سماء حسام .. منذ تطوعت وقد تحسنت نفسيتي بشكل كبير جداً، إننى اتلقى الدعم من الأطفال و ليس العكس، حيث الإنطلاق و الطفولة و اللعب طوال الوقت و الضحك و السعادة و ترديد الأغنيات، كما أن العمل التطوعي مجالاً يسمح ببذل المزيد من الطاقة، بالإضافة إلى إدراك قيمة التطوع، وقيمة أن تكون شخصاً مهماً في حياة الآخرين .
– و تضيف علا محمود .. أن التطوع شكّل مبادئنا، و ساعد على ثقل شخصيتى، بالإضافة إلى حفلات تكريم المتطوعين التي تقدم لنا دعماً معنوياً عظيماً، إننا نحتاج للحضور بين الأطفال أكثر مما يحتاجون إلينا، أحياناً نصبح في وضع نفسي لا يليق، فنجد الأطفال و قد يدفعونا للضحك أو يسألوننا عما يغضبنا وكأنهم يشعرون بنا و يبادرون بالمساعدة، التطوع يمنحك طاقة لتحمل الدنيا و مواجهة كل صعابها.
– ويضيف أحمد حمدي .. العديد من الظروف الصعبة استطعت التغلب عليها بالدعم المعنوي الذي اتلقاه بين الأطفال ، أدركت قيمة ما أقدمه، و اكتسبت قيم لن أنساها على رأسها رضا الله ، ومساعدة الناس، وتعلمت العديد من مهارات التواصل ، أصبحت شخص ناضج أثقلته التجربة بثقافات واسعة، قادر على استيعاب الناس و تقديم الدعم للآخرين.
مواقف إنسانية في مستشفى 57357
– تحكى علا محمود عن أكثر المواقف الإنسانية التي لن تنساها أبداً، حياتها داخل مستشفى 57357 مع طفلة اسمها “عائشة” حيث تعلقت بها بشكل كبير جداً،و انضم لي “عمرو” أحد الزملاء في رعايتها، رغم أنه ضمن تعليمات المستشفى في فترة التدريب هو “عدم التعلق بالأطفال”، كانت البداية عندما واجهنا المريضة ذات الـ 14 عاماً و قد أتت مع أسرتها إلى المستشفى تصرخ بشكل هستيرى و ترفض الطعام و ترفض تلقي العلاج و ترفض كل أشكال الدعم و التواصل، حيث أنها أصيبت بالسرطان في وقت سابق و تلقت العلاج و استطاعت الشفاء منه و انتهى الأمر، لكنه عاد ليصيبها مرة أخرى ، مما اعتبرته هى موتاً آخر يهددها للمرة الثانية، فأصابها اليأس و رفضت العلاج ..
فحاولت مع أصدقائى التواصل معها و كسب ثقتها و تهدئتها، و التزمنا بالبقاء جانبها لأيام كاملة، تعلقت بها جداً، كنت أطعمها بيدى، و نشرب سوياً عصير البرقوق الذي أصبح له ارتباطاً شرطياً بوجودها، حتى أني منذ غيابها و أنا أتجنبه، كانت تعشق الرسم و تحلم بأن تصبح “ضابط” و كانت متفوقة في دراستها، وتحب أغنيات تامر حسنى، وكانت دائماً تحاول عرض المساعدة و تقدم الدعم للمرضى الآخرين ..
جاءت الإصابة الثانية أكثر قسوة من الأولى ، و توفيت بعد شهور قليلة، و لن ننساها أبداً..
– بينما تروي سماء حسام عن مواقف إنسانية واجهتها خلال فترة التطوع؛ حيث جاءت إحدى فتيات متابعة اليوم الواحد إلى المستشفى لتلقي العلاج و حضور ورشة خاصة بالرسم و التلوين، و كان عمرها 10 سنوات، عرضت عليها سماء الانضمام إلى أصدقائها الأطفال ومشاركة الرسم معهم، فما كان من الطفلة إلا أنها اندمجت في الرسم لوقت طويل، و قالت أنها لم ترسم منذ 4 سنوات و هى فترة المرض، و في نهاية اليوم تركت إهداء خلف ورقة الرسم تشكرها فيه و تتمنى لقائها مرة أخرى.
و موقف آخر لسماء مع طفل فاقد البصر بسبب السرطان، و اضطر للانقطاع عن الدراسة، فشكّل فريق المتطوعين مجموعات للدعم الدراسي للطفل، و ساعدوه لإتمام حفظ القرآن الكريم، و الأناشيد المختلفة .
– و يروى محمد أحمد، أنه خلال تقديم مسرحية تحكي عن ولد “يوسف” و “فريدة”، حيث كان يوسف يأكل وجبات جاهزة من خارج المنزل ، بينما تأكل فريدة الطعام الصحى فقط من المنزل، ولا تتناول أي طعام من الشارع، و قد تعافت فريدة بينما ظل يوسف مريضاً، و بعد 4 أشهر من انتهاء العرض المسرحي جاءت إحدى الأمهات و معها طفلها “حسام” _7 سنوات_تسأل عنى لأن حسام تعلق بى، و قرر ألا يأكل من الشارع أبداً ، وكذلك قررت أخته بسملة، و عندما كان يُسأل عن سبب ذلك القرار، كان يحكي ما حدث في المسرحية ..
فنانين ومشاهير
العديد من المشاهير تأتى لزيارة المستشفى بشكل دائم و مستمر ، فنانين السينما و المسرح و الفنون و المطربين، بالإضافة إلى فرق كرة القدم ..
كما أن إدارة المستشفى تقوم بالتواصل مع هؤلاء الفنانين إذا طلب أحد الأطفال رؤيتهم، و يعملون على تنسيق مواعيد للزيارة للقاء هؤلاء الأطفال و تقديم الدعم المعنوي لهم .
حيث يقول أحمد حمدي أنه شاهد زيارات لفريق النادى الأهلي، و نادى الزمالك، يذكر منهم خالد بيبو و حازم إمام، بالإضافة إلى الفنان محمد رمضان، كما شاهد زيارات متكررة للفنان تامر حسنى الذي تبنى موهبة الطفل “عمر” و أخذه ليغنى معه في أكثر من حفلة .
و تضيف علا محمود ، شاهدت زيارات للفنان تامر حسني و الإعلامية منى الشاذلى ، و مشاهير كرة القدم.
بينما صرح عمرو عصام أنه قد شاهد زيارات للفنان محمد صبحى الذي يأتي إلى المستشفى دون موعد سابق، ليجلس بين الأطفال و يقدم الدعم لهم ..و يتجنب التصوير و التغطيات الإعلامية .
57357 تلك المؤسسة الكبرى، ذات العطاء العظيم لكل من تخطو أقدامه داخل أبوابها، مرضى و أطباء و تمريض و إداريين و أهالي و فرق متطوعين ..
جنة من العطاء احتلت رقعة من أرض مصر، و أرسلت منها للعالم قيماً لا تُنسى، و رسالة سامية ستبقى أبد الدهر، نوراً و روحاً و ريحان ..
يدعو موقع شخابيط بكل القائمين عليه من محررين و إداريين وكل المتابعين وكافة جموع الشعب المصرى إلى زيارة مستشفى 57357، و تقديم المساندة المادية و العينية و المعنوية و تقديم كل أشكال الدعم اللازم للحفاظ على هذا الصرح العظيم، ومواصلة ما بدأه من النضال لأجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه من حياة أطفالنا، لضمان استمرار العطاء و الحفاظ على مستقبل أجيالنا القادمة وصحتهم .. وحياتهم .
اقرأ أيضاً
الفنان ياسر سليمان يتألق بـ 3 حفلات قادمة