ثقافة وفنونسينمامواهـب

أكثر من خذله أهل الفن !.. المنتصر بالله .. الضحكة التى أنهكها المرض وقتلها النسيان

كتبت/ أسماء إبراهيم

أكثر من خذله أهل الفن !.. المنتصر بالله .. الضحكة التى أنهكها المرض وقتلها النسيانعانى الفنان المنتصر بالله من أزمة صحية منذ أوائل عام 2008 عندما تعرض لجلطة فى المخ، مما منعه من التمثيل حتى وفاته عن عالمنا، أمس، السبت، في مستشفى مصطفى كامل العسكري، عن عمر يناهز السبعين عاماً.
وفيما يتعلق بتفاصيل محنته الصحية، قال المنتصر بالله في آخر مقابلة صحفية له، أجريت في عام 2011: “تعرضت لجلطة فى المخ أدت إلى غيبوبة طويلة تركت أثراً على جسدي، حيث الجانب الأيسر، وكنت على وشك الموت في ذلك الوقت نتيجة وفاة ثلاثة فصوص من المخ، وقال الأطباء لزوجتي: لقد قدمنا له ما نستطيع، لكن تبقى كلمة الله في أن تكتب له النجاة من الموت)

وأضاف المنتصر بالله: “أشكر الله على كوني في غيبوبة عميقة، لم أستمع إلى كلمات الأطباء، وإلا فإن حالتي النفسية ستسوء بشكل خطير، ولم أستطع أن أتجاوز هذه الأزمة إلا بالصبر والرضا بالقضاء و القدر، و مازلت أتلقى علاجي حتى الآن منذ يناير 2008. ”
وعن حرمانه من العلاج على نفقة الدولة، قال المنتصر بالله “لم يتم تقديم لي أي علاج على نفقة الدولة في المقام الأول، وأشكر الله، لا أريده، وأنا مسؤول مسؤولية كاملة عن علاجي على نفقتي الخاصة”.
وعن موقف نقابة الممثلين، قال: “صرفوا علي خمسة آلاف جنيه مع بداية الأزمة الصحية، ومنذ ذلك اليوم، لم يلتقط أحد من النقابة الهاتف ويسأل عني”.
وعن اتصالات الرئيس السابق حسني مبارك به أثناء مرضه، قال: “اتصل بي جمال مبارك مرتين أثناء وجودي في غيبوبة وسأل زوجتي: هل تريد شيئاً؟ لذا شكرته ولم يحدث أكثر من ذلك ”

وعن العديد من رجال الأعمال العرب الأغنياء الذين يسعون للعلاج على نفقتهم الخاصة، قال المنتصر بالله: “شكرت كل واحد منهم وكل من اتصل بزوجتي خلال محنتي، ولم أقبل أي من هذه العروض”.

أمضى المنتصر بالله سنوات طويلة بين عنابر العناية المركزة والعلاج الطبيعي والأدوية وزيارة الأطباء، وقال عنها: “أقضي يومي بين العلاج الطبيعي ومشاهدة التلفزيون واللعب مع أحفادي، لأنهم هم الذين يملأوننا بالحياة. ”

هل أثرت الأزمة الصحية التي واجهتها على قدرتك على التذكر لدرجة أنك لم تتعرفي على زوجتك السيدة عزيزة؟

وسئل المنتصر بالله فأجاب: “عزيزة، أنا متلخبط فيها منذ يوم تزوجتها، لكنني لا أنكر أن هذا حدث فعلاً في بداية العلاج من الجلطة، خصوصاً أسماء الناس، البعض تعاطف مع هذا النسيان، والبعض الآخر كان منزعجاً”.

عادة ما يتحدث المنتصر بالله عن محنة مرضه قائلاً: “لقد قمت بإعادة تقييم قائمة الأسماء التي ادعت أنها قريبة مني وكان لدينا عشرات السنوات من العمر المشترك وسنوات من التواصل، و وقتها عرفت من يحبنى ومن لم يهتم بي، ومن لم يتصل بي فهو حقه، حيث أن تكلفة المكالمة الهاتفية يمكن أن يكون باهظ الثمن بعض الشيء، والحمد لله أنه لم يتحدث معي، لذلك أنا لن أشعر بالذنب لأنه لم يصبح مسرفاً بسببى، خذلني الكثيرون، لكن الذي صدمنى حقاً كان كاتب السيناريو والكاتب يوسف معاطي، حيث قالت لي زوجتي إنني كنت أنادي بإسمه في غيبوبتى، وطلبته على الهاتف أكثر من مرة هي وابنتي، ومع ذلك لم يسأل عني لا مرة أو يأتي لرؤيتي، على الرغم من العشرة الكبيرة التي جمعتني به، بينما وقف آخرون إلى جانبي بشهامة، مثل رجاء الجداوي وشويكار ودلال عبد العزيز وعمر عبد العزيز ووحيد سيف. ”

وعن أكثر ما فرح به على مر سنوات مرضه، قال المنتصر بالله: “عندما يكسب الأهلي، وعندما يكون أحفادي الأربعة من بناتي حولي، و التفاف الناس حولي وأنا في الشارع وأنا مريض، وحرصهم على التقاط صور تذكارية معي”.
خلال هذه السنوات، حاول المنتصر بالله العودة إلى مهنته المفضلة في التمثيل وظهر في مسلسل “الصيف الماضي” مع رانيا فريد شوقي وأحمد عزمي عام 2010، لكن المرض تغلب عليه. . وعلى الرغم من ذلك، قدم أحدث أعماله بعنوان “ساعة في يوم”، والتي عرضت في عام 2014 في المهرجان. “مصر دوت بكره”، شارك في بطولته لطفي لبيب، وإخراج بيتر صامويل.

وعلى الرغم من مرضه، إلا أن المنتصر بالله كان حريصاً باستمرار على دعم أسرته ومساندتها، لذا كان آخر ظهور له عندما شارك في افتتاح معرض “ديالوج” للفنان التشكيلى ماجد باقي، زوج ابنته الكبرى “ديانا”، وظهرت عليه علامات الشيخوخة بشكل كبير، وأنه في ديسمبر 2018، وفي ذلك الوقت استقبله المشاركون بشكل جيد للغاية وقال أحدهم: “قل كلمة للفنانين”، ولم يقل إلا: “كل سنة وأنت طيب”.

كما حرص على توديع الفنانين المتوفين من بين أصدقائه، ومنهم الفنان سيد زيان عام 2016، وعندما جاء لم يستطع تذكر أي من الفنانين الذين حرصوا على استقباله، ومنهم الفنانة دلال عبد العزيز، وأراد تقديم تعازيه للفنانة رجاء جداوي في وفاة زوجها حسن مختار في نفس العام، وفي ذلك الوقت تحدثت معه قائلاً: “انت ايه اللى جابك؟”

وعن حالته الصحية والنفسية في أيامه الأخيرة، قالت زوجته عزيزة كساب في مداخلة هاتفية مع الإعلامية بسمة وهبة، في برنامجها “كل يوم” على قناة ON، يناير 2020: ” الحمد لله، هو بخير، ونشكر ربنا أنه معنا، وأحفاده ماليين وقته، ولا يزعجه أي شيء ، ويقدر ظروف كل الناس ، وهو لا منزعج ولا متضايق من أي شخص، “فيما يتعلق بزيارات الفنانين إلى منزله، قالت: “إذا كان القرايب مابيزوروش بعض! والحمد لله إن في حد بيتكلم في التليفون يسأل عنه”
أكثر من خذله أهل الفن !.. المنتصر بالله .. الضحكة التى أنهكها المرض وقتلها النسيان

المنتصر بالله هو “المنتصر بالله رياض عبد السيد”، من مواليد 21 فبراير 1950، وحصل على درجة البكالوريوس في الفنون المسرحية عام 1969، ثم الماجستير في الفنون المسرحية عام 1977. بدأ مشواره الفني مع فرقة ثلاثي أضواء المسرح في أوائل السبعينات، وخلال هذه الفترة شارك في العديد من الأعمال بين السينما والمسرح والتلفزيون، حتى استمر عمله لسنوات عديدة قبل أن يغادر عالمنا السبت الماضى 26 سبتمبر 2020.

أبدع المنتصر بالله العديد من الأعمال التي تجاوز عددها 170 عملا ومنها أفلام: “تجيبها كدة تجيلها كدة هي كدة، أسوار المدابغ، التحدي، الحدق يفهم، الزمن الصعب، الشيطانة التي أحبتني، الطيب أفندي، الفضيحة، المعلمة سماح، المغنواتي، المواطن مصري، حارة الجوهري، ياتحب ياتقب، شفاه غليظة، ضد الحكومة، فقراء ولكن سعداء، محامي تحت التمرين، ممنوع للطلبة، نأسف لهذا الخطأ، ناس هايصة وناس لايصة، يا ما أنت كريم يارب”.
وفِي المسرح قدم: استجواب، حضرات السادة العيال، عائلة سعيدة جدا، شارع محمد علي، علشان خاطر عيونك، مطلوب على وجه السرعة، العالمة باشا”.
وفِي التليفزيون قدم مسلسلات “بدارة، أنا وأنت وبابا في المشمش، حكايات بناتي، اجري اجري، راجل وست ستات، حقا أنها عائلة سعيدة جدا، شارع المواردي، لن أمشي طريق الأمس، الصحيح ما يطيح، أبناء ولكن، أيام المنيرة، أرابيسك، الشراغيش، آن الآوان، عيون، الدنيا لما تلف”.

اقرأ أيضاً

مبدعين و فنانين غيّبهم السرطان

زر الذهاب إلى الأعلى