
جريمة في مدينة المنازِل
في غرب ميلووكي، في ويسكنسون، مدينة اسمها واواتوسا، بس اسمها الأشهر هو « مدينة المنازِل »، شوارعها الهادية مليانة مدارِس، حدائِق عامة، وبيوت عائلية فخمة..
في يوم حار من أيام شهر يوليو ١٩٢٥، الحي الهادي دا هيتهز وكُل حاجة فيه هتتغيَّر للأبد بسبب جريمة قتل آرثر «بادي» شوماخر جونيور.
بادي شوماخر بإنه طفل طيب، مُبهِج، ولطيف، صباح يوم ٢٤ يوليو ١٩٢٥، بادي خَرَج من بيته مع أصدقائه، المفروض إنهم كانوا رايحين بحيرة محلية عشان يلعبوا ويعوموا مع بقية الأطفال اللي من سنهم زي ما متعوِّدين يعملوا دايمًا خلال شهور الصيف الحارة، عشان يوصلوا للبحيرة، لازِم يركبوا قطار شحن، ودا فعلًا اللي حَصَل، ودي كانِت آخر مرة حد شافه فيها وهو عايِش.
بادي مرجعش البيت اليوم دا، والده (آرت)، والدته (فلورانس)، وأخته الكبيرة (جانيت) كانوا مُصابين بالذهول ومش فاهمين حاجة من اللي بيحصَل، وعلى طول السُلطات شكلت فريق بحث وبدأوا – بمُساعدة السُكَّان المحليين – يدوَّروا في كُل مكان، ولأسابيع طويلة.. مسابوش مكان مدوَّروش فيه.
لحَد الأسبوع السابِع، الأسبوع اللي لقوا فيه الجُثة مرمية على بُعد ميل من بيت آل شوماخر، الجُثة كانِت في حالة سيئة، مُتحلِّلة جدًا، لكن أهله تعرفوا على الجُثة فورًا على الرغم من حالتها دي.
الجُثة كانت مليانة تفاصيل مُرعِبة، زي إن بادي إتعذِّب بوحشية، تم الاعتداء عليه جنسيًا، دا غير المنديل اللي لقوه محشور في زوره، وعلى الأغلب هو مات مخنوق بسبب المنديل دا!
وقتها الدنيا إتقلبِت، وسائل الإعلام والصحافة غطوا الموضوع بكُل تفاصيله، عسكروا في حديقة بيت آل شوماخر، الكُل كان مُتخيِّل إن جريمة بشِعة زي دي في حي هادي لأسرة عادية مع التغطية الإعلامية اللي كانِت مُسلَّطة عليها هتتحل خلال أيام، لكن الغريب.. إننا بعد حوالي ٧٠ سنة أهو بنتكلِّم عنها كلُغز محدِّش عارِف حله، مفيش حتى مُشتبه فيه إتقدِّم للعدالة بشكل رسمي، وآل شوماخر اللي علاقتهم كانِت كويسة مع الكُل مكانش عندهم شك في أي حد.
وبصراحة.. الموضوع مالوش علاقة بالتقصير، بالعكس.. البوليس عمل كُل اللي يقدر عليه عشان يوصل لحاجة في القضية.. لكن بدون فايدة، قبضوا على شخص غريب عن المنطقة كان تايه وقدموه للعدالة، لكنه خرج لأن مفيش أي دليل على كونه القاتِل، بعدها اعترف شخصين مُختلفين بارتكاب الجريمة.. لكن الإتنين مُختلين عقليًا، وبالتالي البوليس مصدّقش ولا واحِد فيهم، لكن مع ضغط الإعلام والصحافة قبضوا عليهم، والطب الشرعي أثبت إن الإتنين مالهمش أي علاقة بالقضية نهائيًا!
بعدها بسنتين آل شوماخر سابوا البيت وعزِّلوا لمكان تاني، وجت أسرة تانية عشان تعيش في البيت دا، أسرة آل هوفمان وابنهم بول هوفمان اللي هيكبر وهيبقى كاتِب وهيتخصَّص في الجرايم الحقيقية اللي متمِّش حلها، وطبعًا كان طبيعي ومنطقي إن أول كُتبه يكون بعنوان: الموت الغامِض لبادي شوماخر
الكتاب مليان تفاصيل وتحقيقات وشهادات لكُل الناس اللي تعرف بادي أو عاشِت في المنطقة في الفترة اللي حصلت فها الجريمة، في آخر فصل من الكتاب بول هوفمان بيقول بوضوح وبصراحة: ” أنا خلاص.. أعتقد إني دلوقتي عارف مين اللي ارتكب جريمة القتل، بس مش هقول مين بعد العُمر دا كُله، خصوصًا إن معنديش طريقة أثبت بيها كلامي، الموضوع كله تخمينات بس أنا مُتأكِّد منها ”
رفض بول تمامًا يشارك نظريته مع الناس أو مع قراءه، وقال إن فيه احتمالية القاتِل يكون مات من زمن طويل.
كلامه ريَّح قلوب أسرة آل شوماخر على الرغم من إن – لحد النهاردة – قاتِل ابنهم لسّه مجهول!
انا اعرف كل حاجة في هذي الادلة وعرفت الي سوفية كذ وعتدا علية
👌