مركز انسان يتألق بحوار خاص مع الكاتب مصطفى عبيد اعرف ماذا قال؟
7 خواجات وأفكار وراء الرصاص جديد عبيد
عالم الكاتب مصطفى عبيد .. حيث الشغف والأفكار الأجدر بالحكي..
الكاتب والروائي مصطفى عبيد يحل ضيفًا فى لقاء هاتفي مع موقع شخابيط للحديث عن أعماله والجديد الذي سيطرحه قريبًا على الساحة الأدبية، وكذلك ليسعد قراءه بآراءه في بعض القضايا الأدبية المطروحة في ساحات النقاش الثقافي.
وقد قدم “عبيد” عدداً من الإصدارات مع مركز إنسان للدراسات ومنها آخر إنتاجه الفكري 7 خواجات والذي يعرض سير رواد الصناعة الأجانب في مصر، كذلك إعادة نشر أفكار وراء الرصاص (رجال العنف السياسي)، وأخيرًا وليس آخرًا سيد قطب حياة وتراث المفكر الإسلامي الراديكالي.
مصطفى عبيد :القصة غير التقليدية هي الأجدر بالحكي
هكذا يقدم لنا “عبيد” قصص غير تقليدية وغير مستهلكة، فبينما ينظر الكثير من الكتاب إلى الواضح والمباشر، يبحث “عبيد” عن ما وراء القصة ليقدم النادر والمختلف، وهكذا في آخر إصداراته 7 خواجات، يتعمق “عبيد” في عالم رواد الصناعات في مصر قبل ثورة يوليو، حينما كان الأجانب في مصر يعملون في التجارة والصناعة والجاليات الأجنبية تثري من الحياة التجارية والصناعية في مصر.
بينما يستشهد الكثيرون في هذا المجال فقط بالجالية اليونانية، فمع كتاب 7 خوجات ستتفتح أفق جديدة للقارئ ليكتشف أن الكثير من الجنسيات عاشت في مصر وأفادتها.
فالدراسة المستفيضة في الكتاب الجديد تحكي كذلك عن الجالية اليونانية التي تركت بصمات كبيرة في التجارة والصناعة مثل؛ كوتسيكا أول من أنشأ مصنع للسبرتو، وكذلك صناعة الدخان، التي أنشأتها عائلة أرمانية، بل ستكتشف أن البلجيك والسويسريون كان لهم باعا كبيرا في مصر في صناعة الإسمنت
لا يقدم الكتاب فقط معلومة اعتباطية بل يقدم إحصائيات دقيقة فمثلا، سنة 1927 إجمالي عدد البريطانيين في مصر إبان الاحتلال البريطاني كان فقط 25 ألف، بينما كان عدد اليونانيون كان 70 ألف حتى أن اللورد كرومر المعتمد البريطاني قد ذكر أنه لو ألقيت حجر في أي موضع في مصر ستجد أسفله يوناني. وهو ما سيدهشك حقًا عند قراءة الكتاب خاصة عندما تستكشف أن أصل (المسقعة) يوناني كذلك.
وقد أوضح الكاتب مصطفى عبيد أن الكتاب سيصدر في معرض القاهرة للكتاب 2021 من خلال مركز إنسان للدراسات والنشر والتوزيع.
أفكار وراء الرصاص يعود من جديد
وعلى الرغم من كون كتاب أفكار وراء الرصاص قد قدم منذ عدة سنوات ونفذت طباعته فهذا العام يوضح لنا “عبيد” أنه سيتم إعادة نشره ولكن مع إضافات جديدة، حيث يرى الأحداث من زاوية ثقافية أخرى وهي زاوية الاستعلاء في المجتمع المصري، فيتكلم منطلقًا من هذه النقطة عن أفراد في الحركة الوطنية والدينية انتهجوا العنف منهجًا لهم.
ومع تقديم جديد للقارئ وطرح جديد عن فكرة التغيير بالعنف التي انتهجها 10 شخصيات مختلفة الأيدولوجيات يحكي عنها الكتاب ويحلل أفكارهم ورؤيتهم ليخرج بالمبررات والأسباب والتحليل المنطقي لفكرة الإرهاب الديني والوطني.
الشغف والمشروعات المتداخلة آلة توليد الأفكار
في محاولة لدخول عقل الروائي والكاتب مصطفى عبيد لمعرفة آلية توليد الأفكار الجديدة لديه، وكيف تنشأ الفكرة لتتحول لكتاب جديد، أخذنا معه إلى عالم من تقصي الحقائق والبحث المليء بالشغف.
حيث يحكي قصة ترجمته وتحقيقه لكتاب مذكرات حكمدار القاهرة توماس راسل، وكيف بدأت خلال كتابته رواية عن مجتمع الدعارة المقنن والمرخص قانونًا في مصر عام 1900، ليصطدم بمعلومة عن وجود كتاب يحكي مذكرات حكمدار القاهرة توماس راسل، وهنا بدأ الشغف والرغبة في المعرفة لتحرك الكاتب الشغوف للبحث عن أصل الكتاب.
ما بين المكتبات المتخصصة ومكتبة وزارة الداخلية، في رحلة طويلة لم تصل في النهاية إلا للتأكد من وجود الكتاب بدون إيجاد نسخة منه، وعلى مدار عامين كاملين من البحث المضني الذي يليق بباحث ينقب عن كل ما هو أصيل ونادر، يتوصل “عبيد” إلى وجود نسخة عبر موقع في أمريكا ليكتشف أنه لا يقدم خدمات الإرسال إلى مصر، ليخوض مغامرة أخرى مع صديق نيويوركي يقوم بشراء النسخة التي تحل أخيرًا لموطنها الأصلي بين كفي الكاتب الباحث.
وبشغف شديد للمعرفة يكتشف كيف قدم “راسل” عام 1954 تشريح للواقع المصري في الجريمة في سنوات عمله وتفاصيل جرائم التار والشعوذة وغيرها، وقدم ترجم “عبيد” الكتاب وتم نشره العام الماضي.
وهكذا تتحول الأسئلة بلا إجابات جول الكتاب المفقود إلى إجابات كافية ومشبعة لمحي المعرفة ومتتبعي التاريخ والثقافة.
الهجوم على شباب الكتاب ثمة عالمية
وعندما تطرق الحديث لبعض حملات الهجوم على الكتاب الشباب اللذين صعدت أسمائهم مؤخرًا في الساحة الأدبية، أوضح “عبيد” أن الهجوم على كل ما هو جديد وغير مطروق موجود في التاريخ والعالم كله، وفي مصر على مر العصور ففي الثلاثينات ومدرسة أبولو هوجمت من أساطين الشعر التقليدي، ثم هوجم شعر التفعيلة لصلاح عبد الصبور من العقاد بضراوة باعتباره إساءة للشعر، ثم مع ظهور قصيدة النثر التي لم يتقبلها العديد من الشعراء.
ولكن “عبيد” أوضح أيضًا أنه ليس كل ما هو حديث جيد، وأن كل جيل يحوي الجيد والمتوسط والركيك. ولذا ليس من الحكمة أو الموضوعية أن نتكلم عن جيل كامل ونصفه بالركاكة أو عدم الإجادة.
وأضاف “عبيد” أن هناك أعمال عالية الجودة ضاربًا مثال بأعمال الكاتب أحمد مراد، وقد هوجم كثيرًا مؤخرًا رغم جودة قلمه وأعماله وتميزهم.
وألقى “عبيد” الضوء على القاعدة الذهبية التي تحكم كل هذا حيث الزبد يذهب جفاء، وما ينفع الناس يمكث في الأرض، وأنه لن يبقى بعد سنوات في أذهان القراء سوى الجيد.
للكتاب الجدد: لا تغامروا بأسمائكم
وفي نصيحة لكل مؤلف وكاتب شاب، ألا يغامر باسمه والانطباع الأول عنه في عمل غير متقن متعجلا النشر والنجاح، ناصحًا ألا يقدم الكاتب أي عمل له غير راضِ عنه بالدرجة الكافية، مطالبًا الكتاب الشباب بالقراءة وعرض أعمالهم على ثقات يمكنهم أن يهدوا لهم عيوبهم قبل مزاياهم، مؤكدًا أنه ورغم طول فترة اشتغاله بالكتابة والأدب التي بلغت 25 عام ما زال يعرض كتاباته قبل نشرها على من يثق بآرائهم ليعرف وجهات النظر الأخرى ولا يخجل من تعديل ما يجب تعديله أو من الاعتراف بوجود رأي أخر أكثر صوابًا. وهو ما يجب على كل كاتب أن يفعله ليخرج عمله مميزًا يليق باسمه.
الأدب لا يصنف
تكلمنا مع الكاتب المميز مصطفي عبيد حول ظاهرة تصنيف الأدب، واعتبار بعض الأنواع الأدبية أكبر قيمة من غيرها ووجود أدب درجة أولى وأخر درجة ثانية، حيث يصف البعض أنواع من الأدب بأنها تجارية لا ترقى لأن تكون أدبًا.
وقد انتقد “عبيد” هذا الرأي مؤكدًا أن هذا أسوأ ما يمكن فعله اتجاه الأدب، رافضًا حتى تصنيفات مثل كتابات شبابية، موضحًا أن الرواية هي رواية مهما كان موضوعها والفارق هو رواية جيدة وأخرى أقل جودة، وأنه حتى الرواية البوليسية التي يعتبرها البعض نوع أدبي أقل قيمة هي في النهاية رواية “حدوتة” قصة يتم حكيها والفيصل في جودتها هو كيف تم هذا الحكي.
وأضاف عبيد “مافيش مازورة تقيسي بها الأدب”، موضحًا أنه خلال بعض الحقب المختلفة في الخارج نظر للأعمال الفانتازية في الأدب نظرة متدنية نظرًا لكون البيئة المحيطة لم تكن مؤهلة لتقبلها في ذلك الحين، موضحًا أنه الآن بعد أن رحل كتاب هذه الأعمال يعاد اكتشافها مرة أخرى وتلقى التكريم والمكانة التي تليق بها ككتابات مميزة موضحًا “ماينفعش حد يصنف الكتابة، الكتابة كتابة”.
وقد حكى “عبيد” كيف يهيم كثيرًا بقراءة عبد الرحمن الجبرتي فهو يعود له كل فترة ليقرأ قصة من قصصه الممتعة والتي مر عليها 220 سنة وكتبت بلغة غريبة، ولكن في كل قراءة جديدة يكتشف أن الكاتب قدم الكثير من المعارف التي لم نكن نعرفها وقد عرفناها واستكشفناها عن طريقة.
ماذا قال الكاتب مصطفى عبيد عن فورة ثقافية عظيمة ؟
ويرى الكاتب مصطفى عبيد أن مصر والعالم العربي يشهدا فورة ثقافية عظيمة تبشر بمستقبل متغير تماما في السنوات القادمة، موضحًا أن السبب الرئيسي لهذه الفورة محورين:
الأول هو التطور المذهل في التكنولوجيا الحديثة حيث يمكن لكتاب قد صدر اليوم في إيرلندا أن يصل على الفور بأقل التكلفة وبضغطة واحدة على الموبايل لقارئ في القاهرة من ما سهل الثقافة وجعلها متاحة للجميع، كذلك فإن ميلاد مواقع التواصل الاجتماعي والنقاشات حول الكتب والمجموعات الأدبية مكنت الجميع من القدرة على النقد الأدبي وعرض الأعمال حتى تواجد الآن “البوك تيوبر” الذين يقدمون عروض للكتب يمكن أن تصل للجميع.
أما المحور الثاني فقد أشار “عبيد” إلى جملة ما حدث من تغيرات سياسية واجتماعية في العشر سنوات الأخيرة والتي لم تشهدها المنطقة في تاريخها، منذ عام 2011 والمنطقة تشهد تغير بشكل درامي، حيث صعدت أفكار وهبطت أفكار أخرى وحدثت تغيرات كثيرة أدت لطرح أسئلة يبحث الناس عن إجابات لها
وهكذا أوضح “عبيد” أن كثيرون لجئوا للكتابات الثقافية والأدب والأفكار الجديدة ليفهموا ما يحدث حولهم، حيث الأدب مرآة للواقع التي تعبر عنها بشكل غير مباشر وعميق، خاصة الرواية والتي تعتبر أكثر أنواع الأدب اهتمامًا من الجمهور.
ويذكر أن للكاتب والروائي مصطفى عبيد عدد من الأعمال المميزة المنشورة ومنها؛ هوامش التاريخ – من دفاتر مصر المنسية، نيتروجلسرين، ذاكرة الرصاص، الفريق الشاذلي.. العسكري الأبيض، خبايا وأسرار زواج البزنيس بالسلطة وقصص غرام رجال الأعمال بالفنانات.. مليارديرات حول الرئيس، انقلاب، أفكار وراء الرصاص (رجال العنف السياسي من هنري كوريل إلى سيد قطب)، البصاص، بكاء على سلم المقصلة، التطبيع بالبيزنس “أسرار علاقات رجال الأعمال بإسرائيل”، تلاميذ جيفارا
اقرأ أيضًا:
تهنئة مركز إنسان وموقع شخابيط لشباب مصر فى اليوم العالمي للشباب