مخلوق كارثة شيرنوبل
يقال أنه قبل الكوارث الكبرى تظهر بعض العلامات كي تحذر البشر من اقترابها الحتمي، بالطبع هذه مجرد أقاويل ونظريات وحكايات وقصص، بعضها أو كلها ربما يعاني من المبالغة قليلاً، و لكن هذا لا ينفي وجود بعض الحقائق الخفية وراء تلك القصص.
في بداية شهر أبريل عام ١٩٨٦، بدأ الناس في مدينة تشيرنوبل بملاحظة بعض الأحداث الغريبة التي تتكرر في أرجاء المدينة.
بعض السكان اشتكوا للسلطات بأنهم يرون مخلوقًا غامضًا يطير حول أماكن مختلفة من المدينة، بل و تتركز مناطق ظهوره حول مفاعل شيرنوبل، وصف الناس المخلوق بأنه مظلم، ضخم، بلا رأس، يمتلك جناحين ضخمين مع عينين حمراوين في جسده.
و لكن لم يتوقف الأمر عند ذلك الحد، فقد بدأت تنتشر الشكاوى حينها بسبب انتشار ظاهرة الكوابيس البشعة والتي بدأت تهجم على أحلام العديد من سكان المدينة.
ثم تبع تلك الأحداث بعض المكالمات الغامضة التي بدأت تتكرر كذلك مع السكان، حيث كانت ترن هواتف المنازل، و إذا أجاب شخص ما هاتفه لا يجد أحدا على جانب المتصل.
لذا بدأ العوام بربط كل شئ ببعضه حيث أسموا الظاهرة بظاهرة طائر شيرنوبل الأسود لإنها صاحبت رؤية ذلك المخلوق الغامض في السماء.
استمرت تلك الظواهر بل كذلك ازدادت وتيرتها إلى أن أتى اليوم المشئوم حين حدث حريق مفاعل تشيرنوبل في صباح يوم السادس و العشرين من شهر أبريل عام ١٩٨٦.
حيث اشتعلت النيران في المفاعل رقم أربعة، ثم تبع ذلك العديد من الانفجارات والتي أدت بدورها لذوبان قلب المفاعل النووي مما تسبب في أسوأ كارثة نووية في التاريخ، حيث أدت تلك الكارثة لترحيل ما يقارب ثلاثمئة ألف شخص عن المدينة وإعادة توطينهم بعيدًا عن مناطق التلوث الإشعاعي والتي غزت بدورها مساحات شاسعة حول المفاعل بل وامتدت كذاك لعمق أوروبا والاتحاد السوفييتي.
في صباح يوم الكارثة، كل من شارك في المحاولات البائسة لاحتواء الحريق لم يكن يعلم بكونها كارثة نووية، بل ظنوا جميعهم انه مجرد حريق ناتج عن مس كهربائي وذلك يرجع لرغبة الحكومة الشيوعية في التعميم.
لذا سبب ذلك كارثة أخرى حيث مات المئات من العمال وفرق الإنقاذ والأطفائيين بسبب المرض الإشعاعي الذي دمر كل خلية داخل أجسامهم ليموتوا وسط معاناة وآلام لا تحتمل.
بعد الكارثة اختفت الظواهر تمامًا ولم يظهر المخلوق في سماء تشيرنوبل مجددا حتى الآن، و لكن مع ذلك يقال بأنه ظهر في سماء غرب فيرجينيا قبل كارثة انهيار جسر Silver Bridge مباشرة في يوم الخامس عشر من ديسمبر عام ١٩٦٨ أي قبل كارثة تشيرنوبل بحوالي عشرة أعوام.
لا أحد حتى الآن يعلم حقيقة ذلك المخلوق، وحقيقة الظواهر الغريبة التي حدثت قبل كارثة تشيرنوبل، و لكن بما أننا في نهاية عام ٢٠٢٠، أظن كل ما علينا فعله هو انتظار ظهوره مجددًا.