حصاد الشيطان
حصاد الشيطان :
حصاد الشيطان ، كان موريس حينها مجرد طفل، يعاني باستمرار من تعذيب والده القاسي له، فقد أرغمه والده على العمل في مزرعة العائلة منذ سن صغير، ولم يكتفي بذلك فقط بل أخرجه من التعليم كذلك حينما وصل الفتى للمرحلة الثالثة.
كان الأمر يزداد سوءا بالنسبة للصغير، لذا كان يصلي دائما، كان يدعو الرب أن يخلصه من حياته البائسة، ومع ذلك كان جسد الفتى يزداد قوة بمرور الوقت، وبدأ يشعر بأشياء لم تحدث بعد، ويدرك أشياء من خارج هذا العالم.
وفي أحد الأيام حينما كان يعمل في حظيرة المزرعة، عثر على والده يمارس الجنس مع أحد الحيوانات، وحينما رآه والده أجبره على المشاركة معه، وكانت تفاصيل ما حدث حينها بشعة لدرجة أن موريس نفسه لم يستطع البوح بها.
بالطبع بيئة طفولته، وكذلك طبيعة ما كان يفعله والده، كفيلة بأن تجعل أي طفل كموريس عرضة لقائمة طويلة من الأمراض النفسية، ولكن سرعان ما ترك الفتى عائلته، وبعد بضع سنين من التجول حول نيو إنجلاند قرار الاستقرار أخيرا مع زوجته الجديدة في مزرعة صغيرة في غرب ماسوتشوتس، ومن هنا قرر أن يؤسس عائلته، وقد عرفه الجميع بالزوج الطيب و الرجل الحنون المحب لجيرانه.
ولكن بعد فترة ليست بالقصيرة، لاحظ الجيران بعض الحرائق في مزرعة موريس، و حين وصلت السلطات إستطاعوا لحسن الحظ إنقاذ زوجته، فقد أصيب الرجل بحالة من الجنون، حيث إغتصب طفلا وحاول قتل زوجته و إحراق المزرعة، بالطبع بالنظر لطفولته لا يمكن توقع أن يكون شخص طبيعيا.
تم القبض على موريس بصعوبة بالغة، فقد كان يمتلك قوة بدنية إستثنائية، بل قال بعض الشهود كذلك بأنه كان يظهر في مكانين مختلفين في آن واحد، وبعد القبض عليه، كان يصرخ بالعديد من الشتائم و السباب باللاتينية، وكان يعاني من نزيف حاد من عينيه رغم كونهمها سليمتين تماما، لذا قررت السلطات إستدعاء عائلة وارين المتخصصة في الخوارق حينها.
ظنت العائلة بأن موريس يعاني من مس شيطاني، إستولى على جسده منذ الصغر، وهذا ما أعطاه القوة البدنية الخارقة، وقدراته الأخرى وكذلك هذا ما دفعه لجرائمه.
حاولت العائلة إجراء عملية طرد وتطهير لموريس بإشراف كنسي، وقيل بأنه قد شفي من المس، ولكن بعد فترة قصيرة حاول قتل زوجته مجددا، قبل أن ينتحر في النهاية.
بلا شك تحمل حياة موريس العديد من الأسئلة و الألغاز، حول قوته وقدراته و ما كان يعاني منه حقا، ولكن ما نعرفه حتى بعد إنتحاره، أن ما عانى منه بعد بلوغه ليس سوى نتيجة حتمية لما حدث له في الصغر، وهذا يظهر لنا كيف يمكن أن تصنع المآسي من البشر وحوشا مرعبين كما حدث مع موريس.
ذكرت عائلة وارين قصة موريس في كتابهم المشهور The Devils Harvest ( حصاد الشيطان )حتى لا ينسى أحد ما يفعله العالم في البشر.
اقرأ أيضاً
الرواية الملعونة الحلقة الأولى