حدث بالفعل

شجرة الشيطان

في نيوجيرسي، هتلاقي بلدة صُغيَّرة اسمها بيرناردز، وفي وسط المدينة.. هتلاقي حقل فاضي وفي وسطه حشائش كتير، صحيح إن الحقل دا حواليه شوية بيوت جديدة شكلها لطيف جدًا، إلا إن سُمعته مُخيفة!
سُكَّان المنطقة دايمًا بيقولوا إنهم بيشوفوا أرواح شريرة في المكان دا، بس هُمَّا عارفين السبب، والسبب بمُنتهى البساطة.. إن لو الأساطير اللي على المكان دا صحيحة، فالحقل دا.. بوابة من بوابات الجحيم!

في وسط الحقل فيه شجرة بلوط قديمة، عُمرها تقريبًا ٢٠٠ سنة، ويمكن أكتر كمان..
فروعها عالية وبتشاوِر للسما كأنها صوابع اللي ماتوا تحتها!

الشجرة دي، هي شجرة الشيطان ..

شجرة الشيطان

قصص مُخيفة كتير وأساطير أكتر بتدور حوالين قوى الشجرة دي الشريرة، واحدة من أقدم القصص دي هي قصة المُزارِع اللي كان عايِش في المنطقة دي في بدايات القرن العشرين، في الوقت دا.. الحقل دا كان أرض خصبة مليانة محاصيل، بس في سنة من السنين.. المحصول كان قُليِّل، ودا دخَّل المُزارِع في حالة اكتئاب، ولمَّا لقى نفسه مش قادِر يصرف على عيلته، قرَّر يعزمهم على الغدا تحت الشجرة دي، وهناك.. قتلهم واحِد واحِد بالفأس بتاعه بمُنتهى الوحشية قبل ما يشنُق نفسه على فروعها.
ولساعات طويلة.. فضل جسمه يترنَّح في الهوا بعد ما مات!

عشان كدا فيه ناس دايمًا بيتكلِّموا عن شبح الراجِل المشنوق!

شجرة الشيطان

بس في عشرينات القرن العشرين، المكان دا تحوَّل لمقر واحدة من المُنظمات العنصرية الشهيرة، لكن بعض أعضاء المُنظمة دي، جم في وقت من الأوقات وعارضوا بعض قراراتهم ورفضوا أغلب مُعتقداتهم، وكان عقابهم إنهم يتشنقوا على فروع الشجرة دي ويتسابوا متعلَّقين كام ساعة عشان يبقوا عبرة لأي حد تاني يفكَّر يعمل كدا!

طبعًا مكان زي دا وشجرة زي دي، هتلاقي عشرات المُغامرين اللي عايزين يستكشفوها ويشوفوا هل الأساطير حقيقية ولا لأ، وبرضه مكان زي دا أكيد له المُريدين بتوعه اللي رافضين تمامًا أي حد يسيء لأسطورتهم أو يقلِّل منها، زي الراجل الغامض المعروف باسم «نيك العجوز» اللي بيقولوا إنه دايمًا قاعِد في عربيته قُصاد الشجرة، ومُهمته الوحيدة هي إنه بيطارِد أي حد يقلِّل من احترام الأسطورة أو يحاوِل يكذِّبها!

شجرة الشيطان

لكن هل يعني شجرة الشيطان مستنيَّة حد يحميها؟
الإجابة هتكون لأ..
لأنهم بيقولوا إن جذعها دايمًا سُخن، للدرجة اللي تقدر تخلي محدِّش يتحمَّل يلمسه، أو حتى يحاول يقطع الشجرة أو يدمَّرها، في وقت الشتا.. السُكَّان هناك بيقسموا إن مفيش تلج بيتكوَّن حواليها أبدًا، وكأن حمم من الجحيم ماشية في عروقها!
ناس كتير حاولوا يقطعوها، ناس أكتر حاولوا ياخدوا منها أجزاء عشان يفحصوها، لكن سُكَّان المنطقة وقفوا ليهم بالمرصاد، كانوا خايفين من عقاب الشيطان، عشان كدا لفوا جذعها بسور شائك زي ما إنت شايِف في الصور.

دا غير الإشاعات اللي بتتكلِّم عن صلة الشجرة دي بالعالم السُفلي، ودا لأنهم أكتر من مرة بيلاقوا محفور على جذعها رسوم ورموز شيطانية، عشان كدا بيقولوا عليها بوابة من بوابات الجحيم، وبسبب دا.. بيلقوا عليها باللوم ناحية أي كوارِث أو حوادِث أو حتى عواصِف غريبة بتحصل في المنطقة!

لو إنت رُحت هناك في أي وقت.. هتلاقي سور حوالين الحقل كُله، ودا عشان يحموها من المُتطفّلين، بس خلينا نفترِض إنك قدرت – بطريقةٍ ما – تعدي السور دا، هل هتجرؤ تلمس الشجرة؟ ولا الأسطورة هتخليك تكتفي بالفُرجة عليها من بعيد لبعيد؟

محمد عصمت

ولد الكاتب محمد عصمت عام 1988م في محافظة دمياط بمصر ، تخرج من كلية التجارة، اشتهر بكتاباته روايات الرعب و أعماله القصصية المترجمة ،و كانت أولى رواياته بعنوان “الممسوس” عام 2014م ، و هي رواية رعب فريدة من نوعها ، وصدر له روايات أخرى مثل (باب اللعنات، الجانب المظلم، ذاتوى) ، ويصدر له على موقع شخابيط سلسة مقالات حقل ألغاز
زر الذهاب إلى الأعلى