طلاسمحدث بالفعل

أشباح ذوي العيون الزرقاء

أشباح ذوي العيون الزرقاء

إتجمَّعوا في شهر يوليو سنة ١٨٧٨، إتقابلوا هُمّا الأربعة في فندق في مقاطعة لبنان في بنسلفانيا، وبدأوا يخطَّطوا لحاجة شريرة!

أمِّنوا على حياة واحِد جارهم اسمه جوزيف رابر ببوليصات تأمين قيمتها كانِت ٨ آلاف دولار تقريبًا، جوزيف كان راجِل فقير جدًا، عايش على أعمال الخير والصدقات، وكان عايِش هو ومُدبّرة البيت بتاعته سوا في كوخ في منطقة ريفية في مقاطعة لبنان.

الخطة كانِت إنهم فعلًا هياخدوا بالهم من جوزيف لفترة، وبعدين يقتلوه ويقبضوا التأمين، وفعلًا.. بعد شوية.. قرَّروا يأجَّروا إتنين من القتلة المأجورين عشان يقتلوا جوزيف، ويبدو إن الخطة نجَحِت فعلًا..
لأن الطبيب الشرعي قال إن وفاة جوزيف كانِت حادِث، وتم دفنه في مقبرة مونشين، اللي قُريِّبة جدًا من مكان وفاته.

كُل حاجة كانِت ماشية تمام، لحَد ما واحد من قرايب جوزيف راح للشُرطة وقال إنه شاكِك في كُل اللي حَصَل، ساعتها تم القبض على الـ ٤ اللي قبضوا بوليصات التأمين.
وواحد منهم اعترف على الـ ٢ القتلة المأجورين اللي قتلوا جوزيف!
وقرَّرت المحكمة إنها تحاكِم الـ ٦ سوا، العجيب إن الـ ٦ كان عينيهم زرقا!
ودا اللي خلى القضية تبقى معروفة عالميًا باسم «ذوي العيون الزرق».
وفي أبريل ١٨٧٩.. المحكمة شافِت إن الـ ٦ مُدانين في قضية قتل جوزيف، على الرغم من إن واحِد منهم خد براءة بعدها بشوية لعدم كفاية الأدلة اللي تُثبِت تورّطه في الجريمة، لكن الـ ٥ الباقيين تم اعدامهم شنقًا!

ومن بعدها بدأت الإشاعات تكتَر والأساطير تنتشِر، خصوصًا بعد الإشاعة اللي قالِت إن تم دفنهم في نفس المقبرة مع جوزيف، والإشاعة اللي قالِت إن تم شنقهم على فروع الشجرة اللي فوق قبر جوزيف قبل ما يتم دفنهم في مقابر مُختلِفة بعيدة، لكن من هنا.. كُل حاجة بدأت!
بالمُناسبة.. مصير الراجل اللي خد براءة مجهول تمامًا، لكن كُل الأساطير بتتكلِّم عن إن المحكمة أدانته تاني وإتشنَق معاهم.

وبدأت المقبرة دي تبني سُمعة مُخيفة بين الناس، المقبرة اللي بدأت أساسًا بقصة مأساوية عن الراجِل اللي تبرَّع بقطعة الأرض اللي إتبنت عليها المقبرة كُلها بعد وفاة ابنه اللي كان عنده ١٤ سنة بس، واللي ما زال شاهِد القبر بتاعه هو أكير شاهِد قبر موجود فيها لحَد النهاردة.

المقبرة تعرَّضت لحريق غامض لكن تم السيطرة عليه، ومن بعدها.. والناس بتشوف الأشباح بتتمشى فيها طول الليل!
لكن إيه علاقة كُل دا.. بذوي العيون الزُرق؟ وجوزيف رابر؟

كتير من زوَّار الحديقة قالوا إنهم شافوا أطياف زرقا باهتة أو أشباح بعيون زُرق بتتمشى في المقبرة بالليل، الأطياف/ الأشباح دي دايمًا عددهم بيكون ٦! لا بيزيد ولا بيقل!
دا غير الناس اللي قالِت إنها شافِت شبح جوزيف بنفسه وهو ماشي بين شواهِد قبور الـ ٦ وبيضحَك بسُخرية وكأنه بيسخَر من حالهم ومن مصيرهم!
دا غير أشباح الظُبّاط والجنود اللي ماتوا في الحرب وتم دفنهم في المقبرة!

لكن مش كُل أساطير المقبرة بتدور حوالين جوزيف أو القتلة بتوعه، فيه أسطورة مُخيفة بتدور عن إن المقبرة دي كانِت بيت قتل من فترة طويلة، وإن ناس كتير أوي إتقتلوا في المكان دا وأرواحهم ما زالت موجودة ومُعذَّبة لحَد دلوقتي.
لو عايز تتأكِّد من دا.. كُل اللي هتعمله إنك هتدخُل الغابة اللي ورا المقبرة بعد نُص الليل، بس خُد بالك لأن بنسبة ٩٩٪ الغابة هتتحوَّل لمتاهة شيطانية ومش هتخرُج منها أبدًا!
لكن لو كُنت من الـ ١٪ المحظوظين وقدرت تخرج هتشوف نجمة خماسية بتلمَع على بوابة المقبرة الخلفية، وهتشوف بكُل وضوح الشياطين وهي بتتحرَّك بين شواهِد القبور.
حد يحب نروح سوا في رحلة عند المقبرة دي؟

محمد عصمت

ولد الكاتب محمد عصمت عام 1988م في محافظة دمياط بمصر ، تخرج من كلية التجارة، اشتهر بكتاباته روايات الرعب و أعماله القصصية المترجمة ،و كانت أولى رواياته بعنوان “الممسوس” عام 2014م ، و هي رواية رعب فريدة من نوعها ، وصدر له روايات أخرى مثل (باب اللعنات، الجانب المظلم، ذاتوى) ، ويصدر له على موقع شخابيط سلسة مقالات حقل ألغاز
زر الذهاب إلى الأعلى