حدث بالفعل

مدبرة المنزل القاتلة

مدبرة المنزل القاتلة

مارثا توماس كانِت بتدوَّر على واحدة تشتغَل مُدبِّرة منزل، تاخُد بالها من البيت، تنضَّف، تطبُخ، وأهم حاجة تاخُد بالها من ولادها، وطبعًا مارثا مكانِتش ساذجة لدرجة إنها تقبَل بأول واحدة تتقدِّم للوظيفة، بالعكس.. هي عملِت مُقابلات مع مجموعة من السيدات اللي اتقدمُّوا للوظيفة، وصفَّت ما بينهم لحَد ما اختارت واحدة، اسمها كان كيت ويبستر، وكانِت من وجهة نظرها هي أنسَب واحدة فيهم للوظيفة.

كانِت فاكرة إنها خدت قرار كويِّس وهيفرِق في حياتها وحياة ولادها.

لكنها للأسف.. مكانِتش تعرَف إنها بتاخُد أسوأ قرار في حياتها!

مدبرة المنزل القاتلة 2

الموضوع بدأ سنة ١٨٧٩، مارثا وقتها كانِت أرملة وحيدة، عايشة مع ولادها في كوخ صُغيَّر على حدود لندن، بس كُل اللي يعرفوها كانوا بيقولوا عليها غريبة الأطوار، خصوصًا إنها كانِت بتسافِر كتير ولفترات طويلة، كانِت دايمًا بتلبِس هدوم أعلى بكتير من وضعها كسيدة من الطبقة المتوسطة اللي كانِت بتنتمي ليها، طول الوقت كان مزاجها وحش وعصبية، ومفيش مُدبِّرة بيت أو خادِمة بتطوِّل معاها، عشان كدا لمَّا كيت إتقدِّمت للوظيفة بتوصية من واحد من أصدقائها، قابلتها وإتكلِمت معاها شوية وفي النهاية قرَّرِت تشغَّلها، لكنها للأسف.. كسلت أو نست تسأل على ماضي السيدة الأيرلندية الغامضة دي، ودي كانِت غلطة هتكلِّفها كتير أوي.

 

اللي مارثا مكانِتش تعرفه، إن كيت لمَّا كانِت عايشة في أيرلندا، وقبل ما تيجي إنجلترا، كانِت نشَّالة، ومتعوِّدة تقضي أغلَب وقتها في السجن، لدرجة إنها دخلِت السجن لأول مرة لمَّا كان عندها ١٥ سنة بس!

في النهاية.. قرَّرت تهاجِر لإنجلترا وتبدأ هناك حياة جديدة، لكن بعد وصولها بكام سنة، قابلِت لص ووقعت في حُبه، كان اسمه السيد سترونج، عاشِت معاه لحَد ما اكتشفِت إنها حامِل، ولمَّا قالِت له.. سابها وهرب، اضطرَّت تشتغل كخادمة أو مُدبِّرة منزل، وكانِت بتسرَق دايمًا حاجات من البيوت اللي بتشتغَل فيها وبتبيعها عشان تقدر تصرف على نفسها، بس بغض النظر عن السرقة، فأكتر حاجتين كانِت كيت بتحبهم، كانوا الشُرب، والقتال.

 

وبطبيعة الحال.. مارثا وكيت مقدروش يتفقوا!
مدبرة المنزل القاتلة 1

وبعد شهور طويلة من عدم الاتفاق ومن الخناق المُستمِر، مارثا قرَّرِت تطرد كيت، لكن كيت عيطت لها وتوسَّلِت إليها إنها تسمح لها بالبقاء بس لمُدة كام يوم لحَد ما تظبَّط مكان تروح تعيش فيه، ومارثا وافقِت بشرط.. إنها مش هتديها فلوسها إلا في اليوم اللي هتمشي فيه.

واستمرَّت كيت عايشة في البيت، لحَد يوم من الأيام.. قالِت فيه مارثا لأصدقائها إنها خايفة من كيت ومش عايزة تكون معاها في البيت، وإنها بمُجرَّد ما هترجع البيت.. هتطردها فورًا وتديها بقية فلوسها.

 

لكن الموضوع ممشاش بشكل كويِّس، كيت رمت مارثا من فوق سلم الدور العلوي، مارثا صرخِت.. كانِت عايزة تطلُب المُساعدة من أي حد، وكيت خافِت يكشفوا سرها، فبدأت تخنُقها بدون رحمة، وبعدها جابِت شفرة حلاقة ومنشار وبدأت تقطَّع الجُثة، وبعدها بدأت تغلي أجزائها في مية سُخنة، قبل ما تخزِّنها في صندوق خشب، كُل حاجة كانِت في الصندوق ما عدا الراس ورجل من الرجلين.

 

واستمرَّت كيت في تنضيف المكان وإخفاء الأدلة كام يوم، وبمُجرَّد ما خلَّصِت، لبست واحِد من فساتين مارثا، وغطَّت وشها بشال أسود، وخرجِت قابلت أصدقاء مارثا على إنها هي، وقضَّت معاهم السهرة من غير ما حد يكشف هويتها الحقيقية!

 

بس كان فاضِل مُشكلة مُهِمة.. كيت لازِم تتخلَّص من الجُثة دي، بمُساعدة واحِد من جيرانها قدرت تخرَّج الصندوق من البيت وتودِّيه لحَد جسر على نهر التايمز، ورموه هناك.. كانِت مفهماه إنها بتتخلَّص من شوية كراكيب مالهاش لازمة في البيت.

 

الصُبح بدري.. كُل حاجة كانِت اتكشفِت، الشُرطة لقت الجُثة، لكن الراس مش موجودة، وبالتالي.. الشُرطة مقدرتش تعرف دي جُثة مين أصلًا!

 

خلال الأسابيع القُليِّلة اللي بعد كدا.. كيت فضلت عايشة حياتها كمارثا، بتنام في سريرها، بتلبس هدومها، وبتبيع كُل ممتلكاتها!

باعِت كُل حاجة تقريبًا: الأثاث، البيت، المجوهرات، دي حتى حاولت تبيع الدهون اللي فاضلة من جُثة مارثا لمطعم قريِّب، لكنه شك في مصدرها ورفض، فطبخِت بيها للولاد وأكلتها لهم.

 

في النهاية واحِد من الجيران شك فيها، وبلَّغ الشُرطة، كيت لمَّا عرفت.. قرَّرِت تهرب لأيرلندا مرة تانية، لكنهم قبضوا عليها ورجَّعوها إنجلترا تاني، وهناك.. اعترفِت بكُل حاجة، ما عدا حاجة واحدة بس.. مكان راس مارثا!
مدبرة المنزل القاتلة 3

 

سنة ٢٠١٠.. ديفيد أتينبورو، ودا واحِد من أشهر علماء الطبيعة في العالم، كان بيحفُر في فناء بيته عشان يبني حاجة، ساعتها اكتشف جُمجمة مدفونة في الأرض!

بعد مُراجعة سجلات الشُرطة، تقارير التعداد، والتأريخ بالكربون، واحد من المُحققين الإنجليز قدر يثبت إنها راس مارثا! وإن المكان دا كان مكان كوخها من ١٣٠ سنة!

اقرأ أيضًا:

قاتل أحواض الحمض قصة حقيقية لقاتل يستخدم الأحماض الكيميائية لـ إذابة الجثث ؟

محمد عصمت

ولد الكاتب محمد عصمت عام 1988م في محافظة دمياط بمصر ، تخرج من كلية التجارة، اشتهر بكتاباته روايات الرعب و أعماله القصصية المترجمة ،و كانت أولى رواياته بعنوان “الممسوس” عام 2014م ، و هي رواية رعب فريدة من نوعها ، وصدر له روايات أخرى مثل (باب اللعنات، الجانب المظلم، ذاتوى) ، ويصدر له على موقع شخابيط سلسة مقالات حقل ألغاز
زر الذهاب إلى الأعلى