حدث بالفعل

مصنع الأرواح الغاضبة

إزيكم..
اسمي كلير سلون، وأنا قائدة فريق تحقيقات في كُل الأمور الغامضة والغريبة، فريقي اسمه (Paranormal Underground)
جاية النهاردة عشان أحكي لكُم واحدة من أغرَب المُغامرات اللي عدَّت علينا!

أكتر وقت مُمتِع بنقضيه في حياتنا أنا وزمايلي في الفريق هو الوقت اللي بنستكشِف فيه المناطِق والبيوت المسكونة، خصوصًا لو أماكِن إحنا أول حد يدخُل يستكشفها ويكشف أسرارها للناس، بنحِس ساعتها بمُتعة مفيش بعدها أبدًا.. الأدرينالين بيجري في عروقنا بس لمُجرَّد عدم معرفتنا بإيه اللي مُمكِن يكون مستنينا جوا! أو إيه الحاجات المُخيفة اللي مُمكِن تحصَل لنا؟
الموضوع عامِل زي القُمار مثلًا.. مُمكِن تروح مكان نشاطه الروحاني قُليِّل.. بس تقضي هناك أكتر وقت مُخيف هتقضيه في حياتك! ومُمكِن تروح مكان نشاطه الروحاني عالي.. بس ميحصلش فيه أي حاجة مُهِمة!

بس سواء حصل لنا حاجة مُرعِبة هناك أو لأ.. أنا بحِب دايمًا أفتكر الأوقات اللي قضيتها في الأماكِن المسكونة دي، خصوصًا لو قضينا فيها وقت طويل، بحِب أرجَع أفتكر ذكرياتنا في كُل مكان من دول.. كأني بسافِر في رحلة مُمتِعة في الزمن.
مصنع الأرواح الغاضبة

بس فيه مكان مُعيَّن.. هو أكتر مكان عندي فيه ذكريات سعيدة ولطيفة، بما فيها طبعًا ذكريات لحاجات روحانية وحاجات مُخيفة حصلِت لنا هناك، المكان دا هو «المصنَع»!
المصنع دا عبارة عن مصنع مهجور، مبني على الطراز القديم، الطراز الفيكتوري تحديدًا، موجود في منطقة اسمها بورتون بإنجلترا.

المصنع المهجور دا مكوَّن من ٤ أدوار كُبار، من ضمنهم طبعًا دور للإدارة والمكاتِب، دور للمخازِن والمستودعات، وقبو تحت الأرض كان بيستخدم في التصنيع، وطبعًا بما إنه مصنع قديم.. فأكيد كان شاهِد على حاجات كتير عبر التاريخ!
المصنع دا تم بناؤه للمرة الأولى في القرن الـ ١٩، كان مصنع خمور في الفترة دي، وبعدها في حدود سنة ١٩٤٠ كدا.. تحوَّل لمكان تابِع للقوات البريطانية والأمريكية ومشارك في المجهود الحربي، بيقولوا إنه كان مُهِم لدرجة إن في مرة كان جواه أكتر من ٣٠٠٠ جُندي بيستعدوا لمُهِمة عسكرية مُهِمة جدًا!

بس المكان دلوقتي مهجور ومُهمَل لدرجة إن شبابيكه مكسَّرة ومحطوط مكان الإزاز ألواح خشب، قُريِّب من الباب فيه كمية قمامة مش طبيعية، كُنت على وشك أمشي من المكان، حسيت للحظة إن دا مش المكان المطلوب.. بس في آخر لحظة.. قرَّرنا ناخُد لفَّة في المصنع الأول.
وساعتها.. كُل حاجة إتغيَّرت!
مصنع الأرواح الغاضبة

مع بداية التحقيق.. كُنا كُلنا مُستعدين جدًا، قسِّمنا نفسنا لمجموعات صُغيَّرة، مجموعة في مكان التصنيع، مجموعة في القبو، ومجموعة بتدوَّر على أي حاجة مُثيرة للاهتمام في المكان، بس المجموعة اللي في الدور العلوي كانِت هي أهم مجموعة.. لأن كُل حاجة بدأت من هناك!

كُل الموجودين فوق حسُّوا بتُقل غريب على صدرهم، لدرجة إنهم بدأوا يتنفّسوا بصعوبة جدًا، مجموعة منهم شمُّوا كمان ريحة دخّان غريبة جدًا، وبدأ جزء منهم يسيب الدور دا وينزل تحت عشان بس يقدر يتنفّس بشكل طبيعي، حسينا في البداية إن فيه حريق قُريّب مننا..
بس بقية المجموعة قدرت تتحمِّل، وبدأنا نشوف إيه اللي بيحصَل، درجة الحرارة بدأت تنخفِض بشكل غريب جدًا، وبدأنا نشوف ظلال داكنة بتتحرَّك من حوالينا، وفورًا.. بدأ يجيلي إحساس غريب إن اللي حوالينا دول أرواح، روحين.. وتحديدًا جنديين من عصر قديم!

حسيت بخوف مش مُبرَّر، ومش لوحدي! كُل الموجودين تقريبًا حسّوا بيه، وبدأنا نسمَع أصوات غريبة جاية من برا في نفس الوقت..
طبعًا إحنا كُنا متأكّدين تمامًا إن مفيش غيرنا في المكان كُله، بس رغم كدا.. حبينا نتأكّد أكتر، وبدأنا ندوَّر تاني، بس زي ما كُنا متوقّعين.. مكانش فيه حد هنا غيرنا!
بس صوت الخطوات كان بيزيد وبيقرَّب!

في نفس الوقت تقريبًا.. المجموعة الموجودة في القبو كانِت بتسجّل الأصوات، والنتيجة كانِت مُذهِلة.. قدروا يسجّلوا صوت روح غاضِبة، كان واضِح من الصوت إنها روح راجل، وراجل غضبان كمان.. كان بيصرُخ فيهم: ” اطلعوا برا يا أوغاد ”
وقبل ما يفهموا إيه اللي بيحصَل.. بدأت الحاجات الموجودة على الأرض تطير ناحيتهم فجأة، وكأن الروح بترميهم بالحاجات دي!

خرجنا طبعًا كُلنا قبل ما الأمور تتطوّر للأسوأ، وبمُجرَّد ما خرجنا.. كلمنا أصحاب المصنع وقُلنا لهم على اللي حَصَل واللي سمعناه منهم كان مُخيف بكُل الطُرق!
في المكان اللي حسينا فيه بأرواح الجنديين، فعلًا فيه جنديين شنقوا نفسهم وماتوا، وبعدها فيه حريق ضخم حصل في المكان كُله، تفتكروا عشان كدا حسينا بضيق تنفّس وشمّينا ريحة دخّان؟
أما القبو.. ففعلًا واحِد من الإدارة مات فيه وبيقولوا روحه الغاضِبة لسّه موجودة لحَد النهاردة!

المصنع دا لسَّه موجود لحَد النهاردة، وأي حد يقدر يزوره بس بعد ما ياخُد اذن من أصحابه.. السؤال المُهِم.. لو إنت شخصيًا خدت الإذن.. تقدر تزوره؟

محمد عصمت

ولد الكاتب محمد عصمت عام 1988م في محافظة دمياط بمصر ، تخرج من كلية التجارة، اشتهر بكتاباته روايات الرعب و أعماله القصصية المترجمة ،و كانت أولى رواياته بعنوان “الممسوس” عام 2014م ، و هي رواية رعب فريدة من نوعها ، وصدر له روايات أخرى مثل (باب اللعنات، الجانب المظلم، ذاتوى) ، ويصدر له على موقع شخابيط سلسة مقالات حقل ألغاز

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى