حلاق شبح حقيقي ؟ إسم كوميدي لكنه مرعب جدا
حلاق شبح حقيقي ؟ إسم كوميدي لتهديد مرعب
خلال سنين الحرب العالمية الثانية، عانت ولاية ميسيسيبي من كابوس طارد الفتيات و النساء ليلا، شئ كان يقصد خصلات شعر النساء أثناء نومهن، كائن غريب يحتفظ بشعر ضحاياه لسبب ما خفي عنا، و كانوا يسمونه حينها الحلاق الشبح.
نعم يبدو الإسم مثيرا للسخرية، حين تقوله بلسانك، أو تسمعه أذناك، لا تشعر برعشة الخوف تلك التي تنتابك في العادة حينما تقرأ عن شئ غريب أخر، و ربنا قد يعاجلك الضحك أو تصنع إبتسامة على شفتاك.
لذا دعني أخذك في رحلة حول ذاك الحلاق الغريب.
خلال عام ١٩٤٢، كانت الولاية في خضم العمل ضمن المجهود الحربي للولايات المتحدة، حيث كانت المصانع تعمل على مدار الساعة كي تزود المجهود العسكري بكل ما يحتاجه للحرب في أوروبا، ولكن ذلك التركيز على الحرب، خلق بيئة غير آمنة، بيئة يسهل إستغلالها لإثارة الذعر، و بيئة مثالية للمجرمين و المجانين.
في بداية شهر يونيو عان ١٩٤٢، إستيقظت الفتاة ماري إيفلين بريجز و الفتاة إدنا ماري هايدل من مدينة باسكاجولا في الولاية، إستيقظت الفتاتين لتكتشفن حصولهن على تسريحات شعر جديدة و غير مرغوبة، حيث تم قص شعر الفتاتين أثناء نومهما، ولم يرى أحد الشخص الذي إستطاع إقتحام منزل كل منهما و دخول غرفتيهما و قص شعرهما.
كانت فكرة وجود رجل غريب إستطاع إقتحام منزل الفتاتين و دخول غرف النوم الخاصة بهما كافية لإثارة الذعر بين سكان المدينة، مما السلطات لتعديل أوقات حذر التجول و الأضاءة في المدينة و زيادة الدوريات الأمنية.
لكن ذلك كله لم يوقف مهووس الشعر الذي كان يقتحم المنازل كل ليلة إثنين وليلة جمعة، حيث كان يدخل من نوافذ المنازل ليقص شعر ضحاياه قبل أن يختفي مجددا.
بعد فترة قصيرة من الهجوم الأول للحلاق الشبح، بدأت عملياته لقص شعور ضحاياه تزداد عنفا، حيث إقتخم منزل السيد و السيدة هايدلبيرج و إعتدى عليهما ضربا بقضيب حديدي قبل أن يقص شعر السيدة و يهرب.
و هكذا عاشت المدينة في رعب مستمر مما أسموه بشكل ساخر الحلاق الشبح.
لكن الحلاق الشبح لم يستمر إجرامه طويلا، فقي شهر أغسطس من نفس العام إعتقلت الشرطة كيميائيا ألمانيا عجوزا يدعى ويليام دولان، كان في السابعة و الخمسين من العمر و متعاطفا مع الحزب النازي في وطنه.
و بمجرد إعتقاله توقفت عمليات الحلاق الشبح، مما أكد للشرطة أنه الفاعل لتلك العمليات، و في النهاية تم الحكم عليه بعشر سنوات بتهمة محاولة قال آل هايدلبيرج رغم إنكاره التام كونه الفاعل.
و حتى قبل موته كان لا يزال ينكر كونه الحلاق الشبح، مما دفع الناس بالشك في مصداقية السلطات، و ربما رغبتها في إثبات عدم عجزها عن مطاردة المجرم الحقيقي مما دفعها لإتهام الرجل.
لذا حتى الأن لا يعلم أحد هوية الحلاق الشبح الحقيقي، البعض يظن أنه معتد جنسي ما، ربما شعر بالخوف و قرر التوقف؛ وربما هو شبح حقيقي، وربما مان ويليام دولان في النهاية.
و لكن ما نعلمه بالتأكيد ان إسم الحلاق الشبح هو إسم مثير للضحك.
اقرأ أيضًا: