حدث بالفعل

أسطورة لا مالا هورا المخيفة

لا مالا هورا هي أسطورة حضرية مكسيكية بتحكي عن روح شريرة أو كيان شيطاني بيظهر في الطُرق الريفية الفاضية بعد مُنتصف الليل عشان يخوِّف المُسافرين اللي بيسافروا لوحدهم، بينصب أفخاخه في مُنتصف الطرق المُظلمة ويستدرِج ضحاياه ليهم، بيقعد ينتظر أي ضحية مش عارفة الموضوع عشان تُقع في الفخ بتاعه، لا مالا هورا مُخيف لدرجة إن البعض بيخاف منه أكتر ما بيخافوا من الشيطان.

بيظهر على شكل ظل أسود ضخم بيتحرَّك وسط الظلام وبيغيَّر شكله وحجمه.

أي مُسافر سيء الحظ بيلاقي نفسه وجهًا لوجه مع الكيان الشيطاني دا وبيبُص في عينيه بيُصاب بالجنون، بيظهر للناس ويسيطر عليهم عن طريق الاستحواذ أو بيشلهم من كُتر الخوف، خصوصًا إنه بيظهر في الليل ولمَّا بيهاجِم ضحاياه، بيختار الضحايا اللي مش عارفين بوجوده، بيلتف حواليهم ويكتفهم، ويسيطر عليهم، تاني يوم الصُبح.. الناس بتلاقي الضحية المسكينة ميتة على جانب الطريق.

لكن في ناس تانية بتقول حاجة مُختلفة تمامًا، بيقولوا إنه بيظهر للمسافرين على شكل امرأة عجوزة، تجسيد أنثوي للشر، ست عجوزة لابسة أسود وشعرها طويل ومُتشابِك، بيقولوا إنها بتطفو فوق الأرض مش بتمشي ولا بتجري، ناس كتير في المكسيك بيقولوا إنها لمَّا بتظهر بتكون نذير شؤم ودا بيكون معناه إن اللي شافها أو حد قُريِّب منه هيموت.

الغريب.. إن أي حد بيحاول يجمَّع معلومات عن الموضوع دا، الناس في المكسيك بيرفضوا الكلام عنه وبيقولوا جُملة واحدة بس: ” دا كيان شيطاني شرير! ”

لكن البعض استجمع شجاعته وبدأ يتكلِّم عنها، واحد من القُليلين جدًا اللي إتكلموا عنها قال إن كان فيه ست زوجها توفى أثناء رحلة عمل بسبب لا مالا هورا.

في ليلة من الليالي، قرَّرت تزور صديقة ليها في مدينة تانية وتبات معاها، خرجت من بيتها بعد مُنتصف الليل وكانت بتسوق في الطريق الفاضي لوحدها، الطريق صحراوي وفاضي تمامًا، فجأة.. ظهر أدام عربيتها شكل مُظلِم، الست صرخت وهي بتضغط على الفرامل بكُل قوتها.

لمَّا العربية وقفت، الشكل المُظلِم دا اختفى تمامًا، وللحظات.. تنهدت بارتياح، لكن فجأة حسَّت بحاجة على يمينها، بدأت تبُص ناحية اليمين ببطء، واللي شافته كان كفيل بإنه يصيبها بأزمة قلبية، جنب الشباك.. وأدامها بالظبط.. كان فيه ست عجوزة شكلها شرير، وشها شبه وش الشيطان، عينيها حمرا، أسنانها حادة، الست الشريرة كانت بتحاول تكسَّر الشباك.

السائقة حسَّت بالخوف، وبسُرعة جدًا داست على البنزين والعربية انطلقت بسُرعة جدًا، والغريب.. إن الست العجوزة الشريرة كانت بتجري جنب العربية بسُرعة رهيبة، ولسَّه بتحاول تكسَّر الزجاج، السائقة زودت سرعة عربيتها عشان تسبق الست، اللي أخيرًا وقفت تبصلها بشر وحقد.

بمُجرَّد وصول السائقة لبيت صديقتها، جرت بسُرعة عليها وقفلت باب البيت بقوة، وبدأت تشرح لها اللي حصل، صاحبتها بان عليها الخوف وهي بتقول لها: ” إنتي قابلتي لا مالا هورا، الكيان الشيطاني الشرير اللي لمَّا بيظهر لحَد.. بيموت ”

الست بدأت تحِس بالخوف، مقدرتش تنام طول الليل، والصُبح.. خدت عربيتها وقرَّرت ترجع بيتها، كانت خايفة تمشي من نفس الطريق مرة تانية، فخدت طريق تاني مُختلِف.

لمَّا وصلت بيتها، فوجئت بعربية شُرطة واقفة أدام البيت، الظابط قرَّب منها لمَّا شافها وقالها إن عنده خبر وحش، زوجها مات أثناء رحلة العمل بتاعته، حد قتله بطريقة وحشية، وقالها إن اللي حصل دا.. حصل بعد مُنتصف الليل.

في نفس الوقت اللي قابلت فيه لا مالا هورا!

محمد عصمت

ولد الكاتب محمد عصمت عام 1988م في محافظة دمياط بمصر ، تخرج من كلية التجارة، اشتهر بكتاباته روايات الرعب و أعماله القصصية المترجمة ،و كانت أولى رواياته بعنوان “الممسوس” عام 2014م ، و هي رواية رعب فريدة من نوعها ، وصدر له روايات أخرى مثل (باب اللعنات، الجانب المظلم، ذاتوى) ، ويصدر له على موقع شخابيط سلسة مقالات حقل ألغاز
زر الذهاب إلى الأعلى