مجزرة عيد الفصح
الموضوع كُله حَصَل في خمس دقايِق تقريبًا، جيمس روبرت قَتَل ١١ شخص من أسرته في البيت، من ضمنهم والدته، أخوه، زوجة أخوه، وأولادهم الـ ٨، الكلام دا حَصَل يوم ٣٠ مارِس ١٩٧٥، ودا السبب في إن اسمها «مذبحة عيد الفِصح»
لحَد النهاردة بيقولوا إن دي واحدة من أسوأ، وأعنَف حالات إطلاق النار في تاريخ الولايات المُتحِدة الأمريكية، ويمكِن كمان تكون واحدة من الألغاز الغامضة بسبب غياب الدافِع ورا الجريمة، خصوصًا لمَّا تعرف إن جيمس راجل هادي ومش بتاع مشاكِل!
لمَّا تبُص لماضي أي قاتِل أو سفَّاح، هتلاقي علامات وأدلَّة بتقولَّك إنه مش هيكون سوي لمَّا يكبَر، لكن ماضي جيمس.. رغم كونه مكانش عادي وطبيعي لحدٍ كبير جدًا، إلا إنه برضه مكانش بيقول إنه هيكون قاتِل لمَّا يكبَر!
والده كان عنيف وغضبان تقريبًا طول الوقت، يمكِن يكون دا بسبب إدمانه للكحول، وكان متعوِّد يضربه هو وأخوه الصُغيَّر ليونارد، وفضل والده يسيء ليه لحَد ما مات وجيمس عنده ١٤ سنة.
جيمس كان ضعيف، قصيَّر، نحيف، وكان عايش في ضل أخوه الصُغيَّر، اللي كان أطول وأقوى منه، واللي تحوَّل تدريجيًا لنُسخة من والده في البيت، وبدأ يشد على أخوه الكبير ويُسئ مُعاملته زي ما والدهم كان بيعمِل.
مقدرش جيمس يتحمَّل الضغوط أكتر من سنتين، ولمَّا كان عنده ١٦ سنة قرَّر يهرَب عشان ينتحِر، لكنه كان أجبَن من إنه يعمل دا، ورجع البيت مرة تانية.
وبسُرعة جدًا.. الفرق بين الأخين بدأ يبان، جيمس ساب الجامعة، حاول يشتغَل رسَّام لكنه منجحش، فضل عاطِل، إلما – حبيبته في الوقت دا – قرَّرِت تسيبه، في حين إن أخوه نَجَح في دراسته، وإتخرَّج من كلية الهندسة قسم هندسة كهربية، لقى وظيفة ثابتة بمُرتَّب مُحترَم، وخَطَب إلما.. حبيبة أخوه السابِقة وإتجوِّزها وخلِّف منها ٨ أطفال!
جيمس فضل عايش مع والدته في البيت، أدمَن الكحول، وبسُرعة جدًا والدته نفسها بدأت تتضايِق منه، طالما معاك فلوس تشرَب بيها كُل يوم، ليه متصرِفش على نفسَك؟ أو تعيش لوحدَك؟ وبمرور الوقت.. قالت له إنه لازِم يسيب البيت ويعيش لوحده، والكلام دا طبعًا مكانش عاجبه.
كان عليه فلوس لوالدته ولأخوه، مُدمِن خمور بشكل يومي، وخسران كُل فلوسه تقريبًا في البورصة، الضغوط بدأت تزيد عليه، ومقدِرش يتحمَّل أكتر من كدا، وبدأ – طبقًا لكلام الشهود – يتصرَّف بطريقة غريبة، ناس قالوا إنهم شافوه وهو بيسأل على أسعار أكتر من نوع من الأسلِحة، وناس تانيين قالوا إنهم شافوه وهو بيتدرَّب على ضرب النار على ضفة النهر.
في الليلة اللي قبل عيد الفصح راح يشرَب في البار اللي كان متعوِّد يسهَر فيه، وهناك شرب لحَد ما سكر وبدأ يتكلِّم مع واندا بيشوب، النادِلة اللي هناك، حكالها إن والدته عايزة تطرده من البيت، وإن دا مش عاجبه، وقام خرج من البار فجأة، رجع بعد ساعتين ولمَّا واندا سألته لو كان حل مشاكله، قالها: ” لأ، لسَّه ”
يوم عيد الفصح، اللي كان يوم المجزرة، بدأ كيوم عيد عادي جدًا، ليونارد وصل البيت هو ومراته وولاده الصُبح بدري، إنما جيمس كان نايم في الدور اللي فوق، بعد شوية صحى على دوشة العيال وقرَّر يلبس وينزل يسلِّم على أخوه ومراته، لكن أخوه قابله بسُخرية وقالُّه: ” عاملة إيه عربيتك القديمة معاك؟ ”
على ما يبدو.. كلام ليونارد معجبش جيمس، فطلع الدور اللي فوق وقفل على نفسه، وعلى حدود الساعة ٦ مساءً.. والدته كان واقفة مع أخوه ومراته و٣ من ولاد أخوه في المطبخ بيجهِّزوا العشا، فجأة.. جيمس نزل من فوق معاه مُسدّسين وبندقية، دخل المطبخ وبدون مُقدِّمات قتل أخوه الأول، وبعدها إلما مراته، ووالدته!
بعد ما إتأكِّد تمامًا إنهم ماتوا، قتل الأطفال الـ ٣ ديفيد، تيريسا، وكارول، وبعدها خرج من المطبخ وراح غُرفة المعيشة، نام على الكنبة.. وبدأ يصطاد الـ ٥ أطفال اللي فاضلين، ليونارد الصُغيَّر، مايكل، توماس، وجون.. الطفل الأخير ضربه رصاصة واحدة بس، ورجع للضحايا الـ ١٠ الباقيين وضرب كُل واحد فيهم رصاصة كمان عشان يتأكِّد إنهم ماتوا تمامًا.
رجع قعد على الكنبة تاني وارتاح ٣ ساعات قبل ما يتصل بالشُرطة ويقول لهم: ” حصل عندنا ضرب نار ”
جيمس حاول يدَّعي الجنون أدام المحكمة، لكن طبعًا محدِّش صدَّقُه، وإتحكَم عليه بالسجن مدى الحياة، وما زال لحَد النهاردة في السجن بيقضي عقوبته، وبيقدِّم استئناف ورا استئناف عشان يخرُج لكن كلهم بيتقابلوا بالرفض.
هل الضغوط اللي مر بيها جيمس كانِت كفاية عشان يرتكِب مذبحة زي دي؟ هل كان فيه سر تاني محدِّش عارفه؟ إيه الدافِع اللي خلَّاه يعمل كُل دا؟
كُل الألغاز دي كانِت كفاية عشان لغز النهاردة يبقى من ضمن حقل الألغاز بتاعنا.
اقرأ أيضًا:
لغز مصحة ويفرلي هيلز فيلم يهز السينما لا تفوتها
