ثقافة وفنون

ازاي تتفرج على فيلم سينما

ازاي تتفرج على فيلم سينما.. بدايًة ما هو الفيلم السينمائي؟ الفيلم السينمائي هو عمل فني يتم تصويره وإنتاجه لعرضه في دور السينما أو على وسائط أخرى مثل الفيديو المنزلي أو البث التلفزيوني.

ويتكون الفيلم السينمائي من سلسلة من الصور المتحركة المتتالية (إطارات) يتم تشغيلها بسرعة عالية لإنشاء الحركة وإظهار القصة والأحداث.

ازاي تتفرج على فيلم سينما

الأفلام السينمائية تُعد وسيلة فنية قوية لإيصال القصص والأفكار والمشاعر للجمهور. تتميز بالقدرة على خلق عوالم خيالية، وتقديم تجارب مرئية مثيرة، واستخدام التقنيات المبتكرة للتصوير والمؤثرات البصرية، وتقديم أداء تمثيلي قوي يعكس عمق الشخصيات والعلاقات الإنسانية.
تنقسم صناعة الفيلم لثلاث مراحل، وهي “Pre-production, production, post production”.
ويتكون الفيلم السينمائي من سيناريو (وهو أولى خطوات المرحلة الأولى Pre-production، فهو القصة بعد تحويلها لمجموعة من المشاهد المتتالية لتصبح فيلمًا مكتوبا)، بعدها يتحول السيناريو إلى الديكوباج مكون من وصف للمشاهد واللقطات بشكل مفصل (تحويل المشاهد المكتوبة لوصف دقيق يتكون من عدة لقطات مكتوبة، وتعتبر هي خطة التصوير).

وبعدها الـStory board (وهو رسم اللقطات لتكوين تخيل أقرب للواقع قبل التصوير)، وصولاً للنقطة الأخيرة في رحلة الـPre Production أو ما قبل الإنتاج والمرحلة الأخيرة هي الـShot list وهذه تعد الخطة الفعلية التي ستتبع في التصوير (إعادة ترتيب الديكوباج لتوفير الوقت والحفاظ على تتباع اللقطات).
ننتقل بعدها لمرحلة الـProduction وهي مرحلة تصوير الفيلم بعد تدريب الممثلين على شخصياتهم وإعداد الـLocations (الأماكن التي يتم فيها التصوير، ويجري اختيارها وأحيانا تصميمها وتنفيذها خصيصًا للتصوير، لتتناسب مع أماكن حدوث القصة).
نهايًة نصل لمرحلة الـPost-Production، وهي مرحلة مونتاج الفيلم ولصق اللقطات بترتيبها لتصبح فيلمًا تشاهده، وتتضمن تلك المرحلة عمليات أخرى؛ كالتعديل على شريط الصوت والتلوين والكتابات على الصورة وأحيانًا المؤثرات الخاصة في حالة احتياج الفيلم.

تجربة مشاهدة فيلم

الآن أصبح لدينا فيلمًا كاملًا جاهز لتجربة المشاهدة. إذًا كيف نشاهد الفيلم لنحظى بأفضل تجربة مشاهدة؟
لن أنصفك كثيرًا إن جاوبتك على هذا السؤال، فتجربة المشاهدة تتفاوت تمامًا من شخص إلى آخر، هناك من يتمتع بتجربة المشاهدة في صالات السينما فقط، وهناك من لا يهضم الفيلم سوى بطقوس مشاهدة خاصة في غرفته، ولكن كيف تشاهد فيلمًا من الأساس؟
كما ذكرنا ينقسم الفيلم لمجموعة متعددة من العناصر، لذا عليك بالتمعن وتدريب عينك لتصبح عين ناقدة قادرة أن تتفحص كل العناصر، لأنه وببساطة صناع الفيلم يستخدمون كل هذه العناصر ليصنعوا لك تجربة متكاملة.

فيما يلي مجموعة من النقاط، إن اتبعتها ستحظى بتجربة أكثر امتاعًا عن ما اعتدت عليه.

التركيز على القصة:

أثناء مشاهدة الفيلم، حاول التركيز بشكل كامل على القصة والتطورات التي تحدث. فما يجعل من القصة جديرة بأن تصبح فيلمًا هو تتابع الأحداث وتطور الشخصيات وأيضا تطور الحبكة (الحبكة هي تطور الأحداث وظهور المشكلة الدرامية والوصول للحل بتطور دوافع الشخصيات)، انغمس في الأحداث وحاول أن تتخيل نفسك ضمن عالم الفيلم. وقد تتطلب هذه العملية بعض الانتباه والتركيز، ولكنها ستسمح لك بفهم أعمق للشخصيات والموضوعات المعروض فكل فيلم يطرح موضوع أو فكرة أو قضية.

الانتباه للتفاصيل:

احرص على ملاحظة التفاصيل الصغيرة في الفيلم، مثل التصوير والإضاءة والديكور والموسيقى. هذه التفاصيل يمكن أن تضيف طبقات إضافية من الغنى والمعنى للتجربة السينمائية. قد تلاحظ رموزًا أو رسائل مخفية تكون في حقيقتها جزءً أساسيا من القصة، وتكون موجودة في هذه التفاصيل فتتحصل على مفهوم أوسع وأكثر عمقًا.

التفكير والمناقشة:

عند الانتهاء من مشاهدة الفيلم، قم بالتفكير في الرسائل والمعاني التي قدمها الفيلم. هل تمكنت من استيعابها وتفسيرها بشكل صحيح؟ هل يمكنك ربط الأحداث والشخصيات بالمواضيع الحقيقية في الحياة؟ قد تود مناقشة الفيلم مع الأصدقاء أو الأفراد المهتمين بالسينما للحصول على وجهات نظر مختلفة وتوسيع آفاقك فتطور من تجربتك الشخصية في مشاهدة الافلام السينمائية كل مرة عن سابقتها.

القراءة النقدية:

إذا كنت ترغب في أن تشاهد الأفلام بشكل مختلف عن المعتاد، فقد ترغب في قراءة مقالات النقاد السينمائيين والمراجعات المتعلقة بالأفلام. يمكن أن توفر لك هذه المصادر وجهات نظر مختلفة وتحليلات عميقة للأفلام، وتساعدك على فهم أبعاد جديدة ومفاهيم متعلقة بالأفلام التي تشاهدها.

استمتع بتجربة الأفلام الأجنبية:

لا تقتصر مشاهدتك على الأفلام العربية والأمريكية فحسب، بل قم أيضًا بمشاهدة الأفلام الأجنبية ونعم كل دول العالم بثقافاتهم تنتج أفلامًا سنويًا وبجودة قد تتخطى ما اعتدنا أن نشاهده وقد تكون هذه التجارب أكثر إثارة، حيث تتعرف على ثقافات جديدة وعوالم مختلفة. استمتع بمشاهدة الأفلام مترجمًة كانت أو مدبلجة واستكشف الأعمال السينمائية البارزة من مختلف البلدان.
هذا وقد نكون ذكرنا في إيجاز كيفية الحصول على تجربة مشاهدة أفضل، ولكن هناك الكثير مما لا يسعني أن اذكره في مجرد مقالة لكن هناك بعض النصائح التي قد تكون مفيدة.

  • ارشح لك أن تقرأ كتاب كيف تشاهد فيلمًا سينمائيًا للكاتب والناقد السينمائي محمود عبد الشكور، هذا الكتاب سيصنع فارقا واضحا في تجربة مشاهدتك.
  • يمكنك أيضا متابعة بعض النقاد على السوشيال ميديا، ممن يناقشون الكثير من الأفلام بشكل نقدي غني ومثمر، سأترك لك بعض القنوات على YouTube قد تساعدك في فهم وقراءة الأفلام السينمائية:
    سنيماتولوجي.. محمد أبو سليمان
    من عنيا.. عمر أبو المجد
    فيلم جامد.. محمود مهدي
    هذه أمثلة فقط، ولكن احذر هناك الكثير من صانعي المحتوى من يدعون كونهم نقاد ويناقشون الأفلام، ولكن ما يفعلوه ما هو سوى تشويه وتخريب للتجربة السينمائية بشكل عام، حذاري من هؤلاء.

زر الذهاب إلى الأعلى