اكتشفمواهـب

فقه المراكب الفضائية.. صالح للاستخدام الآدمي

كتبت: فاطمة علاء

دونك.. استيقظ

حيث تتكسر البدايات وتنتفض في انتهاء مضحك. فإذا كانت اللغة ولهجاتها تتصدر قائمة أولوياتك.. تعلمها بهدوء، تعلم كما يجب أن تتعلم. ولا تستسلم للوقت.. فأنا لك الآن.

لا أكترث بك بعد ثلاث خطوات.. لا أكترث لحضورك قبل ثلاث خطوات، أحبك الآن.. ألهو بك الآن.. والآن فقط.

فقه المراكب الفضائية

إذا قلنا أن فقه الحكايات ينص على وجوب الحبكة.. فهو هناك! في صورة تتكون من جبلين.. أحدهما به صدع.. هو واقف داخل هذا الصدع.. عاجز عن الحركة بكل أنواعها تتربص به البرودة تحت وطأة الظلام.

ما من شيء يمده بقطرات الحياة إلا الشمس حين تحلق أول الصدع وتنساب تدريجيا إلى أن تلمسه.. فأسري فيه تدريجيا، قال أني الشمس في حكايته. لكنه لا يعلم أن عودتي مرهونة بدوران الأرض حول محورها.

يبدو أن استيقاظك قد اكتمل.. هذا واضح في نظراتك نحوها، ملساء.. ناعمة تماما كسمكة.. لا تخف، اقترب منها إن استطعت. لا تنظر لي الآن يا صغيري.. فلا أنا ولا أنت يمكننا إيقاف الزمن. تجرد من تذبذبك واقفز خلفها في البحر.. قد تعلمك التنفس تحت الأمواج المضطربة!

ما زلنا في المركبة الفضائية.. من قال طائرة؟؟ لا بد أنها هواجس ما بعد النوم وما قبل الاستيقاظ. أي مرايا التي تتكلم عنها؟؟ مرآة الروح؟؟ أجل أذكر تلك الحكاية.. بالطبع سأكملها لك. اطمئن.. ضع رأسك كما كانت وأنصت.

حاجز العتق المزدوج

ها أنت أيها الأمير الصغير الجميل المدلل عند حاجز العتق المزدوج، تمتطي جوادك الأسود تتلهف للوصول. تمر بجوار بيوت الصيادين وتعرف أن الساحرة الشريرة ستعلقهم جميعا من آذانهم.. لكنك لا تحذرهم. آه.. نمت من جديد. لا تحلم بغيري، سأنتظره في بداية الليل وأنتظرك عند مدخل الأحلام.

.. لك عندي ثلاث إجابات

هي فكرة بجناحين.. أن تجسد شخصا.. جناح غزلته بخيوط من روحك بهيئة لغوية في حروف. تصيغه بانتكاسات القلم وحلولك فيه.. بتخبطكما بين السطور. هذا الذي لا يقارن بسخافة جناحها الآخر الذي يمكنهم من العبور إليك، فيراك الآخرون بسهولة مشكلا عبر الحروف ذاتها.

أتذكر ما قلته لك عن الأسئلة والإجابات؟ جيد.. عد قليلا للخلف.. أتذكر لعبة الأيدي والأصابع؟ أنا أرجع أصلها لعفاف راضي. تحديدا ملحمة التسعينات (يلا بينا يلا يلا يلا بينا.. دي الشموسة طلة طلة وبتنده علينا) تحديدا (هنروح الجنينة ونشبك إيدينا.. وندور سوا ع الأرض الخضرا والأرض تدور بينا) ولا داعي للإطالة.

أي إله هذا الذي يداعب نايه ليرقص مجنون مثلك!! الآلهة تعرف أن صباح الجمعة يختلف.. ومساء الخميس أيضا يختلف.

لكن أيهما ترجح؟

تحت تأثير الدوار والاحتياج والمرض وهي جالسة بجواري. أنظر لها بصعوبة.. تكاد تسقط من حيز الرؤية. تخبرني أنه جاء، أشعر بجلوسه في الجهة المقابلة لنا علي نفس الطاولة. أفيق نسبيا عند تغيير النادل لفحم أرجيلتي.. وعندها أنتبه أنه قد سألني منذ قليل أن أترك القلم للدخول معهما في نقاش أيا كان نوعه.

أغيب دون عودة هذه المرة أسافر عنده، لكن لم يخبرني عن سببها.. ولا عن ما تركته من خطوط أفقية أسفل ظهره. ولم يحكي لي عن رحلة عودته من السودان، لكن يكفي ما قلته عنه. من قال أن الخطوط المتوازية لا تلتقي!؟ لهذا خُلقنا، لنكون كباري بشرية. ولهذا أيضا خلقنا المصطلحات كلها. اخترعنا الأمان والاستقرار والحب و…… فقط لنرضي نزواتنا الأنانية.

انتظر قليلا.. وقل لي لما تحاول بكل ما أوتيت أن تسحق ما تبقى فيك تحت بند ((صالح للاستخدام الآدمي))؟ لا أنتظر ردا أيا كان فأنا من سيجيب على سؤالك الثاني والذي لا تذكره بطبيعة الحال. لأريح ضميري وسأحاول أن أذكرك (بيتك.. تقدم قليلا عبرنا الصالة للممر المؤدي لغرفتك.. استمر.. لا ليس المكتب.. إنه الفراش. كانت ممددة على يمينك، ورأسها على كتفك.. عندما سألت).

لا تهم التفاصيل، لقد فكرت في أن أجيب سؤالك الذي لا تذكره بطريقة عملية. فأحكي لك عن أول من أحبته أو ظنت وثاني وثالث. ثم انتقل لأول رجل عانقته وأول من عانقها، وأول من قبلها.. وأول من قبلته.. وأول من……… وأول من…… وثاني وثالث و…….

سألت (هل لمسك أحد من قبل؟) أيا كان تعريفك لمفردات السؤال.. فالإجابة سارية علي ثلاث مستويات.

هل قبلتك؟؟

أشعر بالإرهاق.. لا أذكر سؤالك الثالث رغم كل المحاولات. سأحكي لك مثلا عن طفولتي؟ أتدري أنا لم أخبره عن ليلتي الأولى مع غيره وعن أشياء أخري كثيرة، لكنه يعرف ما لا أعرف.. يعرفني. دائما ما أرجع له.. رغم قراري ألا أحكي لك شيئا آخر عنه.. لا يهم.

كأنه الموت الذي لا أعرف هل هو نهاية البدايات أم بداية النهايات؟ أي الألوان يشبهه؟ إذا ما كان الرقص أول القوس الأول، فالكتابة أول القوس الثاني وآخر الأول.. وأنا أفضل الوقوف تحت المطر دون أقواس. لعل الموتى ينفردون بالإجابة!

تحدثنا مرة عما سأكتبه.. واقترحت أن أكتب عن أشخاص في حياتك. لما لا؟؟ دعنا نضاعف عدد الأسماء لثلاث أو أربع أضعاف مثلا. لما الوقوف عند ريهام وشريف وأشرف ونهى وهدى!؟ لدينا (يوسف) كبداية أكثر براءة مما يليها ولو ظاهريا، و(إسلام) و(مايكل) والعزيز (مصطفي) و(عبد الله) وأخيه (إسماعيل) وعبد الله الآخر وأخيه الذي لم يعرف أن عبد الله في نادي الزمالك وليس كما زعم في طريقه إليكما. و(حموكشه) أيضا.. رغم أني أفضل (جبر) كما تعلم. دون إسقاط (عم جمعة) و(أحمد مجدي).. ثم نكتب فصلا كاملا عن (أحمد عمرو).

حكاية المركب الفضائي

كيف لم أنبهك أنه بحر جليدي قبل أن تقفز خلفها!!؟؟ لكن إصاباتك ستنحصر في شكل معنوي.. إنه حلم. لكني لا أضمن لك هذا! باتساع اعتقادك بأنه يمكنك العبور من عالم لآخر عبر تلك الفجوة المتسعة ما بين وعيك ولا وعيك. لما لا تترك ما تفعله وتطفئ النور.. وتحكي لي حكاية.

لما لم تتركني أكتب عنك في ذاك المشهد الذي يحملك أنت وسبعة أبواب في حضرة الكاهن الأخير. أشعر كأني أركض خلف الحروف في ليلة خاصمها القمر ودثرتها الأمطار.. أنت نائم في المركبة الفضائية دون شراع! لأن الشراع الوحيد الذي تبقي كان لمركب شراعي حرقه البرق وترك المركب بلا أشرعة.. وتركني وسط بحيرة تقع بين جبلين.. في أحدهما صدع هو واقف فيه.. وعاجز عن كل أنواع الحركة. إذا استيقظت ساعدني لصنع جناحين لهذا المركب الشراعي في المقام الأول.. لعلي أوسع الصدع، فيخرج. وعندها يمكننا العودة لمركبنا الفضائي.

ملحوظة: لا تكتب لي ملحوظات.. فأنا أحتكرها.

زر الذهاب إلى الأعلى