كم تحتاج من المال لتكون سعيدا؟
كم تحتاج من المال لتكون سعيدا؟.. العلاقة بين المال والسعادة هو موضوع مثير للجدل وفي مختلف الأزمنة بمختلف الأجيال وبه كثير من الآراء، ولم يتوصل الباحثون إلى وجهة نظر واحدة في هذا الموضوع.
ويعتقد حوالي 72% من جيل الألفية أن المال يمكن أن يشتري السعادة، أكثر من أي جيل آخر. وهم أيضًا الجيل الذي يعتقد أنه يحتاج إلى أعلى راتب سنوي ليكون سعيدًا، حيث تزيد الأرقام بأكثر من أربعة أضعاف عن أي جيل آخر.
كم تحتاج من المال لتكون سعيدا؟
في استطلاع شبكة «سي إن إن» حول موضوع المال والسعادة الذي حمل عنوان «الحلم الأمريكي» شمل 1003 شخص بالغ، أجريت معهم مقابلات عبر الهواتف، وأشرفت عليه شركة «ORC» الدولية.
كانت الإجابات متفاوتة ومعظمها يدور حول أن الشخص يحتاج من 100.000 و199.999 دولار حتى يكون سعيد، بينما أجاب 60% بأن 250 ألف دولار سيكون كافيا، و11% أجابوا بمليون دولار وأكثر حتى يصبحوا أغنياء سعداء.
لذلك ليس هناك مبلغا محددا من المال يجعل الشخص سعيد، والآراء مختلفة نحو هذا الموضوع وكل شخص يحدد المناسب والذي سيجعله سعيد من وجهة نظره وليست نظرية مؤكدة، لأن السعادة تعتمد بشكل رئيسي على الرضا الداخلي والتوازن الشخصي، يمكن أن يكون للمال دور في تحقيق بعض الأمور التي تسهم في السعادة، ولكنه ليس العامل الوحيد أو الأهم في تحقيق السعادة الشخصية.
هل المال يجلب السعادة؟
قال جان توينج الباحث في علم النفس بجامعة ولاية سان دييغو الأمريكية، إن نظرية ارتباط السعادة بمعدل دخل الفرد زادت في السنوات الأخيرة، وأجريت دراسة عن التغيرات في المجتمع الأمريكي وبلغ عدد المشاركين فيها نحو 45 ألف شخص بين عامي 1972 و2016.
وقسم الباحثون المشاركين إلى مجموعات على حسب الدخل، وقام الاستبيان على تحديد مدى سعادة هؤلاء الأشخاص على مر السنين، وكانت النتيجة أن الذين حافظوا على مستوياتهم الاجتماعية والاقتصادية هم أكثر شعورا بالرضا والسعادة.
ويرى الباحث جان توينج، أن معدلات السعادة حافظت على استقرارها، عند مستوى دخل سنوي، قدره 75000 دولار. كما استمرت معدلات السعادة بالارتفاع، بشكل طردي، مع تزايد مستوى الدخل…
معدلات السعادة
إذا كنت فقيرًا جدًا ولا تستطيع حتى تحمل تكاليف الطعام والملبس والسكن والنقل، فإن مقولة أن المال يجلب السعادة صحيحة 100% ولا يمكن لأحد أن يشكك فيها. ولكن إذا كنت مليونيراً، فإن سعادتك لا تكمن في الأموال الإضافية التي تدخل إلى حسابك، بل في كيفية إنفاقها والحفاظ عليها.
بشكل عام لا يوجد عامل وحيد يؤثر على مستوى السعادة لدى الأفراد، يمكن أن يساهم المال في السعادة بشكل مباشر أو غير مباشر، ويوفر للأشخاص الراحة المادية والأمان المالي، وهذا يمكن أن يساهم في الشعور بالسعادة، كما يمكن للمال أن يوفر فرص للاستمتاع بالأشياء التي تمنح المتعة والرضا، مثل السفر والترفيه والهوايات.
ولكن إذا تحدثنا عن السعادة بشكل عام فهي تختلف من شخص لآخر، فليس جميع الأشخاص يستمتعون بنفس الطريقة؛ مثال إذا أعطينا نفس المبلغ لأربعة أشخاص مختلفين، فكل شخص منهم سيستمتع بهذا المال بشكل مختلف عن الآخر، لذلك لا يمكننا أن نحدد السعادة داخل إطار معين وبشكل أكبر السعادة تعتمد على توازن شخصي يشمل جميع الجوانب والعوامل المادية والعاطفية والاجتماعية والصحية.
وإذا كنت شخصا يبحث عن السعادة فابحث عن العلاقات الجيدة مع العائلة والأصدقاء، والصحة الجيدة، والتوازن بين العمل والحياة الشخصية، والتطلعات الشخصية وتحقيق الأهداف الشخصية التي تحسن من معيشتك الاجتماعية، والقدرة على التعامل مع التحديات والضغوطات، والمشاركة في الأنشطة التي تستمتع بها وتمنحك متعة، فكلها عوامل تسهم في إسعادك.
كتبت – سالي عمر