مقالات

متحف نجيب محفوظ للأجنة المشوهة.. ما علاقته بالأديب العالمي؟

متحف نجيب محفوظ للأجنة المشوهة.. يعود متحف نجيب محفوظ للأجنة المشوهة إلى مائة عام، ويقع داخل مستشفى القصر العيني في قسم النساء والتوليد، وعندما يقال متحف نجيب محفوظ فالناس يفكرون أنه الأديب نجيب محفوظ، ولكن المتحف على اسم الطبيب نجيب باشا محفوظ.

متحف نجيب محفوظ للأجنة المشوهة

وما يزال المتحف موجودا حتى الآن، وهو مختلف عن جميع المتاحف المماثلة الموجودة في إنجلترا وهولندا وفرنسا، لأنه يحتوي على أكبر قدر من عينات الأجنة، ليصبح أهم وأكبر متحف موجود بهذا المجال.

ولكن ما القصة وراء تشابه الاسم

سمي الأديب نجيب محفوظ بهذا الاسم تيمنا باسم الطبيب نجيب باشا محفوظ، وترجع القصة إلى عام 1911 عندما تعسرت أم الأديب العالمي نجيب محفوظ في الولادة، فتم استدعاء طبيب معروف كان يلف القرى والمدن بحثا عن ولادات متعسرة ليشارك فيها وينقذ النساء الحوامل فحضر الطبيب نجيب باشا محفوظ، واستطاع أن ينقذ الأم والطفل معا، فسمي الطفل المولود نجيب محفوظ تيمنا بالطبيب.

من هو الطبيب نجيب باشا محفوظ؟

ولد الطبيب نجيب باشا محفوظ في عام 1882 بالمنصورة في مصر لأسرة قبطية، التحق بالمدرسة الطبية بمستشفى القصر العيني عام 1898، حيث تعلم على يد أساتذة أوروبيين وقد تخصص في التخدير، وخلال عمله في المستشفيات ومشاركته في عمليات الولادة، وفي ظل عدم وجود التطورات الموجودة الآن في الولادات مثل العمليات القيصرية وطرق التشخيص المتطورة، اكتشف ولادة أجنة مشوهة تؤدي إلى وفاتهم.

لذا قرر الدكتور نجيب أن يتخصص في طب النساء والتوليد، وافتتح أول عيادة للنساء والتوليد، وشهدت إقبالا غير متوقع، وفي السنة الأولى من عمله كطبيب في السويس استقبل أكثر من 810 حالات، وفي السنة الثانية وصلت الحالات لـ1310، وفي ذلك الوقت افتتح قسم النساء بـ«القصر العيني» عام 1905.

وأصبح محفوظ منذ ذلك الوقت رائدا في مجال النساء والتوليد بمصر، وكان يحب أن يتعرف على أغرب الولادة وأندر عينات الأجنة المشوهة وبحلول عام 1928 كان قد جمع ما يقترب على 1350 عينة مختلفة من العمليات التي حصل عليها.

وتعددت إنجازاته فقد قام بتأليف كتابين ونشر العديد من البحوث والدراسات، كما قام بتأسيس أول وحدة لصحة الأم في مصر ووحدة رعاية الحامل، وكذلك وحدة صحة الطفل التي لم تكن موجودة سابقا في مصر، وقام بتأسيس مدرسة للقابلات أيضا، كما تم عرض عمليات الولادة التي قام بها في مستشفيات لندن، لوزان، أدنبرة ، جنوا، وغيرها ليستفيد منها الأطباء وطلبة الطب أيضا، وابتكر عدة طرق جديدة في عالم طب النساء والتوليد.

ماذا يوجد داخل المتحف؟

في عام 1929، ومع زيادة عدد العينات خصصت كلية طب القصر العيني مكانا محددا لعرضهم، وبحلول عام 1932 كان الدكتور محفوظ قد جمع عددا كبيرا من العينات النادرة وأهداها جميعا إلى الكلية، لذلك نشأ متحف نجيب باشا محفوظ لأمراض النساء والتوليد والأجنة المشوهة.

«إن لم تكن قد أعطيت الناس نفسك، فأنت لم تعطهم شيئا»، هذه العبارة هي أول ما يستقبلك عند دخولك متحف نجيب محفوظ للأجنة المشوهة بمستشفى قصر العيني. وستجد عند مدخل المتحف تمثالا منحوتا للراحل الدكتور نجيب باشا محفوظ. عليها تاريخ الميلاد والوفاة.

ويحتوي المتحف على صور تاريخية منذ مائة عام، تظهر الدكتور نجيب محفوظ والدكتور روي دوبيني مع أعضاء قسم النساء والولادة بمستشفى القصر العيني في منتصف العشرينيات، وكذلك مع أحفاده بعملية ولادة بمستشفى قبطي.

وأحضر الدكتور نجيب باشا محفوظ أوعية زجاجية خاصة من فرنسا لتخزين العينات النادرة، التي جمعها في عيادته الخاصة لمساعدته في إلقاء المحاضرات والشرح لطلابه.

ويحتوي المتحف على تقريبا 400 جنين مشوه، بخلاف ما يقرب من ثلاثة آلاف قطعة أخرى من الأجنة المشوهة في المخازن، وصورة نادرة له في التسعينيات من عمره وبعض وصفاته المكتوبة بخط يده، وبطاقة عضوية الدكتور نجيب باشا محفوظ الصادرة للجمعية الزراعية عام 1949.

وفي زاوية خاصة بالمتحف يمكنك مشاهدة مقالات الراحل الدكتور نجيب محفوظ المنشورة في مجلات علمية عالمية وصور تذكارية وكتب، بالإضافة إلى درع نجيب باشا محفوظ السنوي لأمراض النساء والولادة المقدمة من قسم أمراض النساء والولادة بمستشفي القصر العيني.

ويضم المتحف قناع التخدير الذي تم اختراعه في عام 1890، وتم تصميم حافة لمنع الأثير من الوصول إلى وجه المريض أثناء وضع الأثير على الشاش، ومقعد الولادة حيث تم استخدامه منذ عهد الفراعنة كما هو موضح على الجداريات الهيروغليفية في كوم أمبو وحوض الاستحمام لحديثي الولادة والذي صنع في إنجلترا بواسطة مايروفيليبس.

زر الذهاب إلى الأعلى