الفلسفة التفكيكية – كتب – سمير أبو زيد:
دريدا فيلسوف جزائري الأصل، ولد لأسرة يهودية في مدينة بيار سنة 1930. لم يستطع الصغير دريدا أن يلتحق بالمدرسة الثانوية بسبب الاحتلال الفرنسي الذي انتهج سياسة عنصرية ضد اليهود. اضطر دريدا أن يدرس من المنزل، فقرأ لروسو ونيتشه وديكارت وغيرهم، ثم حصل على الماجستير في الفلسفة.
مرت السنين وسافر دريدا إلى فرنسا والتحق بجامعة السوربون كأستاذ للفلسفة، ومن خلال محاضرته ذاع صيته ونشر عدة مؤلفات، كان أحدهم هو كتابه المشهور “في علم الكتابة” الذي كان بداية لما تسمى بالفلسفة التفكيكية الحديثة.
الفلسفة التفكيكية
هذه الفلسفة التفكيكية تقول بأنه لا يجب النظر إلى النص كبناء كامل، حيث أن هذا يفقده الكثير من معانيه، وإنما يجب تفكيكه إلى أجزاء، وتحليل كل جزء وحده، ومن ثم إعادة تركيب النص مرة أخرى.
لاقت نظريات دريدا جدلًا واسعًا، بين مؤيدين يرونها أعظم فلسفة في القرن العشرين، ومعارضين يرونها آراء فاسدة لا يمكن الاستناد عليها للوصول للحقيقة.
آمن دريدا بعدم التمركز، وتفكيك كل الأفكار المركزية، بما فيها فكرة الإله، والمنطق، والبديهيات. نقد دريدا الهوية والانتماء للأصل والعرق أو الدين، ربما هذا بسبب بعض الترسبات النفسية التي ترسخت داخله، نتيجة التناطح بين الأديان الثلاثة الإسلام واليهودية والنصرانية في الجزائر؛ فقد كان يرى الصغير دريدا أن كل دين يدعي أنه الحق وأن الدين الآخر باطل محض، لذا تمرد دريدا الكبير على الجميع.
يحسب دريدا على اليسار الشيوعي؛ وذلك بسبب تأثره بماركس وغيره من الفلاسفة اليسارين.
ألف دريدا أكثر من 40 كتابًا وكتب عددًا هائلًا من المقالات، لكنه رغم ذلك عاش حياة مرحة، حيث كان يحب الخروج والسفر والسهر في الملاهي، وكان يلعب كرة القدم والبلياردو، وكانت له قصص غرامية كثيرة. توفى دريدا سنة 2004 إثر إصابته بسرطان البنكرياس.
اقرأ أيضًا:
سلسة تبسيط الفلسفة للمبتدئين كانط ونظريته الأخلاقية