من صلطح بابا لبرايز.. تاريخ أغرب شخصيات السينما المصرية
تتعلق ذاكرة عشاق السينما عادة بأسماء شخصيات أدوار البطولة، التي تترك في عقولهم أثرا يصعب نسيانه مع مرور الزمن، فتتوارث الأجيال تلك القطعة الفنية حتى بعد رحيل أصحابها عن دنيانا، إلا أن تلك القاعدة قد تتغير في بعض الحالات عندما تصبح الشخصيات الفرعية في الصدارة، إما بفضل أداء أصحابها المتقن أو تعلقها بإفيه ناجح حتى ولو لم تكن لتلك الشخصية وجود في العمل السينمائي من أساسه، وهنا سنرصد أبرز تلك الشخصيات بالسينما المصرية.
1- طنط كيميت
لم تظهر شخصية «طنط كيميت» مطلقًا في فيلم «الرجل الثاني» الذي تم إنتاجه عام 1959، إلا أن الجماهير لن تنسى أنها الوحيدة التي لن يحلف عصمت كاظم (رشدي أباظة) بحياتها باطلًا رغم قسوة شخصيته وتعامله بجفاء مع المحيطين به، فهي التي ترك لها الأدلة والمستندات التي تدين الرجل الكبير (زعيم العصابة) في نهاية الفيلم، بعدما توقع سيناريو الغدر به.
واعترضت الرقابة على عبارة «وحياة طنط كيما اللي ما أحلف بيها كدب»، حيث تسائلت إن كانت تحمل معنى مسيئا من عدمه، وهو الأمر الذي أثار حفيظة مخرج الفيلم عز الدين ذو الفقار وقتها، قبل أن يتم حل المشكلة باستمرار العبارة في الفيلم لتبقى من أهم علاماته.
2- صلطح بابا
لم تظهر شخصية «صلطح بابا» مطلقًا في فيلم «إشاعة حب» الذي تم إنتاجه عام 1960، إلا أن الجماهير لن تنسى ترديد ذلك الاسم كلما اشتدت وتيرة النقاش بين عبد القادر النشاشجي (يوسف وهبي)، وزوجته بهيجة (إحسان شريف)، فكان صلطح بابا هو والد بهيجة التركي الأصل الذي تفتخر به دومًا أمام زوجها.
وأقدم فطين عبد الوهاب مخرج الفيلم على مغامرة كبيرة وقتها، بعدما استعان بيوسف وهبي في دور كوميدي ليخرج به من قالب الأدوار الجادة، التي ميزت مسيرته بالسينما والمسرح على حد سواء، وكذلك الحال في رهانه على عمر الشريف والممثل المغمور جمال رمسيس، الذي حقق نجاحًا لافتًا في شخصية «لوسي»، ليتم تصنيف الفيلم كواحد من أفضل الأعمال الكوميدية في تاريخ السينما المصرية.
3- المعلم صابر بتاع إسكندرية
شارك الفنان الراحل توفيق الدقن كضيف شرف بمشهد واحد في فيلم «البحث عن فضيحة»، الذي تم إنتاجه عام 1973، والذي تتذكره الجماهير دائمًا بحكايات سامي (سمير صبري)، لصديقه مجدي (عادل إمام)، حول تجارب أصدقائه في الزواج من أجل التعلم منها خلال محاولاته للارتباط بحبيبته حنان (ميرفت أمين).
وتظل حكاية «المعلم صابر بتاع إسكندرية»، هي الأبرز في الفيلم بعدما قرر صابر تكليف رجاله بخطف حبيبته من أجل الزواج بها، في ظل معارضة أهلها ليفاجئ في النهاية بخطفهم لحماته، لينتهي به الحال في مستشفى الأمراض العقلية من تأثير الصدمة، حيث لا يزال الشباب حتى يومنا هذا يستخدمون تعبيرات وجه المعلم صابر، كمادة للنقد والسخرية على مواقع التواصل الاجتماعي.
4- أبو دهشوم والدفاس وطلبة
ثلاث شخصيات ثانوية أداها بعض الكومبارس في فيلم «العار» الذي تم إنتاجه عام 1982، حيث ظهروا في مشهد وحيد أثناء استقلال السيارة مع «الحاج عبد التواب»، قبل أن تنقلب بهم ليلقى الجميع حتفه.
وتسبب غياب تلك الشخصيات في لعب دور محوري في مأساة عائلة «عبد التواب»، في ظل خبراتهم العريضة بعملية تخزين المخدرات قبل بيعها، وهو ما تسبب في فقدان العائلة لرأس مالها بغرق البضاعة في الملاحات لينتحر شكري (حسين فهمي) ويضيع عقل الدكتور عادل (محمود عبد العزيز)، فيما ظل كمال (نور الشريف) يصرخ على ضياع المال.
5- ستاموني
نجح السيناريست الراحل محمود أبو زيد في خلق عالم خاص وفريد من نوعه في فيلم «الكيف»، الذي تم إنتاجه عام 1985، من خلال مرادفات غريبة خاصة بعالم المخدرات وكذلك أسماء الشخصيات، التي لا يزال المشاهد يتذكرها جيدًا حتى الآن.
وبرزت شخصية «ستاموني» التي أداها الفنان الكوميدي الراحل فؤاد خليل بمشهد وحيد جمعه بـ«مزاجانجي» (محمود عبد العزيز)، ليلقى عليه كلمات أغنية «القفا» الشهيرة، التي أداها الساحر الراحل بخفة ظل منقطعة النظير، لتُخلد في ذاكرة المشاهد مع إفيه «بحبك ياستاموني مهما الناس لاموني».
ودفع نجاح شخصية «ستامونيس إلى استخدامها في إحدى الحملات الإعلانية لشركات المحمول، بالإضافة لإطلاق الاسم على أحد المطاعم بمحافظة الإسكندرية.
6- في أوروبا والدول المتقدمة
إفيه شهير أطلقه أحد موظفي مجمع التحرير في فيلم «الإرهاب والكباب» الذي تم إنتاجه عام 1992، وذلك كلما تحدث في إشارة من السيناريست الراحل وحيد حامد لنوعية المواطن، الذي يهوى نقد الأوضاع ومقارنتها بالعالم الآخر، دون التفكير في تقديم الحل الواقعي.
ولم تتعرف الجماهير على ذلك الممثل الأسمر صاحب الإفيه سوى مع عصر مواقع التواصل الاجتماعي، وهو الممثل السوداني محمد السني الذي ظهر أيضًا في فيلم «حب في الثلاجة» الذي تم إنتاجه عام 1992 أيضًا، قبل أن ينتظر ربع قرن كامًلا قبل الظهور في ثالث أعماله بفيلم «الكنز» عام 2017 في دور خادم نوبي.
ولا يزال إفيه «في أوروبا والدول المتقدمة»، هو الأبرز في الفيلم الذي يعد من أنجح أفلام عقد التسعينيات، لدرجة تفوقه على هتاف الكباب الشهير الذي أطلقه الزعيم عادل إمام في نفس العمل.
7- الريس برايز
الشخصية المحورية التي تحرك غالبية الأحداث في «فيلم ثقافي» الذي تم إنتاجه عام 2000، وذلك دون أن يراها المشاهد سوى في مشهد وحيد قرب نهاية الفيلم.
ويعتبر الكثير من نقاد السينما مشهد ظهور «الريس برايز»، كواحد من أجرأ المشاهد في تاريخ السينما المصرية، والتي حملت نقدًا لاذعًا للنظام السياسي حين صدم برايز (محمد التهامي) مجموعة الشباب المحبط، بعبارة «العيب مش فيكوا؛العيب في النظام».
ولم يظهر محمد التهامي صاحب شخصية «برايز»، بعدها مطلقًا على شاشات السينما، وهو ما أكسب تلك الشخصية نوعًا من الفانتازيا حتى يومنا هذا.
في رأيك، من صاحب الشخصية الأغرب التي بقيت في ذاكرة السينما المصرية؟