مقالات

القطب الشمالي.. مصالح قد لا تتصالح

القطب الشمالي.. ربما لا يمثل القطب الشمالي في مخيلة الكثيرين أكثر من تلك البقعة المتجمدة على كوكب الأرض، التي يكسوها الثلج الأبيض ولا يعيش بها سوى عددًا قليلًا من البشر، حيث نستمع دائمَا لتحذيرات العلماء المستمرة بخطورة ذوبان جليده، إلا أن هناك جانبًا أكثر أهمية لتلك المنطقة سنتعرف عليه في التقرير.

موقع القطب الشمالي

يقع القطب الشمالي في المحيط الشمالي، حيث يعد أعلى نقطة على محور دوران كوكب الأرض.

وتحيط خمس دول بالقطب الشمالي وهي: روسيا، الولايات المتحدة، كندا، النرويج والدنمارك، إلا أنه ليس ملكًا لأي منها بموجب القانون الدولي الذي يمنع أيضًا ملكية منطقة المحيط الشمالي المتجمد لأي منهم.

وتقتصر ملكية كل دولة على 200 ميل بحري (370 كيلومتر) كمنطقة اقتصادية خالصة قبالة سواحلها، وما بعد ذلك فهي مناطق تديرها السلطة الدولية لقاع البحار.

معلومات عامة عن القطب الشمالي

– يعد روبرت إيدوين بيري ضابط البحرية الأمريكي، هو أول من اكتشف القطب الشمالي، حيث تم ذلك في 6 أبريل 1909، علمًا بأنه قد أتم رحلته بأكملها على زلاجة الكلاب.

– تبلغ مساحة القطب الشمالي 14 مليون كيلو متر مربع، علمًا بأن مساحة وحجم الجليد قد تقلصت في المنطقة بنسبة 35% خلال العقود الأربع الماضية.

– يتوقع العلماء بأن يصبح المحيط الشمالي خاليًا من الجليد قبل عام 2050.

– القطب الشمالي ليس أبرد مكان على وجه الأرض رغم انخفاض درجات الحرارة إلى -50 درجة مئوية، وإنما القارة القطبية الجنوبية هي الأبرد.

– تختلف درجة الحرارة في القطب الشمالي حسب اختلاف المواسم، فتتراوح ما بين صفر إلى -34 درجة مئوية شتاءً مع إمكانية انخفاضها في بعض الأوقات إلى -50، فيما تتراوح بين -10 إلى 10 صيفًا، في الوقت الذي قد تتخطى فيه بعض مناطق اليابسة القليلة 30 درجة مئوية في الصيف.

– لا توجد بِطْارِيق في القطب الشمالي كما يعتقد الكثيرون، وإنما توجد الدببة القطبية.

– تعيش القبائل الأصلية للقطب الشمالي في ولاية ألاسكا الأمريكية وشمال كندا.

– يقضي القطب الشمالي نصف العام في النور والنصف الآخر في الظلام.

ثروات القطب الشمالي

– يحتوي القطب الشمالي على نحو 90 مليار برميل من النفط، أي ما يعادل 15% من حجم احتياطيات العالم، حيث يضم بحر «بارنتس» المتواجد في الشمال الشرقي من النرويج، والجزء الأوروبي من روسيا أكثر من 60% من احتياطيات النفط غير المكتشفة بعد.

– يحتوي القطب الشمالي على 17 تريليون قدم مكعب من الغاز، أي ما يعادل 30% من الاحتياطي العالمي، بالإضافة إلى 44 مليار برميل من الغاز المسار، بما يعادل 26% من الاحتياطي العالمي.

– يحتوي القطب الشمالي على  كميات هائلة من النيكل والألماس والزنك، وهي المواد المستخدمة في صناعات مختلفة من بينها الصناعات العسكرية.

– يمتاز القطب الشمالي بوفرة الثروة السمكية، فيكفي أن تعرف بأن ثلث موارد روسيا من الصيد البحري تأتي من خلاله.

صراع القوى الكبرى بالقطب الشمالي

– كثرت المحاولات الأمريكية والروسية والصينية في السنوات الأخيرة، لإقامة مناطق استيطان أو توسع من أجل الظفر بكنوز القطب الشمالي المغطاة تحت الجليد.

– أعلن حلف شمال الأطلسي «ناتو» اعتبار المحاولات الروسية للتوسع بالمنطقة بمثابة التحدي الاستراتيجي له، حيث بدأت الأزمة عام 2007 حين أطلقت روسيا غواصتين لزرع علم لها في المنطقة.

– أتبعت روسيا تلك الخطوة بإرسال بعثات قانونية وعلمية فوق وتحت القطب الشمالي، حيث طالبت في خطاب للأمم المتحدة بأحقيتها في مساحة إضافية به، تعادل مساحة فرنسا وألمانيا معًا، إذ تعتمد روسيا على الممر الشمالي الشرقي لربط أوروبا بآسيا عبر سيبيريا.

– عززت روسيا قدرات أسطول الشمال بإدخال أسلحة فتاكة إليه، بينها «الطوربيد بوسيدون» ذو القدرات النووية الهائلة.

– أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تطوير طريق البحر الشمالي في نوفمبر 2022، كأهم ممرات النقل لروسيا، من أجل تعزيز القدرات التصديرية، وإنشاء طرق لوجستية فعّالة تصل إلى جنوب شرق آسيا.

– يعد حقل «بريراز لومنويه»، أول حقل بحري في القطب الشمالي يتم فيه إنتاج النفط التجاري في روسيا، حيث صرّح ألكسندر نوفاك، نائب رئيس الوزراء الروسي بأن بلاده باتت قادرة على إنتاج ما لا يقل عن 490-500 مليون طن من النفط خلال العام الجاري، حتى في ظل الحظر النفطي المفروض عليهم من قبل الاتحاد الأوروبي جراء الأزمة الأوكرانية.

– تم تعليق عضوية روسيا بمجلس القطب الشمالي جراء حرب أوكرانيا في يونيو 2022.

– زادت الولايات المتحدة من بعثاتها العملية والعسكرية بالقطب الشمالي، بالإضافة لتعزيز علاقاتها مع دول الشمال الأوروبي مع سعيها لشراء جزيرة جرينلاند.

– عينت الولايات المتحدة سفيرًا متجولًا في القطب الشمالي للمرة الأولى في أغسطس 2022، وذلك في ظل الأهمية المتزايدة للمنطقة للاقتصاد العالمي وكونها نقطة استراتيجية للمنافسة بين القوى العظمى، حيث أدى ذوبان الغطاء الجليدي في القطب الشمالي إلى جعل المنطقة أكثر سهولة للشحن، وكذلك استخراج النفط والغاز.

– عملت الصين على بناء أول كاسحة جليدية تعمل بالطاقة النووية، بالإضافة لإبرام اتفاقيات مع روسيا للتنقيب عن النفط والغاز، في محاولةٍ لخلق تحالف بين الجانبين لمواجهة أي تحالف غربي بالمنطقة.

– أجرى حلف الناتو أكبر تدريبات عسكرية «الاستجابة الباردة» بالمنطقة في مارس 2022.

توقعات لمستقبل القطب الشمالي

– أبدى الكثير من الخبراء الاستراتيجيين قلقهم من وقوع أعمال التخريب السرية من قبل بعض الأطراف، والتي لن ترقى إلى مستوى الهجمات المباشرة أو المميتة على القدرات أو المصالح الرئيسية للخصوم بالمنطقة.

– أبدى فاليري فولكوف الخبير العسكري الروسي، قلقه من غياب الاتصال المتبادل بين الأطراف المعنية في القطب الشمالي، حيث توقع أن يؤدي ذلك إلى زيادة المخاطر، داعيًا الجميع لوجود آليات للتواصل حتى ولو تعارضت المواقف في الوقت الحالي.

زر الذهاب إلى الأعلى