ثقافة وفنون

لا مستحيل.. أبرز رهانات المخرجين بالسينما المصرية

أبرز رهانات المخرجين بالسينما المصرية.. المغامرة هي تجربة غير عادية يمر بها الشخص، حيث تحمل بين طياتها الإثارة، وقد تكون أحيانًا جريئة ومصحوبة بنتائج غير مضمونة فيما قد تأتي بثمارها في أحيان أخرى، وهنا سنلقي الضوء على بعض أبرز رهانات المخرجين بتاريخ السينما المصرية بشكل تصاعدي:

أنور وجدي يقدم الطفلة المعجزة

أقدم المخرج والمنتج أنور وجدي على مغامرة من نوع خاص، عندما راهن على موهبة الطفلة فيروز في السينما المصرية من أجل تقديم أفلام من بطولتها بجواره في محاولة منه لتكرار ما فعلته الطفلة الأمريكية شيرلي تيمبل في وقت سابق.

وحققت مغامرة أنور وجدي نجاحًا ساحقًا في فيلم ياسمين، الذي شهد الظهور الأول لفيروز عام 1950، وهي لم تتجاوز السابعة من عمرها ليكرر التجربة في فيلم دهب بعدها بثلاث سنوات، مواصلًا النجاح ليلتصق لقب الطفلة المعجزة بفيروز حتى يومنا هذا.

واعتزلت فيروز الفن في عمر مبكر بسبب صعوبة خروجها من قالب الطفلة، التي عرفها الجمهور به بالإضافة لوفاة أنور وجدي صاحب التجربة الفريدة عام 1955.

محمود ذو الفقار وشيخوخة شادية

وقام المخرج محمود ذو الفقار بتجربة جريئة في فيلم المرأة المجهولة، الذي تم إنتاجه عام 1959 بعدما أقنع بطلته شادية بتجسيد شخصية «فاطمة» في مرحلتين عمريتين مختلفتين بالفيلم، فظهرت الفنانة الشابة في دور سيدة عجوز لفترة طويلة من العمل بالرغم من كونها في الثامنة والعشرين من عمرها وقت التصوير.

وتألقت شادية بشكل لافت في الدور، فلم تمانع الظهور كوالدة شكري سرحان الذي يكبرها بست أعوام كاملة، ليصبح ذلك العمل بمثابة نقطة تحول في مسيرة شادية الفنية، حيث نالت العديد من الأدوار المركبة والصعبة بعدها.

فطين عبد الوهاب يصنع كوميديا خاصة

لم يتخيل أحدًا من المشاهدين أن يرى يوسف وهبي عميد المسرح العربي في أحد الأدوار الكوميدية على شاشة السينما، إلا أن المخرج فطين عبد الوهاب فعلها في فيلم إشاعة حب عام 1960، لينجح في إقناع أحد أهم ممثلي الميلودراما بتقديم دورًا جديدًا تمامًا عليه، وهو ما كرره مع الفنان عمر الشريف في العمل ذاته، بالإضافة للاستعانة بالممثل المغمور جمال رمسيس في دور «لوسي»، الذي كان أحد مفاجآت الفيلم.

وحقق فيلم إشاعة حب نجاحًا مدويًا لا يزال مستمرًا حتى يومنا هذا، فبقي أداء يوسف وهبي وعمر الشريف خالدًا في ذلك العمل، الذي تم تصنيفه كأحد أهم أفلام الكوميديا في تاريخ السينما المصرية.

عاطف سالم وكسر نمطية عماد حمدي

أراد المخرج عاطف سالم أن يخرج بالفنان عماد حمدي من نمطية أدوار فتى الشاشة الرومانسي الحالم، لاسيما مع تقدمه في العمر وقتها، فأراد سالم استثمار نجاح حمدي في تقديم دور الأب بفيلم الخطايا عام 1962، ليراهن عليه في العام التالي بدور أب لسبع أبناء في فيلم أم العروسة.

ولم تعتد الجماهير على رؤية عماد حمدي في دور ذو مساحة كوميدية، إلا أنه كسر تلك النمطية بنجاح ساحق في فيلم أم العروسة، الذي احتل المركز السابع عشر في قائمة أفضل 100 فيلم بتاريخ السينما المصرية، بفضل رؤية عاطف سالم.

يوسف شاهين ينزع عباءة الشر عن المليجي

برع الفنان محمود المليجي بأدء أدوار الشر على مدار مسيرته، مما جعل النقاد يطلقون عليه لقب «وحش الشاشة»، إلا أن المخرجين حصروا موهبة المليجي في تلك الأدوار على مدار سنوات طويلة، حتى قرر المخرج يوسف شاهين الإقدام على خطوة مختلفة تمامًا في فيلم الأرض، الذي تم إنتاجه عام 1970.

وراهن شاهين على قدرات المليجي التمثيلية الجبارة، فتجلت في شخصية الفلاح محمد أبو سويلم، الذي يقود الفلاحين في مواجهة الإقطاع خلال فترة الثلاثينيات لينزع المليجي قناع الشر الذي اشتهر به، حيث باتت تلك الشخصية من الشخصيات الخالدة في تاريخ السينما المصرية، علمًا بأن الفيلم قد نال المركز الثاني في قائمة أفضل 100 فيلم مصري.

واستمر التعاون بين شاهين والمليجي في أفلام أخرى بعدها، مثل الاختيار، الناس والنيل، العصفور، عودة الابن الضال، إسكندرية ليه وحدوتة مصرية.

حسين كمال والألم من نجوم الكوميديا

يعد الكثير من النقاد فيلم «إحنا بتوع الأتوبيس»، الذي تم إنتاجه عام 1979 كأبرز المغامرات، التي تمثل الخدعة الأكبر في تاريخ السينما المصرية، إذ راهن مخرجه حسين كمال على عمالقة الكوميديا مثل عبد المنعم مدبولي وعادل إمام ويونس شلبي وإبراهيم سعفان وغيرهم، في تقديم عمل يحكي عن مأساة إنسانية مليئة بالتراجيديا والدراما.

وظهر جميع عناصر العمل في أفضل حالاتهم الفنية، فتفوقوا على أنفسهم في الدراما بشكل لا يقل عن الكوميديا، التي عرفها الجمهور عنهم علمًا بأن الفيلم قد ظل ممنوعًا من العرض لفترة طويلة، بسبب إظهاره بشاعة المعتقلات قبل أن يحقق نجاحًا لافتًا، إذ اعتبره النقاد واحدًا من أهم الأفلام السياسية في تاريخ السينما المصرية.

أحمد يحيى يبدد مخاوف الزعيم

تحمس المخرج أحمد يحيى لتحويل رواية «حتى لا يطير الدخان»، للكاتب الكبير إحسان عبد القدوس إلى فيلم سينمائي عام 1984، حيث عرضه على الفنان عادل إمام الذي لم يكن متحمسًا له، لاسيما ببسب نهايته بموت البطل، وهو ما لم يكن الزعيم يتقبله في أعماله من قبل.

وراهن أحمد يحيى على نجاح الفيلم التجاري، وعلى مستوى النقاد ليفوز بالرهان أمام عادل إمام، الذي تألق في أداء شخصية «فهمي عبد الهادي»، لتصبح واحدة من الإضافات الهامة لتاريخه الفني، حيث شجعه ذلك النجاح على التعاون مع يحيى بعدها بعامين في فيلم «كراكون في الشارع».

أمين والتجربة المجهولة بفيلم ثقافي

لم يكن المخرج محمد أمين معروفًا للجماهير عندما قام بإخراج أولى أعماله «فيلم ثقافي» عام 2000، مفضلًا الاعتماد على مجموعة من الممثلين غير المعروفين في بطولة الفيلم، بواحدة من أجرأ المغامرات في تاريخ السينما المصرية.

وراهن أمين على موهبة الثلاثي فتحي عبد الوهاب، أحمد رزق، وأحمد عيد، بالإضافة للسيناريو المتميز الذي كتبه أمين بنفسه متناولًا قضية تأخر سن الزواج لدى الشباب، وما يصاحبه من كبت جنسي ومشاكل اجتماعية ليحقق الفيلم نجاحًا، لافتًا على مستوى شباك التذاكر والنقاد الذين اعتبروه علامة بارزة في أفلام الكوميديا السوداء، وهو اللون الذي اشتهر به أمين لاحقًا في أفلام مثل ليلة سقوط بغداد وفبراير الأسود، فيما شكل فيلم ثقافي نقطة انطلاق لأبطاله الشباب في مسيرتهم الفنية لاحقَا.

شاركنا برأيك، ما هي أهم مغامرات المخرجين الناجحة في تاريخ السينما المصرية؟

زر الذهاب إلى الأعلى