رمزا لحق الفلسطينيين.. ما هي قصة مفتاح العودة؟
مفتاح العودة.. تعود قصة مفتاح العودة الفلسطيني إلى النزوح وتهجير المواطنين من منازلهم وأراضيهم، الذي وقع خلال حرب فلسطين عام 1948، وتلاه تأسيس دولة الاحتلال الإسرائيلي.
وعلى مدى السنوات التالية أصبح لدى الفلسطينيين النازحين وأسرهم شعار يعبر عن رغبتهم في العودة إلى ديارهم وهو مفتاح العودة، وتأتي الدعوة الآن مرة أخرى لمفتاح العودة مع استمرار العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية بعد عملية «طوفان الأقصى»، أملا في العودة مرة أخرى.
مفتاح العودة
للمفتاح شكل مميز، فهو مفتاح معدني كبير يعلقه معظم الفلسطينيين على جدران منازلهم اعتزازا به. ومنذ عمليات التهجير، أصبح مفتاح العودة رمزا للأمل والعزم لدى الفلسطينيين، ويُعرض ويُحمل في العديد من المناسبات والفعاليات الفلسطينية، وخاصة في يوم الأرض، الذي يحتفل به في 30 مارس من كل عام.
وقد رُسم وتمثل في العديد من الأعمال الفنية والرسومات والشعارات واللافتات، التي تدعم حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى وطنهم، ويرمز استخدام مفتاح العودة في دعم القضية الفلسطينية إلى إبراز حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة وتسليط الضوء على قضيتهم العادلة.
وعلى الرغم من أن البيوت التي يرمز لها بمفتاح العودة لم تعد موجودة الآن، لأن إسرائيل دمرت جميع البلدات التي دخلتها وبنت مستوطناتها ومدنها على أنقاض تلك المدن المدمرة، لكن المفتاح كان يرمز إلى بيوت الأرض التي يجب أن يعودوا إليها، وتبقى صورة تلك المرأة المتشبثة بشجرة الزيتون في أرضها، في مخيلة كل فلسطيني هُجر من أرضه وبيته.
حق العودة
أكدت العديد من القرارات الدولية على حق العودة، بما في ذلك القرار رقم 194 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1948، وأصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة بناء على توصية الكونت برنادوت قرارها رقم 194 بشأن حق العودة وذلك في 11 ديسمبر 1948.
ونصت الفقرة رقم 11 من القرار الأممي على:
- تقرر الجمعية العامة للأمم المتحدة وجوب السماح بالعودة في أقرب وقت ممكن للاجئين الراغبين في العودة إلى ديارهم، والعيش بسلام مع جيرانهم.
- وجوب دفع تعويضات عن الممتلكات للأشخاص الذين قرروا عدم العودة، ولكل مصاب بضرر أو مفقود، من قبل السلطات المسؤولة.
تتوارث العائلات المفتاح من جيل إلى جيل، وتقوم بعض العائلات بدفن المفتاح بجوار منزلها على أمل إعادته وعودتهم، مما يجعل هذا المفتاح رمزا للهوية الفلسطينية.
وكان المفتاح ظاهرا بقوة خلال مسيرات العودة الكبرى التي نظمها عدد كبير من الفلسطينيين للعودة إلى القرى والمدن التي هُجروا منها، وفي كل مظاهرة سواء كانت كبيرة أو صغيرة يخرج المفتاح، وهو كشكل أكبر من المفتاح العادي بقليل، وبعضها أصابه الصدأ من كثرة مرور السنوات.
وتعد قضية حق العودة واحدة من القضايا الرئيسية في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ولا يزال الجدل مستمرا حول هذا الموضوع، ويعتقد الاحتلال أن العودة الكاملة لجميع اللاجئين الفلسطينيين ستؤدي إلى تهديد وجودها كدولة يهودية، في حين يعتبر الفلسطينيون حق العودة واحدا من حقوقهم الأساسية وركيزة للحل النهائي للصراع.
أين يقع أكبر مفاتيح العودة؟
أكبر مفاتيح العودة، يوجد في الدوحة، طوله يبلغ 7.8 أمتار، ووزنه 2.7 طن، وأما عرضه يبلغ 2.8 متر، استطاع أن يحطم الرقم القياسي العالمي لموسوعة جينيس لأكبر مفتاح في العالم، ومعروف باسم «مفتاح أرض كنعان»، وذلك لتجاوزه المفتاح الأكبر السابع في قبرص بعد أن ظل لمدة 10 سنوات من أكبر المفاتيح في العالم.
ويستمر مفتاح العودة الفلسطيني في رمزيته، ويذكر العالم بأن قضية اللاجئين الفلسطينيين لا تزال قضية لم يتم حلها، وتبقى هناك حاجة للعمل على تحقيق العدالة والسلام في المنطقة.