تربية القطط أم الكلاب.. إليك الاختلافات
تربية القطط أم الكلاب.. تعد القطط والكلاب من أقدم الحيوانات التي استأنسها الإنسان منذ آلاف السنين، وذلك في ظل سهولة قدرتهما على التعايش مع اختلاف البيئة من مكان لآخر، وكونهما حيوانات أليفة إلا أن السؤال يبقى دائمًا؛ أيهما الأفضل والأسهل من حيث عملية التربية، ولكي نعرف الإجابة، لا بد من إلقاء الضوء على أبرز اختلافات الشخصية بين القطط والكلاب.
درجة الاستقلالية
القطط حيوانات ذات شخصية استقلالية، فلن تمانع البقاء لساعات طويلة وحدها خلال اليوم، فيما تعد الكلاب من حيوانات القطيع، وهو ما قد يعرضها للشعور بقلق الانفصال في حال غياب صاحبها عن المنزل لفترة طويلة.
الناحية العاطفية
لا تشعر القطط بضرورة أن تحب صاحبها، فهي لن تحبه إلا إذا أرادت ذلك بكامل اختيارها، فيما تحب الكلاب صاحبها بمبدأ التبعية، حيث تزداد درجة التعلق كلما كانت تتلقى منه معاملة جيدة، وهو ما يفسر لماذا ستجد كلبك يركض نحوك بمجرد دخولك من الباب في الوقت الذي قد لا يبالي القط بالأمر على الإطلاق.
وتشير العديد من التجارب العلمية الأخيرة أن القطط ليس كائنات باردة أو معتلة اجتماعيًا كما يظن البعض، ولكنها تتعامل بمكر شديد مع وجود حالة من التناغم مع البشر المألوفين لديها سواء كان صاحبها أو بعض المقربين منه، فيما تبدو الكلاب أكثر وضوحًا في التعامل بشكل عام.
التعامل مع الغرباء
أجرى الباحثون في اليابان دراسة موسعة حول ذلك الأمر من خلال تجربة، انتهت إلى قيام القطط بتناول الطعام من الغرباء الذين رفضوا مساعدة صاحبها في فتح أحد الصناديق، في الوقت الذي فضلت الكلاب عدم تناول الطعام من شخص غريب رفض مساعدة صاحبها، وهو ما يجعل الكلاب أفضل من حيث عملية الحماية في حال تعرض صاحبها لأي خطر.
وأشار الباحثون اليابانيون إلى صعوبة اعتبار القطط كائنات أنانية بسبب نتيجة التجربة، وذلك بسبب عدم قدرة القطط على التقاط التفاعلات الاجتماعية بين البشر بالشكل المطلوب بنفس درجة الكلاب.
التعايش مع الأطفال
كشفت إحدى الدراسات المنشورة في مجلة «بلوس وان» العلمية الأمريكية وجود تأثيرًا إيجابيًا لتربية القطط والكلاب على زيادة مناعة الأطفال تجاه حساسية الغذاء، وذلك من خلال عينة شملت أكثر من 65 ألف رضيع وآبائهم.
وأوضحت الدراسة أن ملكية القطط تقلل مخاطر الحساسية من البيض والقمح وفول الصويا، فيما تقلل ملكية الكلاب خطر الإصابة بالحساسية من البيض والحليب والمكسرات.
ولم تستبعد الدراسة إمكانية تسبب وجود القطط والكلاب لحساسية صدرية أو حساسية الأنف أو حساسية الطعام إذا كانت هناك عوامل أخرى تحفز ظهور هذه الأمراض، مثل وجود تاريخ مرضي، سن الأم، التدخين، مكان الإقامة.
ويُنصح بضرورة تهيئة القطط أو الكلاب لقدوم مولود جديد في البيت من خلال تعريفهم بملابسه وألعابه وأدواته، وذلك بسبب شعورهم بالغيرة في بادئ الأمر لوجود منافس لديهم فيما يتعلق باهتمام ورعاية صاحبها.
مستوى النظافة
تعد النظافة أمرًا ضروريًا للقطط، حيث تحرص على تنظيف جلدها باستمرار على مدار اليوم بالإضافة لتفضيلها القيام بعملية الإخراج وسط التراب أو الرمال المخصصة لذلك الغرض، مع إخفائها من خلال القيام بعملية الردم بعد ذلك، وهو ما يختلف بشكل كبير عند الكلاب التي لا تهتم بنظافتها الشخصية بنفس درجة القطط، بالإضافة لوجود بعض الصعوبات في تدريبها على القيام بعملية الإخراج في المكان المخصص لذلك (صندوق الفضلات)، ولذا فلن يكون هناك مشكلة للكلاب مثلاً في المشي وسط الطين في حال امتلاكك حديقة بالمنزل، وبالتالي توقع صدور الروائح الكريهة منهم في بعض الأحيان.
وحب القطط للنظافة لا يعني أنها ليست بحاجة لمساعدتك في تنظفيها والاعتناء بها، مثل تحميمها عند الضرورة أو تنظيف أسنانها بالفرشاة أو تمشيط شعرها بشكل روتيني، فيما ستكون مضطرًا لتكرار ذلك الأمر مع الكلاب ولكن بمعدل أكبر نتيجة قلة اهتمامه بالنظافة.
الحماية من الحيوانات الدخيلة
تمتلك القطط قدرة مذهلة على حماية منازل أصحابها من القوارض والآفات الأخرى في ظل تمتعها بغريزة الصيد، والتي تتمتع بها الكلاب بدرجة أقل رغم قدرتها على الإمساك بالقوارض أيضًا.
المساحة
لا توجد أي مشكلة للقطط فيما يتعلق بالعيش في مساحات صغيرة أو الشقق، ولا تحب الكلاب المساحات الصغيرة بشكل عام، ولذا فمن المهم للغاية اصطحاب كلبك للتمشية بشكل منتظم لتفادي تعرضه لمشاكل سلوكية وصحية.
ويساعد صغر حجم القطط على تواجدها بارتياح في المساحات المحدودة، وذلك بعكس بعض فصائل الكلاب التي تتمتع بأحجام كبيرة، حيث تحرص الكلاب على التجول في الشقة بشكل أكبر.
درجة الهدوء
تصدر القطط العديد من الأصوات المختلفة إلا أنها تبقى أكثر هدوءًا من الكلاب في النهاية، وذلك بسبب قوة صوت النباح مقارنةً بالمواء، وهو الأمر الذي يؤخذ في الحسبان إذا كنت تعيش في مجمع سكني صغير، وتبحث عن تفادي إزعاج جيرانك.
التكلفة الاقتصادية
يعد طعام القطط وألعابها أرخص سعرًا من نظيراتها بالكلاب، وكذلك الحال فيما يتعلق بزيارات الطبيب البيطري في حال وجود مشكلة صحية.
النظام الغذائي
تعد القطط والكلاب من الحيوانات آكلة اللحوم إلا أن القطط ذات بصمة كربونية أصغر، لأن ما يتم صرفه من الطاقة لإنتاج غذاء الكلاب أعلى مما يتم صرفه على غذاء القطط.
شرب الماء
تشرب القطط الماء باستخدام لسانها بطريقة القمع، والتي تسمح لها بالشرب دون تناثر السوائل، وذلك بعكس الكلاب التي تحدث فوضى واضحة في ظل تخبط لسانها مثل الكرة في وعاء الماء.
متوسط العمر المتوقع
يبلغ متوسط عمر القطط من 12-18 سنة، فيما يبلغ متوسط عمر الكلاب من 10-13 سنة.
قدرة الكلاب والقطط على التعايش سويًا
ينبغي التأكد أولًا من وجود مساحة كافية بالمنزل لاستقبال القطة والكلب سويًا، حيث ستحتاج للفصل بينهما في الأيام الأولى في ظل حاجتهما لبضع أيام للتعرف على رائحة بعضهما، وهنا يأتي دور المربي في تعريفهما ببعض عن طريق مداعبة القطة ثم الكلب من أجل مزج الروائح، فيما يمكنك تبديل غرفهما للسبب ذاته.
ومن المهم ألا تجبرهما على التواصل لوقت طويل، فيبنغي التعامل مع الموضوع تدريجيًا على أن تقوم بالفصل بينهما عند مغادرة المنزل مع ضرورة مكافئة الكلب في حال سلوكه الجيد مع القطة، مما يساعده على ربط المشاعر الجيدة لاحقًا بقدومها.
ومن الضروري فصل طعام القطط عن الكلاب، لتفادي حدوث أي مواجهات عنيفة في ظل رغبة كلا منهما في تجربة طعام الآخر، وحماية أشيائه في الوقت ذاته.
وأشارت العديد من الدراسات إلى أنه من الأفضل تقديم الحيوانات إلى بعضها في عمر صغير، من أجل التكيف بسهولة مع فكرة التعايش مع الآخر.
والآن بعد أن تعرفنا على أهم سمات الاختلافات بين شخصية القطط والكلاب: أيهما تفضل في تواجده بمنزلك، وهل ستفكر في تربية الاثنين معًا؟