نفسانى

معلومات لا تعرفها من قبل عن هيغل مفسر الفلسفة

كتب- سمير أبو زيد:

جورج هيغل ، الرجل الذي فسر الفلسفات جمعاء وأعاد صياغتها. ولد الفيلسوف الشهير في مدينة شتوتغارت الألمانية سنة 1770، وهو مؤسس الفلسفة المثالية الحديثة، والأب الروحي للماركسية.

كان هيغل يؤمن بالجدلية أو الديالكتيكية، وهي ترى أن التطور يتأرجح بين اليمين واليسار بشكل عشوائي حتى يستقر في نقطة ثبات، تكون جامعة للفضائل بين الرأيين النقيضين.

لذا كان يرى هيجل أن الإنسان كي يصل للحكمة لابد عليه أن يتعلم من الأفكار التي لا يحبها، ومن الأشخاص الذين يخالفهم، عليه أن يضع نفسه مكانهم، ويناقش مع نفسه حججهم، ليصل للرأي الأكثر صحة. استقى هيجل تلك الطريقة من أفلاطون، الذي استقاها بدوره من سقراط. فلسفة هيجل، كما كان يقول عن نفسه، لا تستهدف الإتيان بجديد، وإنما تستهدف شرح الفلسفات القديمة، والجمع بين متناقضاتها للوصول لفلسفة أكثر شمولًا وحكمة.

لذلك نجد أن جزء كبير من فلسفة هيجل مأخوذة من أفلاطون. تأثر هيجل أيضًا بكانط وأرسطو و إسبينوزا وجان جاك روسو، كما أثرت فيه ثورة فرنسا؛ فقد كان هيجل يكن احترامًا كبيرًا لنابليون.

تأثير فلسفة هيغل

أثرت فلسفة هيغل في معظم الأفكار والمذاهب التي جاءت بعده، ومن أهم تلك المذاهب: الماركسية، حيث بدأ ماركس حياته الفلسفية تحت لواء فلسفة هيجل، ثم انشق عنها ليؤسس فلسفته الخاصة، معارضًا لجزء كبير من فلسفة هيجل، حيث كان يرى هيجل أن الوعي هو ما يبدع الواقع، وأن الواقع لا يعدو كونه الشكل الظاهري للفكرة.

أما ماركس فقد رأى أن المادة هي التي تنتج الوعي، لكن فلسفة ماركس المادية لا تستطيع تفسير الكثير من الظواهر الإنسانية، والتي لا يمكن أن تكون للمادة فيها أي دخل، مثل الأخلاق والتضحية.

كان يرى هيجل أن التطور لا يتحرك على خط مستقيم صاعدًا مع الزمن، إنما يصعد ويهبط بشكل مستمر، وأن كل حقبة تاريخية لها ما يميزها عن الحقب الأخرى، لهذا فهو يرى أنه لكي نصل لأعلى درجات التطور، لابد أن ننقب عن تلك المميزات، لنفهمها ونطبقها في حاضرنا.

كان هيجل يعارض الفن لمجرد الفن، وكان يرى أن الفن لابد أن يكون له غرض، وإلا يصبح بلا أهمية؛ فقد عرف الفن بأنه عمل شيء مفيد بطريقة جميلة، تنشط الخيال وتسمو به.

توفي هيجل بوباء الكوليرا سنة 1831، وترك عددًا كبيرًا من المؤلفات التي آثرت الفكر الحديث.

اقرأ أيضًا:

عن فلسفة النبوت

سمير أبوزيد

باحث ومهندس في مجال النانو تكنولوجي بمدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا، وله عدة أبحاث علمية منشورة. ألف ثلاثة روايات " صندوق أرخيف" و " الرفاعي الأخير" و " عز الدين"، كما كتب للعديد من المجلات وله ما يزيد عن الثلاثمائة مقال.
زر الذهاب إلى الأعلى