لكُل دولة في العالم رصيدها من الأساطير والوحوش الغريبة، يعني في مصر مثلًا عندنا النداهة والسلعوة، في أمريكا عندهم مصاصين الدماء والوينديجو، في اسكتلندا عندهم وحش بحيرة لوخ نس، وفي إنجلترا.. عندهم هُمَّا كمان وحوش وأساطير كتير، زي الأسطورة اللي هنتكلَّم عنها النهاردة.. أسطورة وحش بودمين مور !
بلاغات كتير عن مُشاهدات حصلِت على مر السنين، الناس بيقولوا إنهم بيشوفوا حاجة زي ما تكون قُطة سوداء كبيرة بتمشي وسط الغابات، بتدوَّر على ضحايا، صوته مُرعِب، زي ما يكون صوت صرخة بشرية مليانة خوف ورُعب، صوت الهمس والزئير بتاعه كانوا قادرين ينشِّفوا الدم في عروق كُل اللي سمعوه.
في الفترة اللي ما بين سنة ١٩٨٣ لسنة ١٩٩٦ ظهر أكتر من ٦٠ حالة مُشاهدة لقُطة سوداء كبيرة في منطقة بودمين والمناطِق المجاورة ليها، وبدأت تظهَر جُثث حيوانات متقطَّعة بوحشية مش طبيعية، أحشائها طالعة برا، رؤوسها مقطوعة، الدم كان بيبقى مغرَّق المكان كُله، كتير من مواشي السُكّان المحليين كانت بتختفي أو بيلاقوها مقتولة بوحشية، ساعتها قرَّروا يشكِّلوا فريق للبحث عن الجاني.
المُشتبه به الوحيد في الجرايم البشعة دي كان وحش بودمين مور الشهير بـ «بود»، الحاجة الوحيدة اللي يعرفوها عنه هو إنه شبه القُطة السوداء الكبيرة، كتير قالوا إنه مُمكِن يكون دُب، لكن ظهرت صور كتير (غير واضحة) كدليل على وجود الوحش، والحقيقة إنه في الصور كان شبه القُطط فعلًا، لكن حجمه كان مُستحيل يكون حجم قُط!
ومن هنا بدأت الأسطورة تزيد وتنتشِر، وتحوَّل وحش بودمين مور من أسطورة محلية، لوحش خارِق للطبيعة على المستوى العالمي، إتكتَب عنه مئات المقالات، وإتكلّمت عنه عشرات الكُتب، وكُل دا ساعِد في زيادة شُهرته.
سنة 1995.. ظهر تقرير حكومي رسمي بيقول للناس بكُل صراحة ووضوح إن مفيش حاجة اسمها وحش مُفترس خارِق للطبيعة على شكل قُط أسود كبير عايش في المنطقة، لكن كعادة الشعوب في كُل مكان في العالم.. الشعب رفض يصدَّق كلام الحكومة، ورفضوا يصدَّقوا التقرير الحكومي، وقالوا إنهم مُتأكِّدين من اللي شافوه.
في نفس السنة.. اكتشفوا جُثة قالوا وقتها إنها جت في الوقت المُناسِب عشان تحسم الجدل، الجُثة دي كانِت جُثة نمر شاب، وقالوا إنه المسؤول عن الجرايم الوحشية دي، على الرغم من إن مفيش دليل على الكلام دا من الأساس.
سنة 1997.. مسؤولين من حديقة الحيوان المحليَّة بدأوا تحقيق رسمي في وجود آثار أقدام غريبة كبيرة في المنطقة، وقالوا إنها مُمكِن تكون آثار أقدام نمر، بس الحقيقة.. هو مكانش نمر، كان وحش مُفترِس أكتر من النمر، كتير كانوا مُصمّمين إنه وحش بودمين، وكتير رفضوا الادعاء دا وقالوا إنه مش حقيقي.
لكن المسؤولين قرَّروا يحطوا حد للمسألة دي.. وقالوا إن وحش بودمين كان هو النمر اللي لقوه من كام سنة وإن خلاص مفيش حاجة اسمها وحش أسطوري.
وفضل الوضع مُستمِر على ما هو لحَد سنة 2012..
السنة اللي كان فيها واحِد من السُكّان المحليين كان ماشي هو ومراته في منطقة ريفية قُريّبة من بودمين، فجأة.. لقوا كمية مهولة من الطيور الميتة، الزوج بدأ يدوَّر في المنطقة ويمشي ورا جُثث الطيور دي لحَد ما لقى كومة كبيرة من الفرو الأسود المُتحلِّل والعظام، بقايا حاجة زي ما تكون قُط أسود كبير! بقايا وحش بودمين!
على ما يبدو إن دا المكان اللي القُط كان بيصطاد فيه الطيور عشان ياكلها، وبدون ما ياخُد باله وقع من فوق الجبل ومات، وجُثته فضلت هنا وإتحلِّلت لحَد ما الزوج دا لقاها.
لكن هل دي كانِت جُثة وحش بودمين مور الحقيقي؟ هل فيه وجود أصلًا لوحش بودمين مور؟ ولا كُل دا كلام فاضي ومفيش حاجة زي كدا أبدًا؟
أعتقِد إن دا هيفضل لغز مالوش تفسير لفترة من الزمن!
اقرأ أيضاً
تحفاااااا
💜😍
😍