
سفينة الموت المتجمد
سفينة الموت المتجمد ، في القرن التاسع عشر، إكتشف الكابتن برايتون، قائد سفينة صيد الحيتان “hope” سفينة غريبة في المحيط الغربي بين أستراليا و قارة أنتاركتيكا، أمام الكابتن برايتون و رفاقه خرجت السفينة الرهيبة من بين إحدى الفجوات الضخمة في الجبال الجليدية.
كانت السفينة شبه محطمة، تجمد بدنها بفعل الجليد، تمزقت كل أشرعتها، وتحطمت سواريها، ومع ذلك كانت لا تزال تطفوا فوق سطح الماء، ولصدمة الكابتن برايتون و رفاقه، كان طاقم السفينة المتجمدة لا يزال فوقها، كانوا يقفوا في ثبات الأصنام، فقد تجمدت أجسادهم بالكامل لتصنع منهم تماثيل باردة مرعبة.
كل ذلك حدث حينما بدأت سفينة الكابتن برايتون في مطاردة الحوت المستهدف للصيد، ولكن إستطاع الحوت أن يجذب الكابتن برايتون خلفه إلى أن إختفي خلف جبل جليدي عائم، ومن هنا تصدع الجبل، وسيطر الخوف على الجميع، وصرخ رفاق الكابتن بخوف
“سفينة الهولندي الطائر !”
كما تقول القصص المرعبة، ولكن الكابتن أدرك أن السفينة التي خرجت من الجبل ليست سوى سفينة محطمة متجمدة لذا سرعان ما قرر التأكد مما حدث لها وصعد إلى سطحها.
بطبيعة الحالت توجه القبطان إلى غرفة قائد السفينة، وفيها وجده هناك يجلس على كرسيه و خلف مكتبه، يمسك بقلمه و كأنه كان على وشك كتابة شيء ما في مذكرات السفينة التي كانت أمامه على المكتب، الشيء الوحيد الغريب في ذلك المشهد، أن قائد السفينة كان مجمدا بالكامل، مجرد صنم ميت، لذا قرر الكابتن برايتون أن ينظر في المذكرات وهنا لاحظ أن أخر جملة كتبها قائد السفينة كانت
“اليوم هو اليوم ال71 بدون طعام، وأنا آخر من بقي حيا” وكانت بتاريخ الرابع من مايو عام 1823.
كان إسم السفينة المتجمدة جيني، سفينة تجارية إنجليزية آخر مرسى لها كان في بيرو، وعلى حسب معلومات الكابتن برايتون، فقد كانت السفينة ذات شهرة ممتازة في إختراق جبال الجليد و تجاوز صعوبات المحيط لمدة ثلاثة وسبعين عاما مما يجعل تجمدها في هذه الجبل و في غياهب الامكان لغزا من ألغاز البحار.
إستمر الكابتن برايتون في إستكشاف السفينة، وحينها عثر على إمرأة و كلب متجمدين بالكامل في غرفة مجاورة لغرفة القائد، لذا بالتأكيد كانت المرأة زوجته.
قام الكابتن برايتون و طاقمه بدفن الجميع دفنا لائقا أسفل سطح المحيط، وحين عاد إلى إنجلترا قام بإبلاغ السلطات عما وجده وعما حدث للسفينة جيني، ولكن لا يستطع أحد حتى الأن معرفة ما حدث حقا للسفينة.
البعض يقول بأنها ربما قد حاولت إختراق الجبل الجليدي ولكنها فشلت في ذلك مما أسرها داخله، و حين لم يستطع الطاقم و الذي كان مكونا من تسعة أفراد فقط تحريرها إستسلموا لمصيرهم المأساوي و المرعب و تجمدوا حتى الموت، او ماتوا جوعا واحدا تلو الأخر.
أيا كان ما حدث للسفينة، فهي حتى الأن إحدى أشهر مآسي المحيط.
اقرأ أيضاً: