قصص الرعب

ملائكة مستشفى لاينز

 

يقال أن بداخل كل منا وحش، ونحن فقط من نمتلك القدرة على تحريره أو تقييده، لذا يحاول الوحش تجميل أفعال الشر داخل عيوننا، ويحاول خداعنا عن طريق وضع أقنعة الرحمة أمامها، وإذا خضعنا لإغرائه حينها نأخذ أولى خطواتنا في طريق الظلام.
في عام 1983، كانت مستشفى لاينز العامة في فيينا وجهة لكل مريض ميئوس منه، لكل عجوز استسلم لكبر السن، لكل شخص أصبح قريبًا من الموت، كان المشفى حينها مجرد طريق في إتجاه واحد، لا أحد يخرج منها ويعود لحياته، بل الكل يدخلها ومنها إلى القبر.

حينها كانت هناك ممرضة شابة، ذات نوايا طيبة، وطبع حسن، كان اسمها والترود واجنر، ورغم جمال والترود الملحوظ وطبيعتها الرقيقة، إلا أن المعاناة التي كانت تشهدها بشكل يومي حطمت مشاعرها الإنسانية، وصنعت لنفسها قناعًا جذابًا يخفي وجه حقيقة القتل، واستدعت صديقاتها الثلاث من ممرضات المشفى، وأخذت معهن عهدًا على إنهاء حياة المرضى، وقتلهم بأنفسهم، وهكذا يرتكبون أجمل معاني الرحمة، ويمارسون أبشع جرائم القتل بدعوى الإنسانية.

أطلقت المجموعة على نفسها اسم ملائكة الرحمة، وكانت جريمتهم الأولى بيد والترود ذات الثلاثة عشر ربيعًا، حيث انتزعت حياة مريض عن طريق حقنه بجرعة زائدة من المورفين، وهكذا تبعتها باقي المجموعة.
لكن القتل بالمورفين طريقة مثالية بشكل زائد عن اللزوم، لا تمنح المتعة للقاتل، ولا تكفي لإشباع رغبتهم الدموية، وهكذا سرعان ما بدأت الملائكة الأربعة بإختراع طرق جديدة للقتل، إحداهن قتلت مريضًا عن طريق خنقه بوسادته، أخرى قتلت مريضًا آخر عن طريق إغراقه بالماء، ومع مرور الوقت إزدادت طرق القتل عنفًا، ولم تعد دوافعهم من أجل الرحمة، بل لأجل متعة القتل نفسها، حيث أصبحوا يقتلون أي مريض، وأي شخص قد يسبب لهم الإزعاج.

ومع ذلك حافظت المجموعة على مسمى الملائكة، بل وقد اخترعن لأنفسهن أسماءً وألقابًا، وقررن أن يضعن بجوار كل ضحية ورقة تمثل تذكرة منهن لله نفسه حيث يرسلون له المرضى والمعذبين.

بعد ست سنين كاملة من الجرائم المستمرة، يشاء القدر أن يتدخل ويضع حدًا لملائكة الرحمة المزعومين، وفي إحدى ليالي العربدة، كانت المجموعة تسهر في إحدى الحانات، وكن هناك الأربعة، يتسامرن ويضحكن ويتحدثن حول قتلهم لضحيتهم الأخيرة تحت تأثير الكحول.
وحين لاحظ مالك الحانة مجرى الحديث قرر إبلاغ السلطات، ومن هنا انكشف كل شيء، وخرجت الدلائل كبركان كان ينتظر الثوران، وبسبب تدخل جماعات دينية وحقوقية، لم يتم الحكم عليهن بأقصى العقوبات مقابل إعترافهن بقتل 49 مريضًا فقط!

في النهاية تم إيداعهن السجن إلى أن خرجن منه في عام 2008، ليعدن مجددًا للحياة العامة، ويتركن وحوشهن بين مجتمع البشر، لذا تذكر إن مرضت يومًا تأكد ألا يقترب منك أي ملاك إنساني، سواء ملاك موت أو ملاك رحمة.

 

كتاب الشيطان بقلم: محمد جمال

منزل بوليسكن الملعون : بقلم محمد جمال

زر الذهاب إلى الأعلى