التوعية بالصحة النفسية
عندما تصاب بألم فى المعدة أو العظام، لابد أن تعرف جيدًا أنك بحاجة إلى الذهاب للطبيب المتخصص، الطفل الصغير يعى جيدًا أنه إذا أصيب بجرح فى إصبعه عليه أن يعالجه بضمادة، لكن حينما تصاب بالضيق المستمر أو تفقد شهيتك للطعام أو تعجز عن القيام بمهامك اليومية أو تنعزل بعيدًا عن الناس وتصاب بنوبات من البكاء أو تراوضك أفكار انتحارية عادة لا تفكر بالذهاب للطبيب..
فعادة يكون من الصعب عليك إدراك ماذا يحدث لك أو ماذا تحتاج، وتذهب لمحيطك العائلى أو أصدقائك فقط لتسمع بعض العبارات من أمثلة تقرب إلى ربك أو قابل أصدقاءك أو شاهد فيلم كوميدي، وأشياء من هذا القبيل.
نفتقد فى بلادنا ثقافة الصحة النفسية، الكثير لا يدرك ما هو المرض النفسي، وماهية أعراضه، وأهمية التبكير فى العلاج قبل تدهور الحالة، أمراض كثيرة شائعة كالاكتئاب المرضي واضطراب القلق والوسواس القهري والفصام وغيرهم.. أمراض يوجد لها علاج وسهل التعامل معها فقط إذا كان لدى المريض والمحيطين به الوعي الكافى لإدراك ذلك قبل فوات الأوان.
في العصر الحالي يفقد الكثير أرواحهم لتمكن المرض منهم، وعدم وجود الدعم الكافي سواء الأسري أو المجتمعي للمريض، طبقًا لتقرير منظمة الصحة العالمية شهدت مصر فى عام 2016 حالات انتحار قدرت بنحو ثلاثة آلاف وسبعمائة وتسعة وتسعون شخصًا.. هؤلاء الأشخاص بغض النظر عن الأسباب التى دفعتهم لقتل أنفسهم إلا أن المحصلة واحدة، هؤلاء لم يجدو من يساعدهم وأصبح الموت هو خيارهم الوحيد!
لقد حان الوقت لنشر الوعي بالصحة النفسية بين الناس بشتى الطرق، لكل عضو فى المجتمع دورًا يلعبه فى هذا الشأن، المدارس الجامعات دور العبادة الأطباء بنشرهم الوعي عبر البرامج التليفزيونية والإذاعية وعبر شبكات التواصل الاجتماعي وإنشاء الجمعيات الخيرية والاجتماعية، حملات فى كل مكان لتوعية الجميع بالمرض النفسي وأعراضه وكيفية طلب المساعدة، وكيفية تقديم الدعم النفسي للمريض وتغير نظرة المجتمع للمريض على أنه عار أو فضيحة يجب أن لا يعلم عنها أحد، لا أحد محصن ضد المرض، إن كنت فى كامل عافيتك اليوم لا تأمن ما قد يصيبك غدًا.
نشر الوعي الصحي ينقذ آلاف من الأرواح البريئة ويعيد التوازن للمجتمع.
شاهد أيضا:
9 أطعمة صحية لتعديل الحالة المزاجية
تشخيص عدوى كورونا في أقل من ساعة باستخدام طريقة كريسبر CRISPR