مراجعة فيلم الانس والنمس
تحميل ومشاهدة فيلم الانس والنمس “معضلة أن تكون هنيدي”
طيلة تاريخ محمد هنيدي وهو يرفع توقعات المشاهدين تجاه أعماله القادمة، منذ لحظاته الاولى على المسرح، وتألقه في “حزمني يا” حين أخذ دوره في التنامي مع كل مواسم المسرحية حتى أصبح من أهم أبطالها إن لم يكن أهمهم على الإطلاق.
وككل حدثٍ في الحياة يأخذ منحنى صعوده طريقًا مهما طال فإنه سينتهي، ويبدأ المستوى في التراجع، ولكن في حالة هنيدي لم يرضَ الجمهور بهذا التراجع، لم تُقابَل أعمال مثل “يوم مالوش لازمة” و”عنتر ابن ابن ابن شداد” بابتسامة كانت متوقعة لو أن بطلها هو نجم آخر غير هنيدي.. ولكن أن تكون محمد هنيدي يعني ألا تنزل عن مستواك المعهود، وأن كل عمل متوسط هو إخفاق، حتى وإن كان عملًا جيدًا.
ولكن هذه المرة يعود هنيدي لشريف عرفة، المنقذ الذي أنقذ مسيرة عادل إمام نفسه في خماسية وحيد حامد، وأنقذ محمد سعد في الكنز، ونجح مع هنيدي نجاحًا لا نزال نسمع دويه بإيفيهات “فول الصين العظيم”.. بفيلم قصته بسيطة ومألوفة للجميع، فهي تتناول حياة “تحسين” الذي يعمل مديرًا لبيت الرعب في الملاهي، ويعيش حياة بسيطة ومستقرة حتى يمر بحادث غريب يجلعه يلتقي بفتاة تدعى “نارمين” والتي يفاجأ أنها تنتمي لعشيرة من الجن تدعى “عائلة النمس” وأنهم يريدون منه الحياة وسطهم ومحاولة الاندماج معهم.
الفيلم ينتمي لنوعية “الفانتازيا” ويركز في كوميديته على كوميديا الموقف كعادة هنيدي، وليست الكوميديا اللفظية التي لا أفضلها بالطبع، وهي نوعية أفلام مخاطرة جدًا، فالجمهور متطرف في الحكم عليها إما بالإعجاب الشديد أو النقد اللاذع.. وعلى مستوى الحبكة فالفكرة والتسلسل كانا جيدين، وإن لم يعجبني انخفاض مستوى الكوميديا بعد الفصل الاول والتعرف على الشخصيات، وهي آفة الكثير من أعمالنا، فلا نستثمر الفرضية أفضل استثمار؛ فإما يتم معالجتها بطرق كثيرة تشتت المشاهد مثل “مش أنا” أو يتم استثمارها بشكل سطحي بحجة أن هذا فيلم كوميدي مثل “الإنس والنمس”.
ولكن بالطبع مقارنةً مع أعمال هنيدي مؤخرًا، فالفيلم على درحة عالية من الجودة فيما يخص الكوميديا، كوميديا ممزوجة بشيء من التشويق والغموض، فقواعد العالم الذي نشاهده لم تكتمل، هناك أمرًا مخفيًا، وهو ما كان جديدًا بالفعل في هذه النوعية التي تعالجها السينما المصرية بشيء من السطحية في الحبكة والتواءاتها المختلفة.
مشاهد الخدع السينمائية لم تكن مرضية بشكل كبير، خاصةً حين تقارنها بما تم تقديمه في آخر ثلاث سنوات في السينما المصرية، تشعر أن هناك ما هو أفضل بخصوص الجرافيكس، وتقنيات صارت تُنفذ بالفعل بتكاليف يمكن للإنتاج المصري تحملها، وليست حكرًا على السينما العالمية.
على مستوى التمثيل فقد كانت الاختيارات جميعًا موفقة، بدءًا من هنيدي الذي بدأ يسترد “فورمته” ولا أعلم إن كان للسوشيال ميديا دورٌ في لياقته الفنية وإدرك هنيدي مدى حب الناس له وتعلقهم بإيفيهاته أكثر من أي وقت آخر، مرورًا بمنة شلبي وعمرو عبدالجليل، وقد أدى كلا منهما ما هو متوقع منه دون زيادة أو نقصان.. بيومي فؤاد كان جيدًا وإن لم يكن ظهوره مكثفًا، لا أعرف إن كان هذا حجم الدور أم أنها يد المونتاج التي تمنيت أن تكون خفيفة على بيومي وثقيلة على “صابرين” التي أظنها الاختيار الوحيد في غير محله، فصابرين مميزة في الدراما، مميزة بحق، ولكن على مستوى الكوميديا ليست فنانتي المفضلة.
أما عن شريف الدسوقي فكان ممتازًا في عملٍ قد يكون من أواخر الأعمال التي صورها بقدميه، لا نعلم بعد إن كان سيستمر في التمثيل بعد البتر أم لا، ولكن هذه موهبة يمكن توظفيها بأي طريقة، ويصعب عليَّ فقدان طلته وحضوره حتى وإن ظهر جالسًا أو نائمًا أو حتى ظهر بصوته!
لا أنكر إعجابي بالموسيقى (عرفت أنه مودي الإمام دون أن أرى التترات) والديكورات والملابس والمكياج، جميع عناصر الصورة (فيما عدا مشاهد الخدع) كانت ممتازة.. ولكن المونتاج لم يكن موفقًا بالمرة، وإن كنت أظنه قرارًا إخراجيًا لتقليل مدة العرض لكنه أثر على الحبكة ولاحظ الجمهور في قاعة السينما وجود قفزات واضحة في الحبكة.
صحيح أن الفيلم ليس المنتظر من هنيدي، وإن كنت أظنه أفضل من فيلمه القادم الذي تأخر عرضه “كينج سايز”، ولكن “الإنس والنمس” يمكن اعتباره أساسًا لمرحلة جديدة في نجاح هنيدي يمكن البناء عليها دون الاكتفاء بها بالطبع، ويحسب لهنيدي العودة من خلال تيمة يخشى الجميع الاقتراب منها، وهذه عادته.
مشاهدة فيلم الانس والنمس HD
يمكنكم مشاهدة الفيلم اون لاين على موقع ايجي بست بدون اعلانات وبسرعة عالية من خلال الضغط هناااا
كما يمكنكم تحميله أيضًا من خلال الروابط الموجودة أسفل الضفحة نفسها.
اقرأ أيضًا:
لغز مصحة ويفرلي هيلز فيلم يهز السينما لا تفوتها
