الدولة برجالها والأمة بآحادها. على هذا المحور يدور القسم الأكبر من مباحث الجمهورية،والتاريخ كله أدلة قاطعة تُثبت هذه النظرية؛ فقد أنشأ الإسكندر المكدوني الدولةَ اليونانية،وشارلمان بابين الدولةَ الفرنسية، وبطرس الكبير الدولةَ الروسية، وغاريبلدي ورفقاؤه الدولةَ الإيطالية، وقِسْ على ذلك مئات الشواهد في كل العصور.
تحيا الأمة أو تموت، وتعلو أو تسفُل، وتسعد أو تشقى؛ بقياس ما فيها من الآحاد “النوابغ” وبقياس معاملتها أولئك الآحادَ، فأمةٌ أو دولةٌ تُقَدِّر آحادها أقدارهم وتُطلق أيديهم في إبراز ما أوتوا من علم أو فن أو إبداع، وتُمهِّد لهم الوسائل للفوز والفلاح؛ هي أمةٌ أو دولة سعيدة خالدة، أما الدولة التي تغُلُّ أيدي نوابغها وتُقِيم العقبات في سبيلهم، فهي دولة مُعتسفة تاعسة.
فتربيةُ الرجال ومكانتهم ورعايتهم وما لهم من النفوذ في الدولة، يشغل القسم
الخيالي في جمهورية أفلاطون، وقد رُمِز بذلك إلى الرجل الفذ الأريحي، الحكيم الشجاع وهو ركن الدولة المثلى
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.