لَمْ تَعرِفِ البَشَريةُ دَمارًا وخَرابًا كالذي خلَّفَتْه الحَربُ العالَميةُ الثانية (١٩٣٩–١٩٤٥م)؛ فقَدْ بلغ عدد ضحاياها ملايين بين صفوف العسكريين والمدنيين، ودُمِّرتْ دُوَل، وتَدهوَرَ الاقْتِصاد، وتغيَّرَتِ البِنْيةُ الاجتماعِيةُ للعالَم، وانهارَ التوازُنُ السياسيُّ الدَّوْليُّ الذي كانَ سائِدًا مُنذُ عامِ ١٨١٥م.
ولكنْ مَن كانَ المَسْئولَ عَن كلِّ ذَلِك؟ الحقيقةُ أنَّ العالَمَ كلَّه كانَ يَسيرُ نحوَ الحَرْب.
إنَّ دِراسةَ صُعودِ «ألمانيا النازِيةِ» وهُبوطِها أَمرٌ يَحتاجُ إلى الدِّقةِ والتَّحلِّي بالصَّبْر، وقَدْ كانَ المؤلِّفُ مِثالًا لذلك؛ فظَلَّ يَتنقَّلُ بَينَ دُولِ أوروبا ليَرصُدَ التغيُّراتِ على المَسْرحِ السِّياسِي؛ ومِن هُنا يَستمِدُّ هَذَا الكِتابُ قِيمتَه المَعرِفية.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.