قد قضيتُ عمري في بقعة مضطربة من هذا الكوكب، هي مصر.
وعشت هذا العمر وأنا أرى انتقالها من الشرق إلى الغرب؛ وعاينت مخاضها وهي تلِد هذا المجتمع الجديد الذي لا يزال طفلًا يحبو، كما عاينت كفاحها للإنجليز المستعمِرين وللرجعيين المصريين. وكل هذا يستحق أن يُروى وأن يقف عليه الجيل الجديد.
وأنا إذن في هذه السيرة لست مؤرِّخًا لنفسي فقط؛ إذ إني حين أترجم بحياتي وأصف
للقارئ كيف تكوَّنت شخصيتي وكيف ربيت نفسي إنما أروي تاريخ العصر الذي عشت فيه وتاريخ الجيل الذي كنت أحد أفراده.
سأروي تاريخ مصر و أشير إلى الأعلام البارزة فيه مدة حياتي،
أترجم بالسيرة قصدًا أولًا،وأدون التاريخ عرضًا ثانيًا.
سلامة موسي
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.