قصص رعب حقيقية “كارلا”
قصص رعب حقيقية
كل طفل في سن معين بيبدأ يبقى عنده صديق خيالي، بيقولوا أنه بيبقى لسه أصغر من أنه يتواصل مع غيره ويكون صداقات بشكل أوسع فبيضطر لتكوين صديق خيالي يكلمه، يلعب معاه أحياناً ويمكن كمان يختارله اسم على ذوقه، الموضوع بيبقى عادي عند معظم الأهالي وبيشوفوا أن ده أمر طبيعي، وفي نفس الوقت فيه بعض الأهالي بيشوفوا أنه بداية لمرحلة خطيرة ولازم يتدخلوا في حياة ابنهم..
لحسن الحظ أهلي كانوا من النوع الأول اللي شايفين إن ده أمر عادي، صحيح استغربوا شوية لأن صديقي الخيالي كان مختلف عن باقي الأطفال، في العادة بتلاقي الصديق الخيالي ممكن يكون عروسة أو لعبة بسيطة الطفل بيحبها زيادة، ممكن يكون وسادة أو رسمة راسمها على الحيطة لشكل إنسان.
لكن أنا صديقتي الخيالية كانت إيدي الشمال .. صديقتي المخلصة كارلا ، كانت أقرب حد ليا لما قررت إنها تكون صديقتي المفضلة، ويمكن أنا عشان إنسان مش اجتماعي بطبعي ففضلت معايا لحد دلوقتي وأنا سني ٢٥ سنة، ده كان شيء غريب لو حد عرفه، مش بعيد يقول عليا مجنون ويتجنبني!
أنا مكنتش أقدر أستغنى عن كارلا .. الحقيقة مقدرش أبداً أنكر دورها في حياتي ومقدرش بردو أنكر كم المصايب والمشاكل اللي كانت بتساعدني فيها وبتديني أفكارها .. يمكن أول موقف حقيقي كان موضوع (أماندا) جارتي اللي كانت متعودة تلعب معايا وإحنا صغيرين، سنها كان ٨ سنين وقتها وأنا كنت ١٠ سنين .. كنت متعود ألعب بكورة البيسبول بتاعتي في الجنينة، هي كانت بتحب تلعب معايا أوي بالرغم من أنها عمرها ما عرفت تلعب بيسبول أصلاً!
كانت بتلعب معايا لما صدمتها بالكورة في سنانها من غير ما أقصد .. فضلت تصرخ بصوت عالي جداً، وقتها كنت لوحدي في البيت ووالدي لو كان رجع وشاف الحادثة دي مش بعيد كان يقتلني، بس (كارلا) وقتها ادتني الحل بجملة في ودني، بدون تفكير ضربت (أماندا) بمضرب البيسبول على رأسها لحد ما فقدت الوعي وبدأت أجرها لحد البيت جوا وحطتها تحت سريري.
لكن للأسف (أماندا) كانت مزعجة جداً .. فضلت تتوجع وصوت أنينها كان عالي شوية ووالدي كان وصل البيت وكنت مرعوب يسمع صوتها، لكن بردو وقتها كارلا أنقذتني لما ادتني الفكرة .. مسكت قلمي الرصاص وغرسته في صدر (أماندا) ٣ مرات لحد ما سكتت تماماً، وأكيد بردو فكرة إني أسحب جثة (أماندا ) بعد ٣ أيام لما بدأت ريحتها الغريبة تظهر وأرميها في المصرف الغربي كانت بمساعدة كارلا.
التواصل بينا كان عظيم وسهل .. في لحظة بسمع صوت في ودني بيديني الأمر اللي لازم أعمله والتصرف اللي بعده اللي بردو لازم أعمله عشان أعرف أنهي الموضوع بشكل صح، لكن بعد كدة التواصل بقى مختلف، مبقاش مجرد صوت الأمر بس لا .. بقى حركة لا إرادية بتخرج من سبابة إيدي الشمال تشاور على الشخص اللي مينفعش يكون موجود في حياتي أو إن وش الدنيا ميسعناش إحنا الاتنين. أول مرة عرفت فيها معنى الحركة دي كانت كل مرة بشوف فيها (تود) زميلي في الصف الثانوي، أكتر شخص كنت بكرهه وبردو كان أكتر شخص بيكرهني، كنت بشوف ده في عينيه قبل أفعاله .. زي تريقته عليا، سرقة متعلقاتي من خزانتي الخاصة وما شابه …
يمكن بعد فهمي أمر كارلا مفكرتش مرتين قبل ما أخبط (تود) على رأسه في طريق المزرعة المهجور وأرميه من فوق السهل وأسمع صوت عضمه وهو بيتكسر وجمجمته وهي بتتهشم، سعادتي كانت لا توصف، حقيقي أنا بحب كارلا ومش ممكن أبداً أرفضلها أمر لأن ببساطة كل أوامرها بتبقى في مصلحتي.
نفذت كل اللي أمرتني بيه من غير تفكير، يمكن مشكلتها الوحيدة هي عشوائية التنفيذ، مكنتش بتديني أي أفكار للتنفيذ، مجرد إني أبدأ أنفذ وبشكل عشوائي ببدأ أشوف هعمل ده إزاي .. ويمكن أكتر موقف مثل مشكلة ساعة ما اقتحمت بيت (لوتشيا) حبيبتي السابقة، ووقتها معرفتش ممكن أقتلها إزاي؟! مكنش قدامي غير سلك التليفون أخنقها بيه واللي كان على وشك يعمل مشكلة بعد ما أصدرت صوت كان ممكن يكشفني لجيرانها، لكن كله كان بيعدي.
أنا كنت مستمتع جداً ومش بتردد للحظة في تنفيذ الأمر .. لكن في موقف من شهرين غصب عني فكرت واترددت كتير .. كنت مرعوب ساعة ما كارلا رفعت السبابة ناحية (رامون) خطيب أختي .. قبل فرحهم بأسبوعين، حاولت كتير أفهم وحاولت أكتر أقنع نفسي أنه مش حقيقي أو أنها غلطة .. لكن محصلش كارلا كانت مصممة وكالعادة مكنش عندي خيار غير تنفيذ الأمر، كارلا أكيد شايفة اللي أنا مش شايفه، أكيد كالعادة عندها حق.
الأمر كان أصعب شوية كنت عايز أعمله بشكل ميكنش موجع أو يعذب (رامون) وبردو علشان ميكنش الأمر صعب على أختي.. قررت إني بعد ما اقتحمت بيته إني لازم أفتح مصدر الغاز الطبيعي في البيت وأقفل كل مصادر الهوا .. وفعلاً في اليوم التالي سمعت صراخ أختي أول ما صحيت، كنت فاكر أنها هتكون أحسن لأن أكيد ده في مصلحتها، (كارلا) مبتقررش غلط وطول عمرها عايزة مصلحتي أنا وأهلي.. الوضع في البيت بقى صعب جداً بعد وفاة (رامون).
العزلة مش شيء جديد عليا ولا صعب حتى لو استمرت شهور، أنا بكتب الرسالة دي دلوقتي وبحكي فيها كل ده عشان كل اللي حوليا يعرفوا الحقيقة من بعدي ويقدروها، أنا بقالي يومين مبتحركش من مكاني من قدام المراية وسبابة إيدي الشمال مشاورة على صورتي المنعكسة فيها .. ده أمر جديد من كارلا ومن المؤكد إنه الأخير .. كارلا أكيد شايفة اللي أنا مش شايفه، أكيد شايفه أن وجودي خطر ومش في مصلحة اللي حوليا عشان كدة أنا لازم أنفذ الأمر .. عشان كارلا دايماً قراراتها صح.
اقرأ أيضًا:
حلاق شبح حقيقي ؟ إسم كوميدي لكنه مرعب جدا