أسباب الانحراف الاجتماعي – مفهوم الانحراف وعلاجه
ما هي أسباب الانحراف الاجتماعي الذي تعاني منه المجتمعات باختلاف أنواعها، و الذي يجب علينا التصدي لذلك الخطر العظيم على سلوك وسمات المجتمعات، والذي يستطيع في غمضة عين تحويلها من مجتمع واعي ومثقف إلى مجتمع مظلم ومهدد بالزوال.
مفهوم الانحراف الاجتماعي
الانحراف اللغوي هو الحياد عن الطريق المستقيم، وهو نفسيًا فعل كل ما هو مخالف للتقاليد والعادات والعرف والشرع والقيم، من فعل أو قول أو سلوك أو تصرف أو مشاعر، أي إذا كان سلوك يرفضه المجتمع الإسلامي يعد انحراف اجتماعي.
إذا كان تصريح بمجرد الموافقة على تصرف شاذ يفعله الآخرون فيعد انحراف اجتماعي، إذا كان هناك سلوكيات تنافي التقاليد التي نشأ عليها المجتمع فهو انحراف.
وتم جمعه بكلمة اجتماعي نتيجة تأثر المجتمع بذلك، تأثير سلبي ونتائج غاية في الخطورة والضرر.
أسباب الانحراف الاجتماعي
الانحراف صور كثيرة يمكن تصنيفها على أسس عمرية، فالصغار السن والأطفال، قد يتم نشأتهم في بيئة تشجع على السرقة، ويظل ذلك السلوك الغير أخلاقي يتفشى بين ذلك الوسط.
وهناك أيضًا السلوكيات الشاذة الجنسية التي تسيطر على وسط الشباب البالغين، وفي الغالب تكون في سن المراهقة، وتقود المجتمع لكوارث حتمية من تفشي الأمراض، وقلة الإنتاجية لأفراد المجتمع، بخلاف التدني الثقافي له.
أهم أنواع الانحراف الذي يعد آفة هو المخدرات، فبعض المجتمعات تعاني من ذلك الخطر الذي أصبح مميز له، وأصبحت تنتشر بسرعة مخيفة بين أوساط الشباب والكبار البالغين، بجميع صورها من شرب مخدرات وتعاطي الخمور.
الانحراف السلوكي من ضمن الانحرافات التي يعاني منها المجتمع، كالكذب وعدم حب الخير وشهادة الزور، والافتقار إلى الرحمة والاحترام الموجه للآخرين، والتعدي اللفظي والبدني على الآخرين.
الانحراف العملي، كميل المجتمع للبطالة وعدم الإنتاجية أو رفع قدرات المجتمع المادية والفكرية والثقافية، كل هذا يؤثر بالسلب على المجتمع.
علاج الانحراف الاجتماعي
يجب مبدئيًا دراسة وفهم أبعاد الانحراف ومسبباته ومعرفة لماذا نشأ ذلك الانحراف من خلال دراسة واستطلاع وبحث، وذلك لوضع تلك الأسباب تحت المجهر، والوصول إلى حلول جادة لوقف زحف ذلك الانحراف.
في المجتمعات الصغيرة على مستوى الحي الواحد أو النادي يجب توسيط شخص قوي له سلطة للتحكم بتلك الفئات المنحرفة أو التي ظهر عليها علامات الانحراف ومحاسبتها بشكل رادع حتى تكون عبرة لمن حولهم.
على مستوى الانحراف الذي يصل إلى حد الحقوق القانونية، يجب وقفه والتصدي له من الجهات الرقابية المحاسبية، وعقابه أشد عقاب.
السلوك المنحرف الديني له رادع من قبل التمسك بكتب الشريعة الإسلامية، ومعرفة الأساليب التي نص عليها الدين الحنيف.
إذا كان الانحراف نابع من فئات وعادات غريبة على المجتمع؛ فيجب تعزيز قدرات ذلك المجتمع على الانصراف والانشغال عن ذلك الانبهار الزائف، بالعمل والجد ورفع القدرات التشغيلية كسياسية مجتمعية لوقف ذلك بصورة عملية.
لكن هناك جانب يجب أن يكون على مستوى الحدث هو الإعلام ودور العبادة والتربية مثل المؤسسات الخيرية والتعليمية والثقافية من كليات وجامعات ومدارس، من مساجد وكنائس، جميعها يجب تعزيز دور الحوار والمناقشة وتسليط الضوء بشكل مستمر على الانحرافات الجديدة والمتطورة التي تلاحق المجتمع الحالي وكيفية وقف ذلك والتصدي لذلك
فالآن أصبحت هناك مخاطر أكبر بسبب الانتشار الواسع للإنترنت الذي بات يهدد المجتمع بوصول أفكار ودواخل غربية تستهلك الفكر والوعي الشرقي وتستغله لصالحها، وتجعله ينحرف عن تلك السمات الشرقية، فتعزيز ذلك الدور يجعل ضمير الأشخاص والمجتمع في صحوة دائمة ووعي تام، له مردود إيجابي على المدى الطويل والقصير.
المصدر:
بسام أبو عليان، الانحراف الاجتماعي والجريمة.
اقرأ أيضاً
اضطراب ثنائي القطب الهوس الاكتئابي