طلاسمقصص الرعب

الأتيليه

بقلم/ أحمد الشمندي

– انتي فين يا شيرين ، الساعة داخلة على ستة ، والناس هتبتدي تيجي من سبعة ونص
– خلاص يا ملك نازلة اهو
– اركبي تاكسي يا شيرين ، مش لازم مشوار الهيام والغرام النهاردة
– خلاص يا بنتي بقى اقفلي ، نازلة قولتلك ، يالا باي
بالفعل شيرين كانت خلاص هتفتح باب الشقة وتنزل ، لولا إن التليفون رن فرجعت تاني علشان ترد ، ولما نزلت من بيتها سمعت كلام ملك وركبت تاكسي علشان متتأخرش ، لأنها فعلا كان لازم تكون موجودة من بدري علشان تبص البصة الأخيرة قبل ما الناس توصل وكمان تستقبلهم
بيرم التونسي لو سمحت
– اتفضلي
في أقل من عشر دقايق ، شيرين كانت وصلت لشارع سليم حسن المتفرع من شارع البحر ، اللي على ناصيته مسرح بيرم التونسي …
لما شيرين نزلت من التاكسي ، وقفت وبصت ناحية البحر وتحديداً على كازينو الشاطبي ، وكأنها بتقوله معلش ، مش هعرف آجي النهاردة ، وعدت الشارع ودخلت العمارة التانية اللي هتكون على يمينك وانت جاي من ناحية شارع البحر …
شيرين مصطفى بنت ال ٣٤ سنة خريجة كلية الفنون الجميلة جامعة إسكندرية ، بنوتة لطيفة ، ملامحها هادية وطباعها أهدى ، وحيدة باباها ومامتها ، عايشة معاهم في شقة كبيرة ، بتبص على محطة ترام الابراهيمية في شارع عمر لطفي …
شيرين مكرسة حياتها لشغلها الخاص ، أو بمعنى أدق هوايتها اللي بقيت محترفة فيها بشكل مثير للانتباه ، وبالتبعية بتعاني مع مامتها من المشكلة الأزلية المتفاقمة عبر العصور والجملة التاريخية العرفية المصرية التقليدية المتوارثة عبر الأجيال “نفسي أفرح بيكي قبل ما أموت” ، وهي رافضة تماماً فكرة الجواز لأنها بتعتبره تقييد لحريتها وتدمير لهوايتها اللي بتعشقها …
– مش مصدقة نفسي ، عشر دقايق بس ؟
– بس يا سخيفة ، إيه الأخبار ؟
– شوفي بنفسك ، كل حاجة جاهزة
– قلقانة أوي يا ملك
– ليه يا شيري ؟
– دي أول مرة ومش عارفة ردود الأفعال هتبقى إيه
– شغلك جميل يا شيري ومميز ، متقلقيش وهفكرك ، الناس هتتهبل عليه وهتجيلك أوردرات بالهبل
– يا رب يا ملك يا رب ، الساعة بقيت كام دلوقتي ؟
– سبعة
كل ما الساعة كانت بتقرب من سبعة ونص كانت شيرين بتتوتر أكتر وضربات قلبها بتزيد ، النهاردة اليوم اللي شغلها هيشوف فيه النور …
شيرين متخرجة من قسم النحت ، وبدون مبالغة في الوصف هي فاقت المقولة اللي بتقول “إيديها تتلف في حرير” ، إيديها هي الحرير نفسه بنعومته ومرونته ، شيرين بتنحت تماثيل لو أقولك بتفاصيل بصمات الصوابع ، مش بس مش هتصدق ، أنت مش هتتخيل أصلاً ، فعلا كان نفسي تشوف شغلها علشان تنبهر زي ما أنا انبهرت …
النهاردة الأربع الموافق ١١ يناير سنة ١٩٩٨ أول أيام معرض المنحوتات اللي فاعلياته معمولة في الأتيليه بتاع شيرين ، إسمه التجاري الأتيليه ، وبتساعدها في تجهيزه صاحبة عمرها ملك محمد ، خريجة فنون جميلة بردو ودفعة شيرين من الابتدائي ، لكن هي كانت قسم ديكور وعندها مكتب الديكور الخاص بيها ، وهي اللي عملت ديكور الأتيليه بتاع شيرين هدية منها ليها بمناسبة افتتاحه …
المعروضات النهاردة عبارة عن خمس تماثيل آدمية بالحجم الطبيعي ، بالإضافة لخمسة وعشرين منحوتة مختلفة النوع والحجم ، ما بين أشكال مختلفة من الورود وأنواع مختلفة من الحيوانات ، أنا بصراحة مش عارف إيه الخامة اللي هي بتستخدمها ، بس متأكد من إنها نوع من أنواع الحجر الصلب ، لأنها تقيلة جداً ومتينة جداً ، والمدهش إنها منحوتة بمنتهى الدقة زي ما وصفتلك …
من الساعة سبعة وتلت تقريباً لغاية الساعة عشرة اللي هو ميعاد نهاية اليوم الأول للمعرض ، شيرين مبطلتش كلام مع الضيوف اللي جم يزوروا المعرض ويتفرجوا على شغلها ، كمية السعادة والرضا اللي غمروها من تعبير الناس عن إعجابهم المتناهي بشغلها ، خلاها بعد خروج آخر ضيف تعيط من فرط كرم ربنا عليها …
– مبروك يا شيري الف مبروك ، شوفتي ، مش قولتلك إن تعبك لا يمكن يضيع وإن ربنا هيكرمك ، احنا لسة أول يوم ومضيتي أوردرات لعشرين قطعة من أصل تلاتين منهم الخمس تماثيل الكبار ، انتي متخيلة
– الحمدلله أوي جداً خالص ، الحمدلله ، أنا مبسوطة أوي يا ملك ، أوي
– ولسة بكرة وبعده ، ياللا بقى علشان نروح و اليوم بكرة هيبتدي بدري
– أيوة نروح ، كمان الوقت اتأخر ، كويس انك بدرتي مواعيد بكرة وبعده
المعرض كانت مدته تلات أيام ، أربع وخميس وجمعة ، خلص بنتايج فوق الوصف وخارج التوقعات ، شيرين بالفعل مضت أوردرات تشغلها سنة يمكن أو أكتر ، الأتيليه بتاع شيرين كان هو عالمها الخاص ، بتقضي فيه كل وقتها تقريباً ، عدا يوم الجمعة اللي كانت بتقضيه مع باباها ومامتها سواء في البيت أو برة البيت …
شيرين كانت بتخرج يومياً من البيت الساعة تمانية ونص الصبح تروح الأتيليه وترجع البيت الساعة تلاتة ونص العصر تتغدا وتنام ساعة ، وتنزل تاني الساعة سبعة وترجع الساعة ١١ بالليل ، يوم الاتنين مكانتش بتروح بالليل علشان كانت بتخرج بعد الفترة الأولى تتغدا برة مع ملك وتقضي باقي اليوم معاها وتروح على تسعة مثلا ، دي كانت حياتها من بعد ما اتخرجت من الكلية بسنتين تقريباً ، من وقت ما فتحت الأتيليه …
لما شيرين كانت بتخرج من البيت كانت بتتمشى من على البحر بدايةً من شارع الدكتور مصطفى مبارك اللي على ناصيته فندق درويش لغاية ما توصل كازينو الشاطبي اودام مسرح بيرم التونسي ، تقعد تشرب القهوة على البحر وبعدين تعدي الشارع على الأتيليه على طول ، ونفس الطريق وهي راجعة البيت ، ودة بالنسبالها هو مشوار الهيام والغرام اللي كانت بتتكلم عليه ملك ، التمشية على البحر الصبح والعصر وبعد المغرب وبالليل ، فنجان القهوة في كازينو الشاطبي مرة الصبح ومرة بعد المغرب ، دة بالتفصيل يوم شيرين المتكرر المستمر واللي فضل على نفس الحال من سينين لغاية النهاردة فطبيعي متبقاش عاوزة تتجوز ، دة رأييها ، أنا مليش دعوة متبصليش …
بعد عشر أيام تقريباً من نهاية المعرض ، كانت شيرين في الأتيليه في حدود الساعة تسعة ونص بتشتغل في الاوردرات ، فجأة وبدون سابق إنذار ، أبواب السما كلها اتفتحت ، برق يخطف النظر ، رعد يجيب صمم ، مطر غزير بشكل مفزع ، ثواني معدود بعد بداية قصف الطبيعة دة والنور قطع ، بس قبل ما شيرين رعبها يسيطر عليها من قوة وسرعة الاحداث النور جه ، والدنيا ابتدت تهدا ، وعلى ما خمس دقايق عدوا كانت الأمور هديت شوية مع بعض المطر الخفيف ، بس شيرين قلقت وحبت تروح على طول ومتتأخرش أكتر من كدة ، علشان مش هتعرف تمشي في المطر دة ولازم تركب تاكسي مثلا ، وكمان علشان باباها ومامتها ميقلقوش عليها …
لما شيرين خرجت من باب العمارة اللي فيها الأتيليه بتاعها اتخضت خضة أكتر من اللي اتخضتها لما الجو اتقلب فجأة ، لا معلش هي متخضتش ، هي اتفزعت واترعبت ، لأن بصراحة المنظر اللي شافته يرعب فعلاً …
الشارع ناشف تماماً ، الدنيا مش بتمطر ، السما صافية ، الناس بتتعامل عادي ، مش مبلولين من المطر ، لدرجة إنها عدت الشارع وسالت الغفير اللي واقف جوة سور المسرح “لو سمحت هي الدنيا مطرت من شوية” ، الراجل بصلها بصة استعجاب مع بعض البلاهة ، ودة طبعاً بسبب غرابة السؤال ، “مطر إيه يا بنتي ، الجو هادي أهو ، لا مطر ولا غيره” ، في نفس اللحظة ومع نهاية رد الغفير عليها ، ظهر تلات شباب بيجروا في نص الشارع اتجاه البحر وبيجري وراهم بمسافة الغفير بتاع مدافن الشاطبي الأثرية واللي طبعاً ملحقهمش ، الموقف اللي خلى غفير المسرح يساله
– فيه إيه يا خليل ؟
– العيال دي كانوا بينبشوا في المدافن
– إحنا مش هنخلصوا من قصة الأثارات دي
واضح من الحوار القصير دة ، إن الموقف متكرر ، والغفر متعودين عليه
– هو فيه إيه يا حاج ؟
– والله يا بنتي ما أنا عارف مين اللي بدع حكاية الأثارات المدفونة هنا مع الجتت ، كل شهر والتاني ييجوا عيال بالليل ينبشوا المدافن ، قال إيه ، بيدورا على أثارات ودهب
شيرين بصت للغفير ، ورفعت عينها بصت للسما ، اللي كانت صافية ومبدورة نجوم ، واتحركت اتجاه شارع بورسعيد لغاية ما وصلت عمر لطفي وتحديداً محطة ترام الشاطبي علشان تركب الترام وتنزل محطة الابراهيمية …
خلال الرحلة القصيرة لغاية البيت ، واللي مكملتش تلت ساعة ، شيرين كانت بتحاول تلاقي أي سبب ولو حتى خيالي تفسر بيه اللي حصل ، ولأن اللي حصل دة هي واثقة إنه حقيقي وحصل فعلاً ، خيالها مساعدهاش تلاقي أي سبب ، وكانت النتيجة النهائية هي إن فيه حاجة مش مظبوطة بتحصل وغالبا لسة هتحصل ، “اللي أنا شوفته وسمعته دة ، كان حقيقي جداً” …
يوم الاتنين ٢٣ يناير ١٩٩٨ شيرين صحيت الصبح بعد ليلة نامتها بعمق رغم اللي حصل امبارح ، أيوة هي فضلت قلقانة في سريرها بتحاول تلاقي أي سبب أو مبرر للي شافته واللي اتفاجئت إنه في الحقيقة محصلش ، وطبعاً فشلت ، بس استغرقت في النوم ، والنهاردة كان اليوم الأسبوعي ليها هي وملك اللي هيقضوه مع بعض بعد الساعة تلاتة ، ملك بتعدي عليها تاخدها ويخرجوا وزي ما يقرروا هيروحوا فين …
نزلت شيرين من البيت كالعادة وطلعت على البحر واتمشت لغاية كازينو الشاطبي شربت قهوتها ، وعدت الشارع علشان تطلع الأتيليه …
مش هقولك شيرين كانت خايفة ، بس كانت قلقانة ، من إيه ؟ هي نفسها مش عارفة تحدد مصدر وسبب القلق بالظبط ، ومكانتش مستنية حاجة محددة تحصل ، بس لما دخلت الأتيليه كانت مفاجئتها أكتر بكتير من رد الغفير عليها إمبارح ، لا هي كانت مفاجأة لا تُقارن بصراحة …
المعرض اللي عملته شيرين كانت عارضة فيه خمس تماثيل آدمية بالحجم الطبيعي ، اتنين منهم لستات وتلاتة لرجالة ، بأشكال وأوضاع مختلفة ، والمعروضات دي بالذات كان مكتوب عليها “ليست للبيع ، ويمكن التعاقد للتنفيذ” وكانت شيرين متعمدة كدة علشان مجموعة من الأسباب ، الأتيليه يبقى فيه نماذج بالفعل لأي حد ييجي يتفرج ، وكمان التماثيل دي بالذات هي باكورة وبداية شغلها الحقيقي ، اللي بتفتخر بيه واللي بتعتز بيه جداً ، وعاشت معاهم سنين طويلة ، نحتتهم بالتوازي خلال تلات سنين تقريباً …
حط / حطي نفسك مكان شيرين وتخيل / تخيلي كدة الموقف اللي لما أنا شخصياً شوفته بعيني وأنا راجل بتاع رعب وعفاريت قلقت بصراحة ، لما شيرين دخلت الأتيليه كانت مفاجئتها كالآتي ،،، التلات تماثيل المنحوتين لرجالة أوضاعهم مختلفة ، ركز / ركزي في الوصف ، أنا قولت أوضاعهم مش أماكنهم ، التمثال الأولاني كان منحوت على شكل راجل واقف ورافع إيديه في وضع الدعاء ، تحول لتمثال إيده الشمال جنبه وإيده اليمين بتشاور في اتجاه ما ، التمثال التاني كان منحوت على شكل راجل واقف وإيديه مفرودين أودامه نص فردة ، اليمين واقف عليها حمامة بتاكل من إيده الشمال ، تحول لتمثال إيده الشمال جنبه وإيده اليمين ماسكة الحمامة من رقبتها ، أما التمثال التالت بقى فكان متحول لراجل ماسك في إيده خنجر وعلى ملامحه أعنف علامات الشراسة ، والخنجر مغروس في قلب التمثال الرابع اللي هو منحوت على شكل ست كانت شايلة طفل وملامحها متحولة لأعتى آيات الالم والرعب ، والطفل اللي هو كان جزء منها وشايلاه ، واقع على الأرض مكسور نصين ، التمثال الخامس والأخير كان منحوت على شكل ست شايلة سبت ورد ، تحول لست بتحاول تدافع عن الست التانية اللي بتتقتل وسبت الورد اللي هو جزء منحوت منها واقع متكسر على الأرض …
شيرين لما شافت المنظر دة اتثبتت مكانها نحو عشر دقايق ، وكأنها تحولت لتمثال ، نفسها متسارع ، شهيق وزفير قصير ، دقات قلبها يمكن وصل عددها لنص الضِعف ، درجة حرارتها بتنخفض ، جسمها كله بيعرق ، ابتدت تضربها رعشة مش عارفها تلمها وتسيطر عليها ، شعرها بيوقف من اليمين للشمال والعكس ، وبعد مجهود خرافي ، شيرين ابتدت تفوق من فرط الصدمة والرعب والخوف والفزع ، واتحركت بضهرها بمنتهى الهدوء لغاية باب الأتيليه وخرجت وقفلته وراها ، خرجت من العمارة اللي فيها الأتيليه وهي ببترعش ومشيت لغاية الكشك اللي على إمة شارع بورسعيد ، ومسكت التليفون واتصلت بملك …
– الحقيني
– فيه إيه يا بنتي ؟
– تعاليلي حالاً
– طمنيني طيب فيكي إيه ؟
– مش قادرة اتلم على نفسي ، تعالي حالاً
– أنا عند الكشك اللي على الإمة ، تعالي مش قادرة أقف
– اهدي طيب ، حالاً هكون عندك
مكتب ملك في شارع جلال الدين الدسوقي قريب من قسم شرطة باب شرق ، يعني بينها وبين الأتيليه بالكتير ربع ساعة لو زحمة ، بس من حسن الحظ وعلشان الدنيا كانت رايقة والناس راحت خلاص شغلها ، عشر دقايق كانت ملك عند شيرين ، اللي لما شافتها اترمت في حضنها وعيطت …
– يا روحي ، فيه إيه مالك ، إهدي يا شيرين فيكي إيه ؟
ملك سابت شيرين تعيط براحتها ، لغاية ما هديت خالص وابتدت تتكلم
– في حاجة في الأتيليه يا ملك
– يعني إيه في حاجة في الأتيليه ؟ انتي كويسة ؟
– أنا خايفة أوي
– فيه يا شيرين متقلقينيش عليكِ ، أنا مش فاهمة حاجة
– التماثيل مش هي
– يعني إيه التماثيل مش هي ؟ الأتيليه اتسرق ؟
– لا ، التماثيل شكلها مختلف ، غير ما كنت ناحتاها ، متغيرة خالص ووضعها مرعب
ملك بصت لشيرين وتنحت ، وكأنها بتسمع هلاوس ، هي بالفعل بتسمع هلاوس ، بس حالة شيرين مش بتقول كدة ، ومعرفة ملك بشيرين اللي هي عشرة العمر بتقول إن شيرين مش بتهلوس
– تعالي طيب نطلع الأتيليه
– أنا خايفة مش عاوزة
– متخافيش يا شيرين أنا معاكي
– اطلعي إنتي وأنا هستناكي هنا
ملك ابتدت تقلق فعلا لما شيرين قالتلها كدة ، بس أصرت إنها تطلع معاها ، وبالفعل شيرين طلعت مع ملك الأتيليه ، وكانت المفاجأة المرة دي من نصيب ملك ، لأن كل اللي قالته شيرين مكانش ليه أي أساس والمكان بتماثيله زي ما هو ، وهنا شيرين وقعت من طولها مغمى عليها …
انتهى الجزء الأول

شاهد ايضا :

 

المارقة الجزء الأول

المارقة الجزء الثاني

‫4 تعليقات

  1. الكلمات مرتبه بعبقريه ترتيب الاحداث.. متعه و تشويق تجعل من القراءة نهم لا يتوقف .. برجاء نشر الكثير من ابداعاتك

  2. بالتوفيق الدائم ومن نجاح إلي نجاح. دائمآ تأثرنا بابداعتك بنتظار القادم باذن الله .

زر الذهاب إلى الأعلى