جريمة الحظيرة الحمراء بقلم محمد عصمت بتاع الرعب
جريمة الحظيرة الحمراء بقلم محمد عصمت بتاع الرعب
سنة ١٨٢٧.. ماريا مارتين راحِت تقابِل حبيبها السري في الحظيرة الحمراء، ودي كانِت آخر مرة حد شافها فيها وهي عايشة!
الموضوع بدأ في شهر مارس ١٨٢٦، لمَّا بدأت قصة حُب ما بين ماريا مارتين اللي كان عندها ٢٤ سنة، وويليام كوردير اللي كان عنده ٢٢ سنة، لكن بعد سنة واحدة بس.. تحوَّلِت قصة الحُب دي لجريمة قتل، ومش أي جريمة قتل.. دي واحدة من أشهر جرايم القتل في التاريخ.
الإتنين كانوا عايشين في بولستيد، ودي بلدة صُغيَّرة في سافولك بإنجلترا، ويليام كان ابن مُزارِع، لكنه كان معروف بإنه مُشاغِب، وزير نساء، دا غير إنه ساعِد والده مرة على سرقة مجموعة خنازير، ومرة على قتل قطيع خنازير بتاع مُزارِع مُنافِس.
ماريا هي كمان كانِت مُشاغبة، وكانِت معروفة بعلاقاتها المُتعدِّدة، وسَبَق ليها إنها خلِّفت مرتين بدون زواج، منهم مرة من أخو ويليام الكبير، والطفل مات بعد كام يوم، ومرة من شخص غير معروف، رفض يعترِف بالولد أو يعلن عن هويته، واكتفى بإنه بيدفَع لها مبلغ كُل فترة عشان تربي بيه الولد.
وعلاقتها بويليام فضلت سريَّة لحَد ما خلِّفوا ولد سنة ١٨٢٧، ورغم إن الولد مات أثناء الولادة، إلا إنه كان سبب في بداية كُل المشاكِل، اللي في الحقيقية بدأت بشكل رومانسي جدًا لمَّا ويليام طلب من ماريا إنها تتجوِّزه، لكن سُمعة ماريا السيئة وعدد مرات ولادها لأطفال ميتين أو ماتوا بعد أيام وقفِت لهم بالمرصاد، خصوصًا مع بداية انتشار إشاعة بتقول إن السُلطات الإنجليزية بتدوَّر عليها بتُهمة إنجاب أطفال خارِج نطاق الزواج، دا غير التحقيق في وفاتهم كمان، عشان كدا.. ويليام اقترح عليها إنهم يهربوا فورًا!
الإتنين قعدوا مع زوجة والِد ماريا واتفقوا على كُل حاجة، قالوا إنهم هيتقابلوا في الحظيرة الحمراء، ومن هناك هيهربوا لإيبسويتش.
وحدِّدوا الميعاد كمان، هيتقابلوا يوم الأربعاء ١٦ مايو ١٨٢٧، بس الأول اتفقوا إنهم هيتجوِّزوا في السر قبل الهروب، لكن اللي حَصَل.. إن ويليام إتأخَّر على ميعاده مرتين، مرة لمَّا مراحش الفرح السري، ومرة لمَّا مراحش الحظيرة الحمراء!
لمَّا ظَهَر بعد يومين، راح زار ماريا في البيت، طبعًا كالعادة أدام زوجة والدها، وقالها إن الشُرطة بتدوَّر عليها عشان يقبضوا عليها.
طبقًا للسجلات التاريخية فالشُرطة أصلًا مكانِتش مُهتمة بيها ولا حتى بتدوَّر عليها، لكن كلام ويليام قلق ماريا جدًا، كانِت مرعوبة بشكل غير طبيعي، عشان كدا اتفقوا على خطة بديلة، هيتقابلوا في الحظيرة الحمراء برضه، بس المرة دي لازِم ماريا تتنكَّر في شكل راجِل عشان محدِّش يعرفها، ومن هناك هيهربوا زي ما كانوا مخطَّطين.
ماريا راحِت تقابِل حبيبها السري في الحظيرة الحمراء، ودي كانِت آخر مرة حد شافها فيها وهي عايشة!
اختفت ماريا تمامًا، لكن ويليام فضل موجود، ودا قلق عيلتها.. المفروض كانوا يهربوا سوا، ليه هو لسَّه هنا؟
ولمَّا سألوه قال بمُنتهى البساطة إنه ساعدها على الهروب، لكن لمَّا الشك زاد.. اختفى هو كمان، وبدأ يبعت لهم جوابات ويقول لهم إنهم عايشين في سلام بعد ما إتجوِّزوا، بس الغريب.. إن ماريا مكانِتش بتكتب ولا جواب، كُلها جوابات منه هو بس! ولمَّا سألوه بدأ يتحجِّج بأصل إيدها واجعاها والدكتور مانعها من الكتابة! أو.. أصلها كتبت لكم جوابات كتير وضاعِت في البريد!
الشكوك بدأت تزيد، والكوابيس الغريبة اللي بتحلم بيها زوجة والد ماريا هي كمان بدأت تزيد، كانِت دايمًا بتحلم بكوابيس إن ماريا ماتِت ومدفونة في الحظيرة الحمراء، فضلت تقول للناس كدا لحَد أبريل ١٨٢٨!
جوزها راح الحظيرة عشان بس يطمِّن مراته إن مفيش حاجة، وهناك لفت نظره مكان في الأرض مش شبه بقية الأرض، لمَّا حفر فيه.. لقى جُثة بنته المُتحلِّلة، عرفها من شعرها ومن هدومها فورًا، كان عندها سنة مش موجودة، بس دي مكانِتش الحاجة الوحيدة اللي لقاها، لأنه لقى دليل كمان على القاتِل!
المنديل الأخضر الملفوف حوالين رقبتها وخانقها دا.. منديل ويليام!
الشُرطة فورًا دوَّروا على ويليام، وقبضوا عليه في لندن!
طبعًا حاول يقول إنه برئ، وإنه ميعرفش حاجة عن موضوع ماريا دا.
وعلى الرغم من إنه كان صعب أوي تحديد سبب موت ماريا، لأنها كانِت مُصابة بطلق ناري في عينها، مخنوقة بمنديل، وضربة قوية بالفاس في راسها، إلا إنه كان سهل جدًا معرفة إن ويليام هو القاتل! خصوصًا إنهم لقوا كُل الأدلة في بيته!
كُل حاجة كانِت بتقول إنه قتلها لسببين، أولًا: عشان هي عارفة كُل نشاطاته الإجرامية، وثانيًا: عشان طلب منها ياخُد الفلوس اللي والد طفلها السري بيبعتها وهي رفضت، فقتلها هي والطفل.. اللي لحَد النهاردة محدِّش عارِف مصيره إيه أو مدفون فين!
المحكمة انعقدت لمُدة ٣٥ دقيقة بس.. قبل ما القاضي ينطق الحُكم.
الإعدام!
ساعتها ويليام حس إن كُل حاجة بتروح، اعترف بقتلها فعلًا لكن عن طريق الخطأ، قال إنهم كانوا بيتخانقوا بسبب إنها قتلت ابنها وهو مكانش راضي عن دا، فضربها بالنار في عينها بدون قصده!
لكن دا ممنعش تنفيذ حُكم الإعدام في ويليام، اللي ساب بعد وفاته لغز كبير مالوش إجابة لحَد النهاردة!
هو ليه قتل ماريا؟ وإيه مصير الطفل المسكين؟
اقرأ أيضًا:
قصص مرعبة جدا بعنوان: ” جريمة في المستشفى “
لغز مصحة ويفرلي هيلز فيلم يهز السينما لا تفوتها