قصة مكان الجامع الأزهر
يُعتبر الجامع الأزهر اليوم من أشهر مساجد العالم الإسلامي وأهمها نظرًا لمكانته الكبيرة وهو جامع وجامعة عمره أكثر من 1000 عام، تم تشيده من قبل القائد الفاطمي جوهر الصقيلي بأمر من الملك المعز لدين الله الفاطمي عام 359هـ بعد تأسيسه لمدينة القاهرة، ولكن الغريب أنه بناه من أجل نشر التشيع، تم وضع الأساس للجامع الأزهر يوم 14 رمضان لعام 359هـ، واستغرق البناء نحو عامين ليتم افتتاحه عام 361هـ.
الجامع الأزهر
بعد بناء الجامع الأزهر اكتسبت القاهرة لقب مدينة الألف مئذنة وهو من أوائل البناءات الفاطمية بالقاهرة، ولكن اختلف كثير من المؤرخون في أصل التسمية هل تم تسميته تيمنًا بالسيدة فاطمة الزهراء أم لا، كان الهدف من البناء نشر فكر الطائفة الإسماعيلية حتى تكون القاهرة مركزًا لها، وبدأ الخلفاء الفاطميون في إعطاء الأمر جهدًا كبيرًا حتى يتحول أهل مصر للمذهب الفاطمي ولكنهم كانوا متمسكين بالمذهب السني وباءت كل جهودهم بالفشل وظل أهل مصر على مذهبهم.
اقرأ أيضًا: قصة مكان مسجد أحمد بن طولون
بعد الانتهاء من الجامع الأزهر عين السلطان 35 عالم دين للتدريس، ولذلك هو من أقدم جامعات العالم بعد جامعة القرويين بتونس، بعد ذلك تم توسيع الجامع وصُنع له باب خشبي بعهد الحاكم بأمر الله بعام 1010م.
اقرأ أيضًا: قصة مكان مسجد أحمد بن طولون
في تلك الفترة فقد المسجد أهميته بسبب أنه بدأ يضيق على المصليين فبدأ الخليفة عبدالعزيز بالله بناء مسجده، وبنى الحاكم بأمر الله مسجده خارج أسوار القاهرة، ولكنه استعاد مكانته مرة أخرى بعد الخليفة المستنصر بالله الذي زاد من مساحته وأجرى عدد من التجديدات، وتم إنشاء مكتبة ضخمة وزودها بألوف الكتب والمخطوطات.
وبعد انتهاء الدولة الفاطمية وقيام الدولة الأيوبية على يد صلاح الدين عام 1171م تم إهمال الجامع الأزهر والمكتبة طوال العهد الأيوبي لأنه كان مكان لنشر التشيع، تم إجراء العديد من الترميمات في أواخر سلاطين الدولة الأيوبية وعاد الاهتمام بالأزهر ثانية بعهد السلطان الظاهر بيبرس 1266م تم توسعة المسجد وعادت أعمال التجديد وتوالت بعد ذلك الإضافات والتجديدات بالعهد المملوكي.
تم إنشاء ما عُرف بالمدرسة الطيبرسة على يد الأمير علاء الدين طيبرس قائد الجيش، وأنشا الأمير علاء الدين أقبغا المدرسة الأقبغاوية وبعد ذلك ألحقها بالأزهر، وكان لها محراب جميل وتوالت المدراس بعهد سلاطين الممالك، أنشا السلطان برسباي المدرسة الجوهرية بالجانب الشرقي للجامع، وفي عهد قايتباي تم بناء مئذنة للجامع تُعد من أجمل مآذن القاهرة، وتم بناء المئذنة ذات الرأسيين بعهد السلطان الغوري، وهي طراز معماري فريد لم يتكرر.
بالعهد العثماني أضاف الولاه على مصر عدد من الأروقة والزوايا للمسجد منها رواق السلام ورواق العميان ورواق السليمانية ورواق الأتراك، بعد ذلك قام الأمير عبدالرحمن كتخدا عام 1753م بتوسعة الجامع الأزهر وبنى قبته البديعة وأنشأ باب المزينين وهو الباب الرئيس للجامع الأزهر اليوم.
اهتم محمد على باشا وخلفائه بالجامع الأزهر تم عمل الكثير من الإصلاحيات وأعمال التجديد، وتم إنشاء مكتبته الضخمة بعهد الخديوي عباس حلمي عام 1897م وتم تزويد المكتبة بنفائس الكتب والمخطوطات الإسلامية والعربية، وتم إنشاء الرواق العباسي وأصبحت مساحة الجامع الأزهر بعد كل هذه التوسعات 12 ألف متر مربع، وله ثمانية أبواب وخمسة مآذن ومنها ثلاث أعلى باب المزينين.
دور ومكانة الجامع الأزهر
كان للمسجد الأزهر طوال تاريخه الكثير من المواقف فقد تصدى شيوخ الأزهر وعلمائه لجور سلاطين المماليك ومن بعدهم العثمانيين، وتصدى للحملة الفرنسية وحث الشعب على المقاومة ودخل الفرنسيون الأزهر بخيولهم مما أشغل من ثورة القاهرة الثانية ضد الفرنسيون، وقام أحد طلابه بقتل كليبر قائد الفرنسيون بعد رحيل نابليون.