اختراع الراديو .. تكنولوجيا غيرت مسار الاتصال بالجماهير في العالم
يعود الفضل في اختراع الراديو إلى اختراعين آخرين هما التلغراف والهاتف، حيث ترتبط التقنيات الثلاث ارتباطًا وثيقًا، بدأت تقنية الراديو في الواقع على أنها تلغراف لاسلكي، ويمكن أن نطلق مصطلح الراديو على الجهاز الإلكتروني الذي نستمع إليه أو المحتوى الخارج منه، على أي حال بدأ كل شيء مع اكتشاف موجات الراديو، الموجات الكهرومغناطيسية التي تنقل الموسيقى والكلام والصور والبيانات بشكل غير مرئي عبر الهواء.
تعمل العديد من الأجهزة بهذه التقنية بما في ذلك أجهزة الراديو والميكروويف والهواتف اللاسلكية، والألعاب التي يتم التحكم فيها عن بعد والتلفاز وغيرها .
بداية اختراع الراديو
تنبأ عالم الفيزياء الأسكتلندي جيمس كليرك ماكسويل بوجود موجات لاسلكية في ستينيات القرن التاسع عشر، بعد قيامه بحل معدلات هامة تُوصل إلى الموجات الكهرومغناطيسية، وفي عام 1886م أثبت الفيزيائي الألماني هاينريش هيرتز وجود الموجات الراديوية وبين خصائصها أنها شبيه بخصائص الموجات الضوئية، وقال أنه يمكن عرض التغيرات السريعة للتيار الكهربائي في الفضاء على شكل موجات الراديو على غرار موجات الضوء والحرارة.
وفي عام 1866م نجح مهلون لوميس المخترع الأمريكي ابتكار التلغراف اللاسلكي، وكان نموذجه أول مثال معروف للاتصالات الهوائية اللاسلكية.
ولكن أثبت المخترع الإيطالي غوغليلمو ماركوني جدوى الاتصالات اللاسلكية، فقام بإرسال واستقبال أول إشارة راديو في إيطاليا عام 1895م، وفي عام 1899م أرسل أول إشارة لاسلكية عبر القناة الإنجليزية، وبعد ذلك بعامين استقبل الحرف “s ” الذي تم إرساله من إنجلترا بالتحديد من نيوفاوندلاند ( اليوم جزء من كندا) وكانت تلك هي أول رسالة إلكترونية ناجحة عبر المحيط الأطلسي .
بجانب عمل ماركوني، حصل اثنين من معاصريه نيكولا تسلا، وناثان ستوبلفيلد، على براءات اختراع لأجهزة الإرسال اللاسلكي، فيرجع الفضل لتسلا لكونه أول مخترع يحصل على براءة اختراع لتكنولوجيا الراديو، وألغت المحكمة العليا براءة اختراع ماركوني عام 1943م لصالحه.
اختراع التلغراف اللاسلكي
يُعرف أيضًا بالإبراق الراديوي وهو عبارة عن الإرسال بواسطة موجات الراديو بنفس شفرة مورس المستخدمة اليوم، وعُرفت أجهزة الإرسال في مطلع القرن العشرين باسم ” spark-gap machines” وتم تطويرها في البداية من أجل اتصال السفن ببعضها البعض أو بمراكز الإنقاذ على الشواطئ، وقد سمح هذا بالاتصال البسيط بين نقطتين لم يكن بالشكل الذي نعرفه اليوم.
زاد استخدام الإشارات اللاسلكية بعد أن أثبت فعاليتها في الاتصال بين السفن، وسرعان ما قامت العديد من السفن بتركيب الأجهزة ، وفي عام 1899م ، وسرعان ما تبنت البحرية الأمريكية نظامًا لاسلكيًا فحتى ذلك الحين كانوا يعتمدون على الحمام الزاجل للتواصل والإشارات البصرية.
في عام 1901م تم تأسيس خدمة الإبراق الراديوي أو التلغراف اللاسلكي بين خمس جزر في هاواي ، وفي عام 1903م قامت محطة ماركوني في ماساتشوستس، بنقل رسالة بين الرئيس الأمريكي روزفلت والملك إدوارد السابع، وفي عام 1905م تم الإبلاغ عن معركة بورت آرثر البحرية ضمن الحرب اليابانية الروسية عبر موجات اللاسلكي.
قام روبرت إدوين بيري مكتشف القطب الشمالي إرسال رسالة عبرها يقول فيها لقد وجدت القطب، ومكنت الموجات من المساعدة في القبض على قاتل بريطاني هارب في أعالي البحار، وفي عام 1912م تم تأسيس أول خدمة تلغراف راديوي عبر المحيطات تربط بين سان فرانسيسكو وهاواي.
وفي نفس الوقت تطورت خدمة التلغراف اللاسلكي للخارج ببطئ ويرجع ذلك لحدوث الكثير من التداخل، وحل مولد ألكسندرصن العديد من المشاكل التقنية التي ظهرت حينها.
ظهور التلغراف
كان لـ لي دي فورست الفضل في اختراع التلغراف والصمام الثلاثي أحادي الطرف وهو مضخم إلكتروني للأنبوب المفرغ في أوائل القرن العشرين، جعل اختراعه هذا الفضل في تضخم إشارة الترددات اللاسلكية التي تلتقطها الهوائيات وكان هو أول من استخدم كلمة راديو يُطلق عليه أبو الراديو ورائد تطوير الصوت في أفلام الرسوم المتحركة، كانت لنتائجه الفضل في اختراع راديو AM radio، والذي سمح بتعدد محطات الراديو، وكان ذلك تحسننا كبيرًا عن السابق.
البث الحقيقي لموجات الراديو
في عام 1915م تم بث الخطاب لأول مرة عبر موجات الراديو عبر القارة من مدينة نيويورك لسان فرانسيسكو وعبر المحيط الأطلسي، وبعد 5 أعوام بثت ” Westinghouse’s KDKA-Pittsburgh broadcasted” نتائج انتخابات Harding-Cox، وبدأ بث البرامج الإذاعية يوميًا وفقًا لجدول، وفي عام 1927م تم افتتاح خدمة المهاتفة الراديوية التجارية التي تربط أمريكا الشمالية مع أوروبا، وفي عام 1935م تم إجراء أول مكالمة هاتفية حول العالم باستخدام مزيج من الدوائر السلكية واللاسلكية.