
جرائم السجق البرازيلي
جرائم السجق البرازيلي ، خلال ستينات القرن التاسع عشر، كانت الحرب تشتعل في إقليم ” النهر العظيم الجنوبي” البرازيلي، أخبار المعارك الثورية كانت تنتقل لعاصمة الإقليم مدينة بورتو أليجر بسرعة النار في الهشيم، حتى بدأ القلق يتصاعد بين الناس، ومع ذلك لم تمس الحرب العاصمة بشيء.
في تلك المدينة المتوسطة نسبيا، والتي لم يتعدى سكانها العشرين ألف نسمة، عاش الجزار الألماني كارل كلوزر، جزار معروف بين الناس و ذو سمعة حسنة، وكان يقود تجارة مزدهرة قبل إنتشار أخبار الحرب حيث تسبب في حالة عامة من الركود.
وفي أحد الأيام إختفى السيد كارل بلا أي أثر، وحل مكانه جزار جديد إسمه جوسي راموس، والذي كان يعمل كشرطي قبل طرده من الشرطة بعد حادثة عنيفه بينه و بين زميل له، وكان جوسي يمتلك تلك الزوجة رائعة الجمال، كاتارينا بالسين الهنجارية الأصل، يقال بأنها كانت تمتلك شعرا ذهبيا بنعومة الحرير، وعينين زرقاوتين بلون المحيط، وجسد يثير شهوات أقسى الرجال، وكانت مع ذلك تشارك زوجها العمل في الجزارة كأي زوجة عاملة كادحة.
رغم إستلام جوسي محل الجزارة وسط حالة من الركود العام، إلا أنه سرعان ما إستطاع تنشيط تجارته و جني الكثير من الأموال عن طريق لحم السجق المشهور الذي كان يقدمه للعامة، حيث كانت صفوف الناس والذين كانت أعدادهم تتجاوز المئات تصطف أمام محله فقط لشراء سجقه الخاص، والذي قال جوسي عنه أنه مصنوع من مكون سري، مما دفع الناس لشراءه أكثر و أكثر.
وهكذا بدأت تجارته بالإزدهار و كذلك بدأت أمواله بالتكدس شيئا فشيئا، ولكن كل ذلك إنتهى حينما إختفى طفل ذو ستة عشر عاما، وحين بدأت الشرطة تحقيقاتها حول إختفائه أخبرهم الجيران بأنهم سمعوا صرخة طفل قادمة من منزل الجزار جوسي وزوجته.
وحين قررت الشرطة تفتيش المنزل صُدِموا من هول ما رأوه في الداخل، حيث وجدوا في مخزن السيد جوسي و زوجته العديد من البقايا البشرية و الجثث المسلوخة، كما عثروا على جثة الصبي و جثث العديد من الرجال الممزقة، وهكذا تم إعتقال الزوجين بعد ما إنكشفت مذبحتهم.
و على غير المتوقع كانت الزوجة متعاونة تماما مع الشرطة و أخبرتهم بكل ما حدث، حيث كانت تقوم بجذب الرجال إلى منزلها عن طريق إستغلال جمالها، وإقناعهم بأن زوجها خارج المنزل، وحين يستسلمون لها هناك ويبدأوا في ممارسة الجنس، يخرج زوجها من الظلام ليقطع رؤوسهم بفأس كبير، ثم يقوم بسلخهم وإستخلاص لحومهم كي يصنع منه سجقه الممتاز.
أما بالنسبة للزوج، فلم يقل شيئا في التحقيقات، بل إنه لم يفصح حتى عن دافع جرائمه، مما دفع اللغز أكثر بين عقول العوام، في النهاية تم الحكم على الزوجين بالسجن مدا الحياة، ولكن بسبب علاقة الزوج بالجنرال المسئول عن المدينة تم إخراجه من السجن، ليموت في منزله في عام 1893 بعد وفاة زوجته في مشفى الأمراض العقلية بعامين فقط.
حتى الأن لا يعلم أحد دافع الزوجين لقتل هؤلاء الرجال و ذلك الطفل، ففكرة أنهم قتلوهم ليصنعوا سجقا فقط من لحومهم هي فكرة ساخرة و مرعبة في حد ذاتها، فكيف لإنسان أن يرتكب مثل هذه الجرائم البشعة فقط لمثل هذا الدافع هو ذاك الهدف، وإلى الأن يبقى الدافع لغزا.
حلو اوي❤