قصة وحش جيفودان
في الفترة من 1765-1767 قتل مخلوق غير معروف أكثر من 100 شخص في منطقة ريفية في فرنسا، وسبب ذعرًا عامًا، دمر المخلوق الغامض الذي يُدعى وحش جيفودان ، منطقة جيفودان بفرنسا، افترض العديد من الفرنسيين في ذلك الوقت أن الوحش كان ذئبًا ووافق الكثير من العلماء في العصر الحديث على ذلك.
وحش جيفودان مثل الذئب ولكنه ليس بذئب
وقع أول هجوم مميت مسجل للوحش يوم 30 يونيو عام 1764م، كانت الضحية الأولى امرأة شابة ترعى الماشية هاجمها الذئب ولكن القطيع دافع عنها فهرب الذئب، استمرت الهجمات خلال فصل الصيف وحتى الخريف ووفقًا لكتاب ” Mysterious Creatures: A Guide to Cryptozoology.” لـ جورج إم إيبرهارت، كانت فرنسا في حالة ركود في ذلك الوقت وفي أعقاب حرب السنوات السبع، خسرت فرنسا معاركها مع بروسيا وخسر البريطانيون والفرنسيون مستعمراتهم بالخارج، وقدم الوحش ورقة مثالية للتجمع.
هاجم الوحش الشرس النساء والأطفال، وكل أجزاء منهم ووفقًا للتقارير وكان الرجال البالغين مستهدفين أيضًا، كان هناك هجمات كثيرة لدرجة أن البعض تكهن بوجود وحشان ليس وحش واحد.
ولم يكن الجمهور في تلك الأثناء متفرجًا، بل ظهرت قصص شجاعة منفردة، وبدأ الصيادون في البحث عن الوحش وفي يوم 8 أكتوبر عام 1764م شُوهد الوحش يهاجم راعيًا واتبع الصيادون الوحش في الغابة وبعد إطلاق النار عليه وبعد السقوط نهض الوحش وهرب.
إرسال الملك لويس الخامس عشر للصيادين
في يوم 12 يناير 1765م هاجم الوحش طفل بالغ من العمر 10 سنوات، ومجموعة من الأطفال تتراوح أعمارهم من 10-12 عام، مما دفع الأطفال بالهجوم عليه بالعصا وتم مكافأة الأطفال من قبل لويس الخامس عشر، دفعت بطولات الأطفال لإرسال الصيادين لتدمير الوحش ووضعت مكافأة 6000 على رأس المخلوق، وفي تلك الأثناء كانت قصة الوحش تغطي وتنتشر في كل الصحف من بوسطن إلى بروكسل، لتُصبح واحدة من أحاديث وسائل الإعلام الأولى في التاريخ.
ومن أبرز قصص الشجاعة المتناولة في هذه الفترة قصة ماري جين البالغة من العمر 19 عام أو عشر والتي هاجمت الوحش في 11 أغسطس 1765م أثناء عبور نهر ديش مع شقيقتها، كان معها حربة ضربت بها صدر المخلوق ولكنه هرب.
إطلاق الرصاص على الذئب الكبير
في 20 سبتمبر 1765م أطلق فرانسوا أنطوان النار على ذئبًا كبيرًا في تشازيس، كان من المفترض أنه الوحش وحصل فرانسوا على المال والألقاب الشرفية وتم إرسال جثة الحيوان للديوان الملكي، ولكن بدأت الهجمات مرة أخرى في ديسمبر.
ولكن اختار الديوان الملكي تجاهل تلك الهجمات وأصروا أن انطوان قتل الوحش، ولكن ظهرت الهجمات في أوائل يونيو 1767 وبدأ أحد النبلاء يُدعى ماركيز دابشر لتنظيم مطاردة وأطلق أحد الصيادين النار على ذئب على سفوح جبل موشيت، كشف تشريح الحيوان عن بقايا بشرية في داخله، وكان للحيوان خصائص غير خصائص الذئب، انتهت الهجمات وبقيت الشكوك حول أنه كان بالفعل ذئبًا.
نظريات عن الوحش
اقترح العلماء والمؤرخون نظريات المؤامرة البعض قال أنه أسد والبعض قال أنة ذئب هجين كلب وإنسان، البعض تكهن أنه كلب حرب مدرب وهو ما يُفسر مظهره الغريب..
يقول عالم الأحياء كارل هانز تاكي ومؤلف كتاب ” The Gévaudan Tragedy: The Disastrous Campaign of a Deported ‘Beast” أن الوحش ربما يكون أسد غير ناضج مثل الضبع ويرى أن الأسد يمكن أن يظهر هذه السلوكيات المفترسة، ومن المفترض أن شهود العيان في هذه الفترة في فرنسا لم يكن لديهم علم بالأسود.
ولكن النظريات الأكثر مصداقية أنه ذئب، يُعقد أن الذئاب كانت تهاجم المجتمعات وأنها أصلية في المنطقة وهاجمت البشر من قبل، ولكن تكرار الهجمات يُشير أنه ذئب مصاب بداء الكلب، بالرغم من وجود بعض النظريات عن وحش جيفودان ولكن الجميع يعترف أن الحقيقة غير معروفة تمامًا بدون أي تفسير جيني أو علمي، ويظل الوحش لغزًا.
اقرأ أيضًا: