حدث بالفعل

لغز اختفاء أسرة آل مارتين

بقلم بتاع الرعب محمد عصمت

لغز اختفاء أسرة آل مارتين
يوم 7 ديسمبر 1958.. آل مارتين، الأسرة اللطيفة اللي من بورتلاند اختفوا تمامًا، كانوا في رحلة برية لمُدة يوم واحِد لشراء وتجميع بعض أدوات، زينة، وديكور الكريسماس، لمَّا اختفوا فجأة بالقُرب من نهر كولومبيا..

لغز اختفاء أسرة آل مارتين

المفقودين كانوا كينيث مارتين (54 سنة)، زوجته باربرا مارتين (48 سنة)، وبناتهم الثلاثة باربي (14 سنة)، فيرجينيا (13 سنة)، وسوزان (11 سنة)، في حين إن ابنهم الأكبر دونالد كان بيخدِم في قوات البحرية الأمريكية وكان مُتمركِز في نيويورك لمَّا اختفوا.

لغز اختفاء أسرة آل مارتين

بعد الحادثة دي بشهور، ظهرت جُثتين منهم، المية رمتهم على شاطئ نهر فيرجينيا، بين الجُثتين كان فيه مسافة كبيرة، تقريبًا 48 كيلومتر.

وقتها الشُرطة شكَّت إن عربية الأسرة مٌمكِن تكون غرقت في النهر، لكن الظروف المُحيطة باختفاء الأسرة ما زالت لُغز لحَد النهاردة، خصوصًا مع الأخذ بالاعتبار إن فيه مُسدَّس اتسرق، واتنين مُدانين تم القبض عليهم في نفس المكان دا بعد اختفاء آل مارتين بيوم، لكن للأسف.. مفيش دليل مادي واحِد يربُط بين الـ 3 قضايا.

في حين إن مكان كينيث، باربرا، وباربي ما زال مجهول لحَد النهاردة، وكذلك مكان العربية بتاعتهُم، حادثة الاختفاء دي بيوصفوها بإنها حادثة الاختفاء الأكثر غموضًا في تاريخ أوريجون، وبسببها قامِت واحدة من أكبر رحلات البحث في التاريخ.

 

خلينا نبدأ الموضوع واحدة واحدة من الأول..

ليلة 6 ديسمبر 1958، كينيث وباربرا مارتين، مواطنين عاديين جدًا من بورتلاند بأوريجون، قرَّروا يحضروا حفلة من حفلات الكريسماس قبل ما يرجعوا بيتهم، وأثناء سهرتهم كانوا خطَّطوا لرحلة برية في اليوم التالي.

في وقت متأخَّر من صباح يوم 7 ديسمبر، كينيث وباربرا خدوا بناتهُم الـ 3 وخرجوا ركبوا عربيتهم القديمة، باربي –البنت الكبيرة– كانت في المرحلة الثانوية، أما دونالد –الابن الكبير اللي عنده 28 سنة– فكان بيخدِم في القوات البحرية الأمريكية في الوقت دا.

اتجهوا ناحية الشرق، ناحية نهر كولومبيا، النية كانِت شراء وتجميع بعض الأدوات، زينة، وديكور الكريسماس، الوحيد اللي كان يعرف هُمّا رايحين فين كان السيد دين باكستر، مالِك البنزينة الرئيسية واللي قال إنهم اشتروا منه 19 لتر بنزين قبل ما يتوجّهوا ناحية الشرق، وكمان نادلة اسمها كلارا يورك قالِت إنها خدمتهم في بار بارادايس سناك في هود ريفر، دا غير إن بعض راكبين الدراجات البخارية قالوا إنهم شافوهم في أماكن مُتفرّقة بس كُلها كانت بالقُرب من نهر كولومبيا ساعة الغروب.

لغز اختفاء أسرة آل مارتين

يوم 9 ديسمبر، كينيث مراحش الشُغل بتاعه في ميعاده، وباربي غابِت من المدرسة، سوزان وفيرجينيا كمان غابوا من مدارسهم، وبالتالي.. السيد تايلور إكليس –مُدير كينيث في الشُغل– بلَّغ الشُرطة بشكل رسمي باختفاء أفراد الأسرة كُلهم، وبدأت الشُرطة تحقيقاتها الساعة 11 مساءً من نفس اليوم، في البداية بدأوا يدوَّروا على أي دليل على اختفاء الأسرة في البيت، لكن البيت كان مُرتَّب ومُنظَّم، الغسيل كان لسَّه في الغسالة، الأطباق في الحوض، دا غير إن الفلوس والدهب كانوا في مكانهم بشكل طبيعي.

 

يوم 8 ديسمبر، كان تم القبض على روي لايت، وشخص تاني لم يتم ذكر اسمه، والاتنين كانوا مُدانين سابقين بتُهمة سرقة سيارة بالقُرب من هود ريفر، لمَّا دا اتعرف، الشكوك زادِت في علاقتهم باختفاء آل مارتين، خصوصًا بعد ما نادل في البار قال إنه شافهم خارجين ورا آل مارتين من البار.

لكن مكانش فيه دليل مادي وبالتالي الشُرطة مقدرتش توجِّه لهم أي اتهام رسمي، أعلنوا عن إنهم محتاجين مٌساعدة من الناس، وخلال أسابيع قُليّلة الشُرطة استقبلت أكتر من 200 مُكالمة تليفون بيدَّعوا كُلهم إن عندهم معلومات عن اختفاء الأسرة..

زي مالِك مزرعة عجوز من شرق بورتلاند قال إنه شاف راجل وست بيجمعوا ديكور للكريسماس من حقل قُريّب منه يوم 7 ديسمبر، وتاني يوم شاف سرب كبير من الصقور الجارحة بيطير فوق نفس الحقل، وفورًا الشُرطة اتجهت للحقل دا وتم تمشيطه بالكامِل.

 

أو يوم 28 ديسمبر، لمَّا لقوا جوانتي حريمي بالقُرب من عربية مهجورة، وشكَّوا إن الاتنين لهم علاقة باختفاء آل مارتين، لكن الموضوع مكانش له أي علاقة.

أو يوم 31 ديسمبر، لمَّا شخص مجهول اتصل بالشُرطة وقال إنه شاف عربية مهجورة على جانِب الطريق وشاكِك إنها عربية آل مارتين، لكن الشُرطة راحِت وملقتش أي أثر للعربية اللي الشخص دا بلَّغ عنها.

أو الجواب اللي وصل للشُرطة من شخص غير معروف بيقول فيه إنه شاف عيلة شبه آل مارتين بالظبط في منطقة اسمها لوا ليلة الكريسماس، لكن مكانش عنده أي خلفية راحوا فين بعد ما شافهم.

 

لكن الدليل الأهم كان في فبراير 1959، وقتها رحلات البحث كانت في كُل مكان، دوَّروا ومشَّطوا المنطقة بالكامِل، لحَد ما واحِد من المتطوِّعين قال إنه شاف آثار لإطارات على مُنحدَر، الآثار دي مُطابقة تمامًا لآثار عربية آل مارتين، وقتها عملوا كُل الفحوص والتحاليل وأثبتوا إن دي بالفعل هي آثار عربية آل مارتين، ودا كان معناه حاجة واحدة بس..

إن العربية غرقت في النهر بعد ما وقعت في المُنحدر!!

 

استعانوا بسلاح المُهندسين في الجيش الأمريكي عشان يقللوا نسبة المية في النهر، ومشطوه بالكامِل باستخدام السونار، لكن للأسف.. العربية مكانش ليها أي أثر في قاع النهر.

 

يوم 1 مايو 1959 كان يوم فارِق في تاريخ حادثة الاختفاء دي، لأن حفَّار من الموجودين في النهر بلَّغ إنه المرسى بتاعته اتعلَّق فيها حاجة تقيلة، لكنه مش قادِر يشوفها ولا يعرف هي إيه.

يوم 2 مايو، صيَّاد بلَّغ إنه شاف جُثتين في المية بس مقدرش يشوف ملامحهم بوضوح.

يوم 3 مايو، ظهرت أول جُثة منهم، جُثة سوزان، على الضفة الشمالية من نهر كولومبيا بالقُرب من واشنطن، وقدروا يتعرَّفوا عليها بشكل مؤكَّد من سجلات الأسنان الخاصّة بيها.

يوم 4 مايو، جُثة فيرجينيا ظهرِت بالقُرب من سد بونفيل، وهي كمان قدروا يتعرَّفوا عليها بشكل مؤكَّد من سجلات الأسنان الخاصّة بيها.

 

نقلوا الجُثتين للمشرحة عشان يتم تشريحهم، الطب الشرعي قال إن فيه ثقوب في رأسهم بيعتقد وبنسبة كبيرة إنها ثقوب رصاصات، لكن لأنهم مش متأكِّدين بشكل كامِل فلم يتم ذكر أي حاجة عن الموضوع دا في التقرير الرسمي، وتم الإعلان رسميًا عن وفاة البنتين غرقًا.

وقتها روبرت جيلماوث، مأمور مقاطعة هود ريفر، كان مُقتنِع تمامًا إن العربية غرقت بالأسرة كلها، وإن مع الوقت واحِد من الأبواب اتفتح وجُثث البنتين خرجت وظهرت للناس، ودا دفع الشُرطة إنها تمشَّط النهر بالسونار مرة تانية، لكن للأسف ملقوش أي حاجة، وبالتالي.. توقفت رحلات البحث.

 

سنة 1961، بعد اختفاء الأسرة بـ 3 سنوات تقريبًا، أحد سُكَّان كاماس كتب جواب لجريدة رسمية في أوريجون، قال فيه إنه شاف عربية بتحاوِل تعدي شريط القطر يوم 7 ديسمبر 1958، وبعدها بلحظات سمع صوت صريخ، لكنه دوَّر وملقاش حاجة وقتها، والتحقيقات كمان دوَّرِت ورا الموضوع لكن ملقتش حاجة أبدًا.

 

لحَد النهاردة لسَّه مش عارفين إيه اللي حَصَل لآل مارتين، مش عارفين فين جُثث كينيث، باربرا، وباربي، ومش عارفين العربية نفسها راحِت فين..

عشان كدا، قضية آل مارتين كان لازِم تكون معانا ضمن الألغاز اللي موجودة هنا، في حقل ألغاز.

محمد عصمت

ولد الكاتب محمد عصمت عام 1988م في محافظة دمياط بمصر ، تخرج من كلية التجارة، اشتهر بكتاباته روايات الرعب و أعماله القصصية المترجمة ،و كانت أولى رواياته بعنوان “الممسوس” عام 2014م ، و هي رواية رعب فريدة من نوعها ، وصدر له روايات أخرى مثل (باب اللعنات، الجانب المظلم، ذاتوى) ، ويصدر له على موقع شخابيط سلسة مقالات حقل ألغاز

‫2 تعليقات

  1. جميل و شيق جدا … اُسلوب متجدد و متفرد بهذا النوع من الأدب .. التشويق و الإثارة

زر الذهاب إلى الأعلى