حدث بالفعلحكايات وأماكن

لغز جريمة متجر المثلجات.. ماذا حدث؟

لغز جريمة متجر المثلجات.. العالم من حوالينا مليان ألغاز مش محلولة، حاجات مُرعبة بتحصل في كُل مكان في العالم، ألغاز بتعرفك إن البشر مُخيفين أكتر من أي مخلوقات مُرعبة تانية.

كُل اللي هعمله إني هاخدك من ايدك وهنروح نتفرج على الألغاز دي واحد واحد.. بس خد بالك كويس، إحنا ماشيين في وسط حقل ألغاز… يلا بينا.

«لغز متجر المثلجات»، أو زي ما هو مشهور جدا لغز جريمة القتل القاسية، اللي حصلت في متجر مثلجات في «أوستين» سنة 1991، وما زالت غير محلولة لحَد النهاردة، عشان كدا اخترت العنوان اللي في الأول للغز النهاردة، وأظن أنتم دلوقتي فهمتوا سبب العنوان الغريب.

لُغز جريمة متجر المُثلجات.. بقلم محمد عصمت بتاع الرعب

المُحققين بيقولوا إن مسرح الجريمة كان قاسي جدًا، لدرجة إن أشجع مُحقق موجود على سطح الكوكب هيخاف يدخل يحقق فيه! وتعالوا نشوف ليه قالوا كدا..

في أواخر سنة 1991، حصلت في أوستين بتكساس جريمة قتل بشعة ووحشية بشكل لا يُصدّق، يوم 6 ديسمبر 1991، رجال المطافي جالهم بلاغ إن فيه دخان خارج من متجر لبيع المثلجات اسمه (I Can’t Believe It’s Yogurt!) ودا محل في غرب طريق «أندرسون»، لكن بمُجرّد دخولهم للمحل رجال المطافي اتصدموا بمشهد مُرعب تمامًا، وسط النيران المُستعرة، كان فيه 4 جُثث لأربع بنات مقتولين بوحشية، جُثث إيمي آيرز، جينيفر هاربيسون، سارة هاربيسون، وإليزا توماس!.

واحدة من البنات تم اغتصابها قبل ما تتقتل، والتلت جُثث الباقيين كانوا متكدسين فوق بعض بإهمال ولا مبالاة، مربوطين بملابسهم الخاصة قبل ما يتم إطلاق النار على رؤوسهم بمُسدس عيار 22، جريمة قتل مُخيفة ومسرح جريمة قادر يثير خوف أي مُحقق مهما كان قوي وقلبه ميت، وفورًا انتشر الخبر وبدأت الناس تضغط على الشُرطة بقسوة عشان يوصلوا لمرتكب الجريمة.
لُغز جريمة متجر المُثلجات.. بقلم محمد عصمت بتاع الرعب

بعد الجريمة بحوالي 8 سنوات، تم القبض على أربع مُراهقين، واتهامهم رسميًا بارتكاب الجريمة، الشُرطة قبضت على فوريست ويلبورن، موريس بيرس، روبرت سبرينجستين، ومايكل سكوت.
لكن بسبب نقص الأدلة، رفضت المحكمة الاتهام، ورفضوا محاكمة ويلبورن، وأسقطوا التهم عن «بيرس» في وقت لاحق،
لكن في أواخر سنة 1999، كل من «سكوت»، و«سبرينجستين» اعترفوا بالجريمة، قالوا إنهم فعلا اغتصبوا البنات لكن «بيرس» و«ويلبورن» كانوا بيتفرجوا بس، «سكوت» اتحكم عليه بالسجن مدى الحياة، وهو كان محظوظ جدًا بالنسبة للي حصل لـ«سبرينجستين» اللي اتحكم عليه بالإعدام.

لكن بسُرعة جدا بدأت تظهر نقط ضعف في القضية اللي مرفوعة ضدهم، قالوا للمحكمة إنهم اعترفوا تحت التهديد وبالإكراه، رغم إن الاعترافات كانت مفصلة جدًا لدرجة إن صعب جدًا حد يصدق إنها اعترافات متلفقة، وبدأت المحكمة تتحرى عن الموضوع عشان يكتشفوا بسُرعة جدًا إن واحد من الظباط المسؤولين عن التحقيق وهو هيكتور بولانكو كان بيحقق في قضية تانية، المُشترك بين القضيتين هو إن اعترافات المتهمين تقريبًا متطابقة بشكل غريب رغم إن القضيتين مُختلفتين تمامًا، ودا معناه إن هيكتور هو اللي بيلفّق الاعترافات بنفسه.
لُغز جريمة متجر المُثلجات.. بقلم محمد عصمت بتاع الرعب

واللي أضعف من موقف قسم الشُرطة كمان أدام المحكمة إن في صورة اتسربت على الإنترنت من جلسة التحقيق مع «سكوت»، وباين فيها إن واحد من المُحققين، تحديدا «ميريل» كان حاطط فوهة المُسدس بتاعه على راس «سكوت»،
وطبعًا اللي حَصَل دا أكّد على كلام المتهمين، وبسُرعة جدًا أسقطت عنهم المحكمة التُهم، رغم إن الاعترافات على كلام المحكمة كانت مفصلة وتبدو حقيقية بشكل غريب ومُذهِل.

واستمرت التحقيقات اللي كانت صعبة جدًا على رجال الشُرطة في الوقت الحالي، رجال الشُرطة مكانوش مُعتادين على التعامل مع قضايا قاسية بالشكل دا، وكمان القضية دي تحديدًا عليها ضغط إعلامي رهيب وغير طبيعي، دا بخلاف أنهم رجعوا تاني لنقطة الصفر بفضل عبقرية المُحققين اللي كانوا مقتنعين إن الاعترافات المُزيفة والأدلة المُلفقة هتحل قضيتهم بدل ما يدوروا على الأدلة الحقيقية والقتلة اللي لسّه أحرار، المُشكلة إن التحقيقات الجديدة كان فيها قايمة بتضُم أسماء 342 شخص مُشتبه فيهم!

والمُشكلة الأكبر إن خلال التحقيقات فيه 50 واحد منهم اعترفوا بالجريمة فعلًا!!.. منهم مثلا القاتل المُتسلسل «كينيث ماكدوف»، اللي اعترف قبل ما يتعدم إن هو اللي ارتكب الجريمة، لكن التحريات أثبتت إنه قال كدا بس عشان يوقف حكم الإعدام بتاعه، رفضوا اعترافه وأعدموه بالفعل.

وعلى الرغم من إن المحكمة أسقطت إدانة المتهمين من سنة 1999، لكن الاستئنافات فضلت مُستمرة، ودا كان مخلي المتهمين في السجن على ذمة التحقيقات لمُدة عشر سنوات، سنة 2009 وبعد عشر سنوات كاملين قررت تطلق سراح «سكوت» و«سبرينجستين».

لكن على ما يبدو إن «بيرس» مكانش قادر يتخطى اتهماهم الظالم ليه ولا قادر يفوّت اللي حصل لأصدقائه، سنة 2010 وأثناء وجود زحام مروري خانق، اتنين ظباط من اللي زيفوا التحقيقات كانوا في عربيتهم واقفين على جانب الطريق وسط الزحام المروري، فجأة «بيرس» هجم عليهم وقبض على المُحقق «ويلسون» وطعنه بسكين حاد في رقبته، «ويلسون» طلع المُسدس بتاعه وضرب «بيرس» بالنار وقتله، واتنقل للمُستشفى وهناك قدروا ينقذوه.

ظهر دليل جديد في القضية، لكنه كالعادة دليل بدون فايدة وبيزوّد من الحيرة، فيه شهود ظهروا وقالوا إنهم شافوا اتنين رجالة مجهولين دخلوا المحل قبل حدوث الجريمة بوقت قليِّل، طبقًا للشهود فالراجلين كانوا داخلين بياكلوا مثلجات عادي، لكنهم دخلوا المحل قبل الإغلاق بلحظات ومخرجوش من المحل على الرغم من إنه قفل الأبواب رسميًا خلاص، بس دا كان إجراء رسمي، إدارة المحل بتقفل الأبواب على الزباين لمنع أي زبون جديد من الدخول، وبيقفلوا تمامًا بعد انتهاء كل الزباين اللي جوا بالفعل من تناول المُثلجات.

الطب الشرعي أثبت فعلا وجود حمض نووي لراجلين مجهولين مش موجودين على النظام، لكنهم وبكُل تأكيد مش «سكوت» و«سبرينجستين»، فالسؤال هنا هيكون: هل المجهولين دول متورطين في الحادث؟ ولا مجرد زبونين عاديين كانوا موجودين قبل الحادث بس؟

للأسف مفيش إجابة للسؤال دا، ما زال اللغز دا مفتوح وبدون حل لحَد النهاردة.
ما زلنا مش عارفين.. إيه اللي حصل في محل المُثلجات في الليلة دي؟!

محمد عصمت

ولد الكاتب محمد عصمت عام 1988م في محافظة دمياط بمصر ، تخرج من كلية التجارة، اشتهر بكتاباته روايات الرعب و أعماله القصصية المترجمة ،و كانت أولى رواياته بعنوان “الممسوس” عام 2014م ، و هي رواية رعب فريدة من نوعها ، وصدر له روايات أخرى مثل (باب اللعنات، الجانب المظلم، ذاتوى) ، ويصدر له على موقع شخابيط سلسة مقالات حقل ألغاز

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى