تاريخ بابور الجاز .. اختراع غير طريقة الطهي بالعالم
ظهر بابور الجاز لأول مرة عام 1892 عندما سجل المخترع والمهندس السويدي فرانس ويلهلم يندكفيست موقد الكيروسين، يعتمد البابور على حرق غاز البارافين، وكان التصميم ناجحًا للغاية وتم إنشاء شركة لتصنيع الموقد، كان النموذج رقم 1 (No.1 stove) هو النموذج الأول وبعد ذلك توسعت الشركة في طرح العديد من النماذج الأخرى لاستهداف الأسواق المختلفة في كل العالم.
اختراع بابور الجاز
مضى أكثر من 150 عامًا على هذا الاختراع الذي أحدث ثورة في طريقة طهي الطعام والتدفئة وأيضًا الإنارة، في البداية اعتمد يندكفيست على موقد اللحام اليدوي اشترك فيما بعد مع جاي في سفينسون على إنشاء مصنع Kerosene Stove لتصنيع المواقد الجديدة والتي تم بيعها تحت اسم Primus، وسرعان ما تم تصميم أحجام وأشكال عديدة من المواقد وفي وقت سابق حصلت شركة Bahco ومقرها ستوكهولم على الحقوق الحصرية لبيع الموقد عام 1889.
وسرعان ما اكتسب الموقد الجديد سمعة كموقد موثوق وفعال في عمليات الطهي والإنارة والاستخدام اليومي، وكان أداءه جيدًا واستخدمه ريتشارد إيفلين في رحلات اكتشاف القطب الجنوبي والشمالي، وكان بابور الجاز الأول مصدر إلهام للعديد من المبتكرين الآخرين حيث انتشر هذا النمط بطرازات مختلفة لشركات أخرى في ألمانيا وفرنسا وإنجلترا والعديد من دول العالم.
اقرأ أيضًا : اختراع أعواد الثقاب بداية من الصين حتى السويد
ودخل البابور الشرق الأوسط بعد 50 عام من ابتكاره الأول وبدأت الدول أجمع في تصنيعه محليًا بعد ذلك للاستخدام اليومي، لأنه كان وسيلة آمنة ونظيفة بالنسبة لوسائل الأخرى المستخدمة في تلك الأزمان، وكان لمصلح البوابير شأن كبير في المجتمعات قديمًا.
شكل موقد الكيروسين
كان الموقد الأول مصنوع من النحاس يحتوي على خزان في قاعدة الجسم صاعد منها أنبوب أعلاه فتحة علوية مصنوعة من الفولاذ لتعبئة الكيروسين، والموقد مثبت على 3 أرجل للدعم، مزود بمفتاح لتفريغ ضغط الهواء الداخلي، والفتحة العلوية بها مكبس لعدم رجوع الهواء داخل الخزان من أجل زيادة الضغط الداخلي، وبالفتحة العلوية يوجد عيون البابور لإنتاج اللهب، بها 3 مواسير من النحاس.
كان الموقد الأول يزن حوالي 2.5 رطل أي 1.1 كجم وارتفاعه 8.5 بوصة يعادل 220 ملم، والقطر 180 ملم، وكان الخزان يتسع لنحو 1.1 لتر من الجاز ليتم إشعاله لمدة 4 ساعات متواصلة تقريبًا.
اقرأ أيضًا: تاريخ اختراع الولاعة ومراحل تطويرها
يعد بابور الجاز بمثابة نقلة حضارية في وقت اختراعه حيث كانت جميع القرى الأوروبية تعتمد على الحطب بسبب الطبيعة الشجرية، وانتشر البابور بين الناس وتم النظر إليه كتكنولوجيا جيدة رائعة أراح الكثيرين حول العالم من إشعال الحطب ومن الرماد وغبار الفحم ورائحة الدخان، وكان الموقد الجازي أكثر راحة وأمان.
بعد فترة من الوقت تحول البابور ليُشكل أهمية اجتماعية ونفسية، وظهر منه عدة أشكال مصنوعة من النحاس لأغراض الطهي ومصنوعة من الزجاج لغرض الإنارة وأخرى لغرض التدفئة، مازالت شركة Primus تنتج العديد من طرازات بوابير الجاز ولكن بشكل معدل عن النسخ القديمة وبمزيد من مستوى الأمان والنظافة، وتحول البابور القديمة لقيمة تراثية يحكيها الأجداد للأبناء.